الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سقوط المعايير العالمية للموضة!

«لا يوجد شىء اسمه بطالة، ولكنه الكسل والبحث عن مبررات للفشل وعدم الاجتهاد والعمل. السوق مفتوحة أمام الجميع، ومن يمتلك أى موهبة يستطيع بتنميتها وتطويرها أن ينجح، مصر مليئة بآلاف الفرص فضلًا عن انتشار مراكز تنمية المشروعات الرائدة التى تقدم الدعم والتمويل للشباب؛ ولكن نحن من نكسل فى البحث، هكذا تحدثت مصممة الأزياء والاستايلست «سُليمة درويش» التى انطلقت بمشروعها وخط إنتاجها فى عالم الأزياء فى سن صغيرة لتصبح واحدة من رائدات الأعمال صغيرات السن. «سُليمة» بنت الـ 23 عامًا، فتاة مصرية طموحة وناجحة، تخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة العام الماضي، بقسم الفنون البصرية، وكما يعنى اسمها الفتاة العاقلة التى تحب العمل الجاد، انطلقت «سُليمة» رغم صغر سنها بخط إنتاجها مؤسسة البراند الخاص لها « solyma» فى مجال تصميم الأزياء والاكسسوارات والستايلنج، كإحدى رائدات الأعمال الشابات المصريات، لتمثل مصر فى أسبوع الموضة العالمى بدبى لعام 2019، وكذلك تشارك فى الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائى الدولى .



 

العولمة دمرت جمال وتنوع الأزياء

تحكى «سُليمة» لروزاليوسف قائلة:  انجذبت لعالم الأزياء منذ صغري، وزاد الاهتمام مع الدراسة بقسم الفنون البصرية بالجامعة، لأنى تعمقت أكثر فى دراسة تأثر تصميم الأزياء بالعولمة، والذى صَدرت للنساء فى جميع أنحاء العالم شكلًا معينًا ومكررًا من الأزياء والموضة وأدت لاختفاء ثقافة وهوية كل بلد والتى انعكست قديمًا فى زيها المميز مثل السارى الهندى والجلباب المصرى الفلاحي، ولكن اختفى هذا التنوع لصالح الذوق الواحد الذى فرضته العولمة، ومن هذه النقطة انطلقت بفلسفة مشروعى وخط إنتاجى فى التصميم.

 

تخترع الموضة ولا تقلد الآخرين

 

شعارنا هو «نحن لا نتبع الموضة ولكن نخترع موضتنا» تقول، سُليمة: «نهدف إلى إلهام النساء ليكن أفضل نسخة لأنفسهن وأن يكن واثقات فى أجسادهن وملابسهن، نحرص دائمًا مع النساء اللاتى نتعامل معهن على الحفاظ على هويتها، وأن نصمم لكل منهن style يناسبها ويحقق لها الثقة فى جسدها وشكلها، لأن الميديا تسهم فى هز ثقة النساء بأنفسهن من خلال ترسيخ صورة نمطية محددة لمقاييس الجمال عبر الشاشات سواء فى برامج الموضة أو برامج التجميل التى تركز على عمليات شد وتكميم المعدة وتبييض الأسنان من أجل الابتسامة الهوليودية وغيرها من المعايير التى تحدد شكلًا معينًا لجمال الأنثى.

تؤكد «سُليمة» أنها تحرص فى تصميم الأزياء على إعادة هذه الثقة لكل امرأة ترغب فى ارتداء قطعة مختلفة من الملابس، تضيف: «هناك سيدة تقول لى «أنا سمينة وشكلى وحش»، ولكن أحاول دائمًا إقناعها بالنظر لجسدها بطريقة مختلفة واختيار أزياء تناسبها ولا يشترط أن تكون مطابقة للموضة العالمية التى تروج لها الميديا.

«نحن نمتلك كحضارة مصرية ثقافة غنية ومتنوعة فى الأزياء والعادات والتقاليد بين محافظات ومناطق مختلفة تمتد من الشمال إلى الجنوب، ومع ذلك نهدر كل هذا الثراء ونرغب فقط فى ارتداء الجينز، وأن تُصبح كل النساء نحيفات ويمتلكن شعرًا ناعمًا أو أن يمتلكن أردافًا مثل كيم كاردشيان؟!، هذه مقاييس الجمال beauty standard التى تصدرها الميديا العالمية الآن». تقول سُليمة.

وبسؤالها عما يُميز أزياءها ومدى قدرتها على المنافسة فى السوق الشرسة لعالم الموضة تقول «سُليمة»: «أحاول السير عكس تيار مقاييس الجمال المحددة التى تصدرها الآلة الإعلامية، من خلال تصميم أزياء تناسب لكل امرأة وتجعل تثق بنفسها، لا توجد امرأة جسدها قبيح ولكن يجب أن ندرك أننا قوالب جسد مختلفة، وعلينا أن نتعلم نرتدى ما يناسب هذه الأجسام من خلال؛ التوازن بين الألوان الفاتحة والداكنة، نوع الأقمشة، شكل التصميم.. إلخ».

 

خامات مصرية وأيدى عاملة ماهرة

 

« نستخدم خامات مصرية 100 %، ونعتمد فى تصميم الأزياء على الأقطان المصرية الممتازة والتى يتم تصديرها لكل أنحاء العالم، وكذلك التُل والشبك ليس فى تصميم الأزياء فقط ولكن فى تصميم الشرابات، وهو أحد خطوط إنتاج مشروعنا الذى يحظى بنجاح وتفاعل كبير مع الجمهور، فنحن نحرص سواء فى تصميم الشرابات أو الملابس أو الشنط أو الأحزمة أن تُصبح قطعة فريدة أشبه بلوحة فنية تستطيع أن تقتنيها المرأة، ونسعى لأن تكون قطعة الأزياء مميزة حيث يمكن ارتداؤها واستخدامها بأكثر من طريقة وفى مناسبات مختلفة صباحية ومسائية» تقول سُليمة درويش .

وعن المشكلات الشائعة من تراجع مستوى المهارة للعمالة المصرية، تنفى سُليمة هذه الصورة السلبية عن العمالة المصرية، مؤكدة إنها تتعاون مع أربعة مشاغل حتى الآن يعمل فيها عشرات من الأيدى الماهرة شديدة الدقة والجودة فى إخراج المنتج النهائي.

تُكمل: «أكبر دليل على مهارة ودقة العمالة المصرية هى التعليقات التى وصلت لنا سواء فى أسبوع الموضة العالمى بدبى وكذلك عند إطلاق كوليكشن الشتاء فى مصر العام الماضي، ودهشة النساء من جودة المشغولات اليدوية على قطع الأزياء المختلفة».

 

بدأت مشروعها بـ 1000 جنيه!

 

«عائلتى كانت مخضوضة، أى براند ومشروع تريدين تأسيسه وأنت ما زلت طالبة جامعية» هكذا كانت بداية التحديات التى واجهتها سُليمة درويش فى بداية مشوارها المهني، تحكي: «كانت لعائلتى مخاوف من عدم تركيزى فى الدراسة والانشغال بمشروع وهمي، ولكن أمى كانت ملهمتى فهى شجعتنى بقوة وذهبت معى لزيارة حى الموسكى لشراء الخامات المطلوبة، وبدأت مشروعى بـ1000 جنيه، حتى اكتسبت خبرة يومًا بعد الآخر، وحظى إنتاجى على إقبال لا بأس به ساهم فيما بعد فى مضاعفة رأس المال والاستمرار فى المشروع حتى الآن تستطرد: «فخورة بما أنجزته حتى الآن، أن نسافر أسبوع الموضة العالمى بدبى وهو واحد من أكبر الفعاليات العالمية لعالم الفاشون بالشرق الأوسط، وكذلك أن نشارك فى مهرجان الجونة وأتولى الستايلنج للنجمة نجلاء بدر، فهى خطوات مهمة فى بداية المشوار ولكن ما زال الطريق طويلًا ونسعى للتميز وإنتاج أزياء غير تقليدية».

تجهز «سُليمة» لكولكشن رمضان، قائلة: «نقترب لإطلاق مجموعة رمضان أبريل المقبل، ونستلهم فى تصميم الأزياء ذلك الشكل العربى الشرقى للعباءات، ونعتمد على اللون الأسود والذهبي، وستكون هذه العباءات مناسبة لحضور حفلات الإفطار والسحور فى رمضان».

وعن علاقة سُليمة بسيدة الشرق أم كلثوم.. تضحك قائلة: «هى ملهمتى وهى أيقونة للفاشون بالقرن العشرين، فضلاً عن كونها زوجة الدكتور حسن الحفناوى وهو والد جدى لأمي، ونشأت على صورها فى المنزل، وهى نموذج مصرى أصيل يمثل الشرق المحافظ».

وعن خطواتها المستقبلية، تقول سُليمة:«لدى أحلام كثيرة، بأن يصبح لمشروعنا بصمة وصدى ينافس البراند العالمية، نسعى لتطوير أنفسنا باستمرار، وفخورون باختيار المجلس القومى للمرأة ورئيسته الدكتورة مايايا مرسى لمشروعنا الوليد لتمثيل مصر فى إحدى ورش عمل على دعم المشروعات الرائدة  العام الماضي، واكتسبنا خبرة كبيرة فى إدارة وتطوير المشروع ونأمل فى استمرار نجاحنا».