الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الديابة إللى بيحكمونا!

الديابة إللى بيحكمونا!
الديابة إللى بيحكمونا!





 
 
 
 
 
 (فين الديابة اللى بيحكمونا؟!)، صرخة من (الست أم أحمد) من شبرا فى  وجه كل المختفين فى الجحور تاركين البلد تتحرق، هزت بها الجميع خلال مداخلة تليفونية فى برنامج الإعلامى (معتز الدمرداش)، وكالعادة لم يجد ما يقوله لها.. توقفت عن هذه الجملة رغم قراءات المراقبين الأفذاذ وتحليلات المتطرفين المتفلسفين،  وما وجدت أقرب منها للواقع كعنوان لهذه المرحلة المصرية التى تمر على مصر، فالشعب لا يرى سوى (ديابة) يحكموننا،  أو ليس هؤلاء هم (أرباب نعم) الذين يعتمدون عليها فى كل غزوة صناديق، يبدو أنهم تحولوا عنهم بعدما اكتشفوا  حقيقتهم!
 
معادلة المشهد المصرى تؤكد الآن بالثلث وبأعلى صوت، أن مصر لن تعود أبدا لما كانت عليه قبل (26/1/2013) بعدما أصبح تاريخاً محورياً فى تغيير الدفة المصرية  من جديد، وتصحيح المسار الشعبى والثورى بعد  اختطاف الإخوان والإسلاميين للثورة، لم تضع هذه الحقيقة  بين تسونامى المبادرات التى غرقنا فيها طوال الأسبوع الماضى، وكان (الخلاص) تبكير الانتخابات الرئاسية أو على الأقل محاكمة المسئول على الدم المراق فى شوارع مصر الصوت الأعلى والأوضح فى كل ميادين مصر، لا فقط فى مدن القناة التى تعرضت لأول عقاب إخوانى جماعى، فكان الرد صادماً للجميع والصفعة موجعة للحكام، فأفقدتهم وعيهم أكثر وأكثر!
 وأدرك (الديابة)، أو بالأحرى (الخرفان) - الذين يتنكرون فى (فرو) الديابة حتى يخفوا حقيقة أن السقوط قادم لا محالة، حتى مرت التصعيدات الشعبية والثورية  بلا نتيجة على أرض الاتحادية، فهناك اختبار قاس يجب أن يكون تحت رقابة دولية كاملة اسمه (الانتخابات البرلمانية)، المعارضة الثورية والشعبية القوية قادرة على اقتناصها  لو استفادت من اختفاء الديابة اللى بيحكمونا فعليا عن الشارع الآن، وانشغالهم بقمع المصريين، بمن فيهم (عاصرو الليمون) الذين أوصلوهم للحكم فى غفلة من الزمن!!
 ووسط كل هذا الدم والصراخ والرصاص وفقدان الوعى الإخوانى والتخبط من المعارضة وانكسار الشرطة، كان (الجيش) قويا كالعادة لتقديم مثال وطنى جديد، فى وقت كان يضع الشرفاء من المصريين أيديهم على قلوبهم من توريط الإخوان للجيش فى هذه الأزمة حتى يهربوا من الصورة رتبوا كل الأجواء لتوريطه فى سفك الدم المصرى الأطهر فى مدن القناة التى أسقطت الإنجليز والفرنسيين والإسرائيليين لكن الإخوان وغيرهم لم يقرءوا التاريخ ولم  يعرفوا مع من يتعاملون!
الجيش قدم درسا عالميا للخارج قبل الداخل، وجعل أمريكا وأوروبا داعمين الإخوان والإسلاميين يغيرون قواعد لعبتهم فى مصر خاصة بعد رسالة وزير الدفاع (عبدالفتاح السيسى) التحذيرية باقتراب انهيار مصر، ناهيك عن التسريبات حول رسائل (السيسى) لمن يحكموننا بأن الجيش لن يمس مصريا، فى وقت كان الكل مترقباً هل بالفعل تأخون الجيش؟!، وينتظر الإجابة بالفعل ؟!.. وما كان من جيشنا المواجه لكل مخططات تفكيك الجيوش فى المنطقة إلا أن لعب الكرة مع الشعب فى مونديالات «ساعة الحظر ما تتعوضش فى القنال»، فى الوقت الذى استعد فيه (الديابة اللى بيحكمونا) لقتل الشعب.. فهل نريد إجابة واقعية أكثر من ذلك أن الجيش غير مؤهل وطنيا لأى استقطاب سياسى أو أيديولوجى؟!
رسالة (السيسى) أوقفت ساعة المشهد عندها، وهزت الجميع حتى توعيهم إلى أين نحن ذاهبون، حتى إن الكل أصبح مؤهلا لعودة الجيش للحكم لكن بمعايير مختلفة عن الفترة الانتقالية حتى لا نعيد أخطاءها، وحتى لا يتورط  الجيش فيما لا نريده له، بمعنى تشكيل مجلس رئاسى مدنى برئاسة المجلس العسكرى، تكون قراراته بالمشاركة والانتخابات الرئاسية والبرلمانية فورية بعد تعديل الدستور الكارثى!
 كل الأطراف غيرت نظرتها فى عودة الجيش للمشهد دون عسكرة جديدة للدولة المصرية، وكان هذا واضحا جدا فى مبادرة البرادعى التى صدمت البعض، بل يتجلى هذا أيضا بين ثنايا مبادرة الأزهر التى غضب منها البعض باعتبارها إنقاذاً من الطيب لمرسى، لكنها فى النهاية وثيقة قيمية لا سياسية لحرمة الدم المصرى وقعها الثوار والمعارضة ونزلوا بعدها الميادين لإسقاط النظام!
 بقى أن نؤكد أن التمرد الأبيض فى الشرطة وبكاء الضباط وجنود الأمن المركزى، يثبت أن الشرطة الوطنية لن ترى انكسارا أبدا، وطبعا الحكومة العاجزة لا تفهم سوى حمايتهم بالرصاص الحى، لكن أتمنى ألا يستخدموه حتى لا تكون نهايتهم!