
طارق الشناوي
كلمة و 1 / 2.. (ليه خلتنى أحبك)... يا مأمون!!
على (النت) تنتشر تلك الحكاية الطريفة التي تروى كيف ولدت أغنية (ليه خلتنى أحبك)، الحكاية باختصار أن الشاعر مأمون الشناوى كان ساهرًا فى منزل الموسيقار كمال الطويل بالإسكندرية وأراد الانصراف، ربما ليلحق بسهرة أخرى، فقال له الطويل، ح تكمل السهرة هنا لأنى بحبك، أجابه وأنا ذنبى إيه رد الطويل (ليه خلتنى أحبك يا مأمون)، وهنا أمسك بها مأمون الشناوى، وقال للطويل تصلح مطلع أغنية وأكمل الكلمات (لا تلومنى ولا أعاتبك / فين تهرب من ذنبك / بدعيلك بأمانة /روح منك لله).
الأغنية سجلتها ليلى مراد داخل أحداث فيلم (الحبيب المجهول)، آخر إطلالة لها على شاشة السينما عام 1955.
هل كانت تلك هى البداية؟، لم يذكر لى عمى الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى أن الأغنية ولدت على هذا النحو، حيث إنهم يضيفون للقصة حكاية أخرى لا تقل طرافة، وهى أن الطويل غادر الشقة وقفل الباب من الخارج حتى يجبر مأمون الشناوى على استكمال الكلمات.
ما أتذكره جيدًا ورواه لى الأستاذ كمال وأنا أعد له مذكراته على مدى 18 ساعة، أنه بالفعل لجأ إلى تلك الحيلة فى أغنية عبدالحليم (فى يوم من الأيام)، وأمضى مأمون يومًا كاملًا غير قادر على المغادرة وحاول التواصل مع المارة من الدور التاسع وباءت كل محاولاته بالفشل.
إحدى المذيعات طلبت منى أن أتحدث عن كواليس (ليه خلتنى أحبك) وذكرت لى تلك الواقعة، أكدت لها أنها مختلقة تمامًا، وهو أيضًا ما أكده لى الموسيقار الصديق زياد كمال الطويل، ووصفها بأنها (حكايات المقاهى)، ورغم ذلك المذيعة مصرة على صدق روايتها، قلت لها إن الملابسات الحقيقية وراء الأغنية هى أن الإذاعة المصرية اعترضت من خلال لجنة النصوص على كلمتى (ذنبك) و(بدعيلك بأمانة)، ليلى مراد رفضت التغيير بينما أبدى مأمون الشناوى موافقته وكمال الطويل أيضًا تعامل بمرونة واستبدل كلمة (حبك) بـ(ذنبك)، وكلمة (بأمانة) صارت (آه يانا)، ومع الأسف صادرت الإذاعة الأغنية بصوت ليلى، وسجلتها نجاة وحققت شهرة عريضة.
بعد نحو ربع قرن ظهر أحد العقلاء فى ماسبيرو وأعاد مجددًا الأغنية للبث فعادت لها الحياة بصوت ليلى مراد.
الغريب أن المذيعة قالت إن ذكر هذه الواقعة يعنى اتهام الإذاعة بسوء التقدير، وأن ضميرها المهنى لن يسمح بذلك، حتى بعد مرور نحو 70 عامًا، قلت لها: هناك مسؤول آخر فى الإذاعة صحح الخطأ، علينا أن نشيد به، ثم إن تاريخنا الغنائى مليء بقرارات مماثلة، مثلًا عندما منع مصطفى باشا النحاس تداول أغنية فريد الأطرش (يا عوازل فلفلوا) بحجة أنها مسفة وتحمل فى طياتها الكيد، وبعد ثورة 52 عادت الأغنية.
مؤكد أن المذيعة لن تأخذ برأيى وسوف تقدم الواقعة الساخنة والمشعوطة التي تؤكد أن مأمون الشناوى كتبها بعد أن قال له كمال الطويل (ليه خلتنى أحبك يا مأمون)!!