الحـج للقـدس يشعل المواجهة بين «البابا» و«شعب الكنيسة»!

مايكل عادل
فى الوقت الذى يحتفل فيه الأقباط فى مصر بعيد القيامة المجيد وشم النسيم على مدار اليومين القادمين، وعلى الرغم من تأكيد وإصرار البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على تنفيذ قرار البابا شنودة الثالث البطريرك الراحل والخاص بمنع الأقباط من زيارتهم إلى القدس، إلا أن عددا ليس بقليل من الأقباط حرصوا على الذهاب إلى القدس وحضور عيد القيامة هناك.
اول اختبار سياسى دينى للبابا بعد الجدل الذى أثاره موقفه فى أحداث الكاتدرائية.. والحجاج متخبطون
البابا تواضروس أكد رفضه لزيارة بعض الأقباط للقدس، قائلا «التطبيع الذى جرى بين مصر وإسرائيل، حكومى، ولم يرق إلى المستوى الشعبى كاملا، ولذلك لايصح أن ينفرد جزء من الشعب وهم الأقباط بهذا التطبيع، من دون إخوانهم المسلمين»، مشيرا فى أحدحواراته الفضائية إلى أن دعوة إسرائيل لهجرة الأقباط «خبيثة» وبالتأكيد لن يهاجر الأقباط إليها.
مجموعات من الأسر القبطية معظمهم من الصعيد سافروا إلى القدس منذ يومين من خلال شركات السياحة لجأ بعضهم إلى الكنائس الإنجيلية التى نظمت رحلات خاصة للسفر للقدس، وعلمت من مصدر كنسى رفض ذكر اسمه أن مطار القاهرة توجه إليه ما يقرب من 300 قبطى لزيارة القدس.
توصلنا إلى أحد الأقباط الذين وصلوا بالفعل إلى كنيسة القيامة ويدعى «أمير .ع» - 55 سنة قال لنا: طول عمرى بحلم أروح القدس وينادوا عليا ويقولولى يامقدس أمير، والحمدلله أنا هنا فى القدس المدينة اللى عاش فيها ومات السيد المسيح «وأطلب من البابا تواضروس السماح للأقباط بزيارة الأماكن المقدسة».
قبطى آخر يدعى «ثابت .ك» قال بكل صراحة: «إخوتنا المسلمين بيروحوا يحجوا فى السعودية لكن احنا ليه مش من حقنا نحج ونزور أماكن تاريخية ومقدسة، أنا نفسى إخوتى المسلمين هم اللى يطالبوا البابا بالسماح لينا بزيارة القدس» متقبل العقوبة الكنسية فى مقابل زيارة القدس لأن القدس من حقى ولا مخالفة لعقيدتى.
من ناحيته صرح القس ميصائيل الأورشليمى، راعى كنيسة القديسة هيلانة - الجزء المصرى من كنيسة القيامة بالقدس، إن عدد المصريين الذين وفدوا إلى القدس هذا العام يعد قليلا مقارنة بالعام الماضى، مؤكدا أن الكنيسة لن تسمح للمصريين الأقباط بممارسة طقس التناول داخلها، وهو طقس كنسى يعتبر من أسرار الكنيسة السبعة أو زيارتها، مشيرا إلى وجود تعليمات مشددة من البابا تواضروس الثانى، بمنع استقبال الحجاج المسيحيين بالكنيسة تنفيذا لقرار البابا الراحل شنودة الثالث.
وأشار القس ميصائيل إلى أن المسيحيين الذين يزورون القدس هم حالات فردية ولايعبرون عن موقف الكنيسة الرسمى، وقال: «سبق للكنيسة الأرثوذكسية أن حرمت من زار القدس من طقس التناول، كما فرضت عليهم عقوبات كنسية»، موضحا أن أغلب من يزورون القدس هم من أتباع الطوائف المسيحية الأخرى، موضحا أن البابا الراحل أصدر قراره بمنع المسيحيين من السفر منذ توليه منصبه عام 1791 واستمر القرار حتى بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 9791، وقال «كان موقف البابا شنودة وطنيا من العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية والأراضى العربية» وكان دائما يردد: «لن ندخل القدس إلا يدا بيد مع إخوتنا المسلمين».
ونفى ما تردد عن هجرة أعداد من المسيحيين إلى إسرائيل فى الفترة الماضية، وقال «إن إسرائيل تلعب بورقة الحج المسيحى والهجرة لضرب الوحدة الوطنية لتخلق كراهية بين أبناء الشعب المصرى من المسلمين والمسيحيين.
فيما أكد القمص أنجيلوس اسحق سكرتير البابا تواضروس الثانى لـروزاليوسف أنه لا علاقة للكنيسة القبطية بسفر الحجاج الأقباط إلى القدس وأن هؤلاء الأشخاص الراغبين فى الزيارة يسافرون بشكل شخصى ورحلاتهم غير تابعة للكنيسة بأى شكل من الأشكال وأن أية أخبار تشير إلى علاقة الكنيسة بسفر الحجاج هى أخبار عارية عن الصحة، مؤكدا أن البابا تواضروس موقفه واضح فى هذا الشأن وهو نفس موقف الراحل البابا شنودة الثالث من رفضه لزيارة الأقباط إلى القدس.