كلاى يدافع عن تعاليم الإسلام فى «كــان»

شيماء سليم
منذ أيام قليلة انطلقت الدورة الـ66 لمهرجان «كان» السينمائى الدولى. الذى يعد واحدا من أكثر النوافذ السينمائية العالمية أهمية خلال العام. حيث تتجه إليه أنظار عشاق السينما. وهذا العام يعد من السنوات المميزة فى المهرجان لأنه يضم مجموعة من الأعمال السينمائية الضخمة التى ينتظر لها أن تثير الكثير من الجدل سواء بسبب موضوعاتها الشائكة أو لأنها تأتى بتوقيع مجموعة من أهم المخرجين فى العالم.
المسابقة الرسمية للمهرجان تتضمن «20» فيلما تحتل فرنسا منها سبعة أعمال، بالإضافة لفيلمين تشارك فى انتاجهما والولايات المتحدة خمسة أفلام.. وباقى المشاركات من اليابان والصين والمكسيك وتشاد وهولندا.ويضم قسم «نظرة خاصة» «18» فيلما والذى افتتح عروضه بفيلم «حلقة البلينج» للمخرجه «صوفيا كوبول». والتى تقدم من خلال فيلمها الجديد قصة واقعية عن عصابة من الفتيات المراهقات تخصصن فى سرقة بيوت مشاهير هوليوود.
هذا العام يشارك فى المسابقة الرسمية المخرج «ستيفن سودربرج» بآخر أفلامه - حيث أعلن اعتزاله الإخراج بالرغم من أن عمره لم يتجاوز الـ50 عاما - وبالرغم من أن أفلامه كانت تحقق دائما نجاحا كبيرا على المستويين الفنى والتجارى. اختار «سودربرج» أن ينهى حياته كمخرج من خلال فيلم «خلف الشمعدانات». الذى يتناول فيه قصة حياة الفنان وعازف البيانو الأشهر «فالنتينو ليبراس» - الشاذ جنسيا - يؤدى دوره «مايكل دوجلاس». وذلك من خلال علاقة «ليبراس» الحميمة بـ«سكوت ثورسون - مات دايمون» الذى قام بتأليف الكتاب المأخوذ عنه الفيلم.. «ثورسون» كان يبلغ من العمر 16 عاما عندما بدأ علاقته بـ«ليبراس» عام .1976 حيث نشأت بينهما علاقة جنسية وكان «ليبراس» يغدق بأمواله على «ثورسون» الذى أدمن المخدرات التى وصفت له كمسكنات للألم بعد أن أجرى عملية تجميلية بناء على طلب «ليبراس» ليكون شبيها له وهو فى مثل عمره. علاقة «ليبراس» و«ثورسون» انتهت بعد أن طلب الأخير تعويضا قدره 113 مليون دولار. ولكن بعد فترة توصلا لتسوية ومصالحة. وبعد عام من وفاة «ليبراس» نتيجة بمرض الإيدز قام «ثورسون» بتأليف كتاب عن العلاقة التى كانت بينهما. الفيلم يقدم حوالى أربعة مشاهد عاطفية ساخنة بين «دوجلاس» و«دايمون» جعلت «مايكل دوجلاس» يعلق عليها قائلا إنها «جزء من عمله وأن المشهد الأول كان الأصعب».
وعن الشذوذ الجنسى أيضا تشهد المسابقة مشاركة المخرج الفرنسى الجنسية التونسى الأصل «عبداللطيف كشيش» بفيلم بعنوان «الأزرق هو أكثر الألوان دفئا» والذى يقدم فيه قصة حب بين فتاتين إحداهما فى سن المراهقة. ومن خلال هذه العلاقة تتعرضان لأزمات كبيرة مع أسرتيهما.أيضا يشارك المخرج الكبير «رومان بولانسكى» بفيلم «فينوس ترتدى الفراء» الذى تقوم ببطولته زوجته الممثلة الفرنسية «ايمانويلا سينجر» والتى تؤدى دور ممثلة تحاول إقناع مخرج بأنها تصلح لبطولة أحدث أعماله. وذلك بعد أن تورطه معها فى علاقة جنسية منحرفة.
أما المخرج الفرنسى «فرانسوا أوزون» الذى اشتهر بمناقشة الجنس فى أفلامه السابقة مثل «عشاق مجرمون» و«تحت الرمال». فيشارك فى المسابقة هذا العام بفيلم «صغيرة وجميلة» الذى يتناول فيه قصة فتاة مراهقة تتحول إلى عاهرة حتى تشبع رغباتها الجنسية.
الأفلام التى تتناول الموضوعات السياسية بشكل غير مباشر. فيلم «عمر» للمخرج الفلسطينى «هانى أبوأسعد». الذى يعود مرة أخرى للظهور فى عالم المهرجانات بعد ثمانية أعوام من الغياب. بعد نجاح فيلمه «الجنة الآن» عام 2005 وحصوله على 10 جوائز وترشحه لـ15 جائزة أخرى منها أوسكار أفضل فيلم أجنبى. فى «عمر» يقدم «أبوأسعد» علاقة صداقة بين ثلاثة رجال وامرأة. يتفرقون بسبب نضالهم من أجل الحرية، ملخص الفيلم يوحى بأن الثورات العربية وفلسطين هى الرمز الذى يريد «أبوأسعد» الحديث عنه.
وبنفس الأسلوب غير المباشر أيضا يأتى أحدث أفلام المخرج الإيرانى «أصغر فرهادى» صاحب فيلم «انفصال» الذى نال الأوسكار أفضل فيلم أجنبى فى عام 2012.. فى «انفصال» دارت الأحداث فى إيران عن زوجة تحاول الانفصال عن زوجها بسبب رفضه الهجرة من إيران، أما فى الفيلم الجديد «الماضى» فالأمر يظهر بشكل معاكس حيث يحاول الزوج الإيرانى المقيم فى فرنسا أن يقنع زوجته الفرنسية بالعودة معه إلى موطنه إيران، لكنها ترفض وتطلب الطلاق. يقوم ببطولة الفيلم النجوم «بيرنيس بيجو» بطلة «الفنان» و«طاهر رحيم» بطل «رسول».
أما الفيلم الذى يجمع بين الانتقاد السياسى وحياة المشاهير فهو «أعظم مباريات محمد على» للمخرج «ستيفن فيرارس» صاحب ترشيحى الأوسكار أفضل مخرج عن فيلمى «الملكة» 2006 و«المحتالون» 1990 .الفيلم من بطولة ستيفن بلامر وفرانك لانجلا ودانى جلوفر. ويتناول واقعة رفض الملاكم الشهير «محمد على كلاى» الانضمام لصفوف الجيش الأمريكى أثناء حرب فيتنام. وهو القرار الذى برره «كلاى» بأن «الحرب ضد تعاليم القرآن، وأن المسلم لا يشارك فى حرب إلا فى سبيل الله ورسوله وأن المسلمين لا يشاركون فى حروب المسيحيين والكفار». وعندما انتقدت آراء «كلاى» هذه عاد وصرح بعبارته الشهيرة حيث قال: «لن أحاربهم - قاصدا الجيش الشيوعى فى فيتنام - فهم لم يلقبوننى بالزنجى».. فى هذا الوقت كانت المعارضة قد بدأت تزداد ضد حرب فيتنام. فوجد «كلاى» مساندة من جمهوره ومعجبيه. ومع ذلك تم سحب اللقب من «كلاى» فى عام 1967 وبعد سنوات عاد إليه اللقب مرة أخرى.. الفيلم لم يشارك فى أى مسابقة فى المهرجان ولكنه سوف يحظى بعرض خاص.