الأربعاء 7 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تليفزيون تأدية الواجب وسعيكم مشكور!

تليفزيون تأدية الواجب وسعيكم مشكور!
تليفزيون تأدية الواجب وسعيكم مشكور!


المحطات المضللة، قنوات الفلول ، الجزيرة العميلة والمنصت الدينية المتطرفة هى خريطة الإعلام التى قسمت على مايبدو انقسم المصريون منذ ثورة يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013 فى تجاذبات سياسية رسمت ملامحها على شاشة التلفاز الذى يستهلك الكثير من أوقات المصريين ربما لسخونة وسرعة الأحداث التى تمر بها البلاد منذ مايقرب من الثلاث سنوات .
 
 قبل ظهور هذا الكم الهائل من القنوات كانت القناة الأولى المصرية وتحديدا نشرة أخبار 24ساعة والتى يضبط المصريون ساعات أيديهم عليها فى الثانية عشر مساءً هى مصدرهم الرئيسى والموثق لمعرفة ماحدث على مدار يوم كامل فى شوارع المحروسة أيضا أخبار العالم الخارجى .. من منا ينسى المقولة الأشهر ''خميس أبو العافية .. موفد قطاع الأخبار .. القدس المحتلة''.
 
رويدا رويدا سُحب البساط من تحت ايدى القناة الأولى والفضائية المصرية بينما ظلت قناة النيل للأخبار أو «nile news» احتفظى بدرجة من التماسك من حيث الأداء الإعلامى على الأقل فعندما يحدث حدث يستحق بثه داخل مصر تجد القناة فى قلب الحدث وتتبعها باقى القنوات الإخبارية، ولكن جاءت القشة التى قصمت ظهر البعير والانحياز الفاضح للقنوات المصرية للحاكم أيًا كان والتى رفعت شعار «عاش الملك مات الملك» ووجدنا تلون شديد خلال مايقرب من 3 سنوات.. فعلى الرغم من أنهم نفس المذيعين ونفس الوجوه بل ونفس الضيوف - إلا من رحم ربى - إلا أنهم تلونوا مع من تلونوا وعلى كل لون!
 
قالوا أول أمس على شاشاتهم   .. مجموعة من المخربين تتظاهر فى ميدان التحرير _ إبان ثورة يناير _ فى عهد مبارك ثم عادوا وقالوا «شباب مصر اللى زى الورد» فى عهد المجلس العسكرى بعد نجاح الثورة فى إسقاط رأس النظام!
 
والأمس القريب كان المدح والثناء على قيادات الإخوان وشبابها واليوم يطلق عليهم المحرضون والعناصر الإرهابية.. هكذا فقد أدى الأداء الإعلامى غير الحيادى إلى تكفير المشاهدين بما يقدم على شاشات التليفزيون المصرى واتجهوا إلى القنوات الخاصة.
 
ولم يستفد المسئولون عن تليفزيون الدولة بهذا الكم الهائل من التسهيلات التى تقدم لمراسلى التليفزيون المصرى بمجرد مشاهدة لوجو الفضائية المصرية أو النيل للأخبار ، بالإضافة إلى اللقاءات الحصرية التى تتم مع مسئولين كبار فى الدولة والتغطيات الحصرية التى يتمتع بها تليفزيون الدولة ومع ذلك لم نجد ضيوفا لديهم ثقل داخل بلاتوهات تلك القنوات ، لا نجد _ كمشاهدين _ تغطية حية ومباشرة لما يحدث على أرض مصر المشتعلة... فقط نجد مايريد أن يُسمع أو يُنقل ويُبث على الهواء !
 
 فى الوقت الذى سبقت به قناة «ontv» الكثير من زميلاتها من القنوات فى البث باللغة الإنجليزية فى هذا الظرف الراهن والعصيب فى مصر كان التليفزيون المصرى يسير بنفس النهج من إذاعة المؤتمرات أو اللقاءات الخاصة بالأحداث!
 
 الكارثة الحقيقية لحظة القبض على مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع وهو الحدث الأهم فى الساعات الأولى من ليل الأثنين صباح الثلاثاء الماضيين وتحديدا الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما أذاعت قناة أون تى فى الفيديو الحصرى الخاص بلحظة القبض على مرشد الجماعة ونقله عنها معظم الفضائيات المصرية الخاصة والعربية بل والأجنبية أيضًا كان التليفزيون المصرى يذيع لقاءً مسجلاً مع الدكتور جمال زهران المحلل السياسى! ولم يقف الأمر عند هذا الحد فكانت القناة الأولى والقناة الثانية والفضائية المصرية والنيل للأخبار .. هؤلاء الأربع كانوا يشتركون فى نفس البث لهذا اللقاء المعاد مع المحلل السياسى مع الاكتفاء بظهور شريط الأخبار العاجله مكتوب به.. عاجل: مساعد وزير الداخلية لشؤون الإعلام للنيل : تم القبض على مرشد جماعة الإخوان بشقة برابعة العدوية!
 
مظاهر الفوضى وعدم الانضباط والركيزة تفجرت الأربعاء الماضى فى تظاهرة أمام ماسبيرو وباستعراض الأهداف منها من الممكن أن نلخص أن أزمة التليفزيون المصرى لم تتوقف.