الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

العـودة إلى الـرســـول صلى الله عليه وسلم

العـودة إلى الـرســـول صلى الله عليه وسلم
العـودة إلى الـرســـول صلى الله عليه وسلم


الانقسام وصل بين الليبراليين والإخوان والسلفيين إلي توصيف (النبي) فالبعض يراه (إمام الليبراليين).. وآخرون يصفونه (بالإسلامي).. والأغلبية اتفقت علي أن الحل في وسطيته (صلي الله عليه وسلم)
يأتى علينا المولد النبوى هذا العام، ومصر والمصريون فى أسوأ حال، دماء أبنائها رخصت حتى أصبحت تسفك فى أى وقت وكل مكان، وسط أجواء من الفرقة المرعبة التى لا تبعد عن الأذهان أبدًا قلقنا من مخططات التقسيم خاصة بعد ظهور حركات انفصالية مسلحة وجماعات متطرفة تطارد المجتمع الذى يعانى أساسًا باسم الغلو فى الدين الذى نهانا عنه رسولنا الكريم، و«روزاليوسف» من ناحيتها تطلق مبادرة للم الشمل رغم الخلافات والمكائد من بعض الفصائل المصممة على القمع، بطرح سؤال نتصور أنه فى غاية الأهمية حول هل هناك أحد يستطيع لم شملنا أكثر من رسول الله وسنته.



فهل كان رسولنا ليبراليا أم إخوانيا أم سلفيا؟! الرد معروف لكننا طرحناه على كل التيارات حتى تعترف بضرورة التوحد، إلا أننا صدمنا من بعض الإجابات المصممة على الفرقة، فرسول البشرية كان مشددا على الوسطية لا التزمت.. كان سمحًا مع الجميع غير المسلم قبل المسلم، محبًا للعلم، بكل لغاته ومحترمًا للآخر، دينه المعاملة، ومحبًا للم الشمل حتى مع اليهود لكن غير المعتدين.. فلا تتمسحوا به وأنتم ترتكبون ما نهى عنه خاصة أن «الليلة الكبيرة» للمولد تتزامن مع الذكرى الثانية للثورة وأيضا الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد!

طرحنا سؤالنا المثير على عصام شيحة المحامى وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد فقال لنا: أولاً لا يمكن أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم «سلفى» لأنه أول من نزلت عليه الدعوة وأول من نزل عليه القرآن الكريم، والسلف الصالح هم من كانوا قريبين من الرسول من الخلفاء والصحابة واعتبروا سلفا لأنهم أول من آمن بالإسلام وطبق الشريعة.


وفى هذه الحال فرسول الله صلى الله عليه وسلم «ليبرالى» لأنه أتاح الإسلام لكل المحيطين ولم يفرض الدين بالقوة أو بالعنف وإنما استخدم قول الله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».

وكان رسول الله يتعامل مع غير المسلمين باحترام شعائرهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويحث القادة المسلمين عند فتح بلادهم ألا يجبروا أحدا على دخول الإسلام مطبقا فى ذلك قول الله تعالى «لكم دينكم ولى دين»، ومن هنا - كما يقول شيحة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إمام «الليبراليين»، وأكد: نحن كليبراليين نمشى على القرآن والسنة ومن قال أن السلفى احتكر السلفية.

ولهذا أنا أرى أنه لابد أن يعود السلفيون وجماعة الإخوان المسلمين إلى الدعوة، وأن تعمل الأحزاب بالسياسة.

عصام الإسلامبولى الفقيه الدستورى قال لنا: الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطبق عليه وصف «سلفى» لأن السلفى ينسحب على ما كان قبله، وما كان قبل الرسول الجاهلية، أما فيما يتعلق بالليبرالية، فالرسول كان الثائر الحقيقى ثار على الظلم بجميع صوره وحرر البسطاء والعقيدة وغيرّ المجتمع.

والسلفيون الآن مقيدون بالمفاهيم القديمة التى طرحها بعض السلفيين أيام الرسول، وأصبحوا الآن ليس لديهم القدرة على استيعاب الدين ومخاطبة الواقع المعاصر، وهؤلاء محتاجون إلى مراجعات دينية فى أفكارهم الشديدة، وهؤلاء السلفيون ظهروا فى مصر بسبب اختلاطهم بمجتمعات مختلفة عن مجتمعنا كأفغانستان وشرق آسيا وأتوا بهذه المفاهيم من هناك دون فهم للواقع.

وعندما أتوا إلى مصر ومع الأمية المتفشية فى مصر والمواطنين البسطاء الذين قصروا المفهوم الحقيقى للدين على المظاهر الشكلية: الذقن والجلابية فقط، كان لهم تأثير كبير على هؤلاء البسطاء، إلا أن الواقع الاجتماعى والمشكلات ستغير من هذه الظواهر ولكن بعد وقت طويل.

«كمال الهلباوى» قال لنا باختصار بعد أن قال أن هذا الموضوع طويل لابد من حديث مطول عنه: السلفية لم توجد أيام النبى صلى الله عليه وسلم، وأيضا لم توجد الليبرالية، وإنما كان هناك مسلمون وهذه التسميات السلفية والليبرالية جاءت بعد ذلك، وما نشاهده اليوم انقسام حاد فى المجتمع واستقطاب والحل أن الناس تعود إلى الإسلام الوسطى كما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا يكفى للجميع.

 

محمود حسن أبو العينين القيادى بحزب الحرية والعدالة قال لنا: لا يجوز أن نقول هل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبرالى، لأن الإسلام أكبر من الأفكار الوضعية، ولا يجوز أن نقول ليبرالى لأن الليبرالية تعنى التحرر من كل شىء، والرسول «إسلامى» نزل عليه الوحى ووضع لنا منهجا نعيش به، وبالتالى لا يجوز أن نساوى المنهج الإسلامى بالأفكار الليبرالية، أما بالنسبة للسلفيين فهم الذين اعتبروا أنفسهم ملتزمين بالسلفيين السابقين، دون أن يعرضوا أنفسهم للاجتهاد وظروف العصر الحديث ولهذا فأنا أرى أن الفكر السلفى فى حاجة إلى ممارسة الحياة السياسية والاقتصادية وسوف يغيرون أنفسهم بأنفسهم.

أما الدكتور يسرى حماد نائب رئيس حزب «الوطن الحر» السلفى فقال لنا: رسول الله «حنيفًا مسلمًا»،  وما هو معنى ليبرالى الذى تستخدمونه، فهذه الكلمة ليست عربية ولا مصرية، وإنما غربية لماذا نأخذ الفكر الغربى وماذا تقصدون بالليبرالى هل تقصدون به الاقتصاد الحر أو المتحررين من كل شىء بما فيها العقيدة والدين، وبالتالى لا يجوز أن نقول هل رسول الله ليبرالى.


وقال حماد: نحن محتاجون أن نعلم الناس الدين الصحيح على يد أهل الدعوة والتقوى والإخلاص والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا يكون عن طريق الأزهر.
 الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية قال لنا: ما نشهده الآن هو خلط الدين بالسياسة ومحاولة كسب الجماهير وإظهار التيار الدينى والسلفى على أنه جزء من الشرع والإسلام حتى يكسبوا  الدولة ضد الليبرالية، وهذا يتنافى مع أصول الدين ومبادئ الشرع، فالمسلمون عند الله سواسية.

وقال د. الشحات إن الدستور الجديد أعطى للأزهر دورًا كبيرًا فى المجتمع من خلال هيئة كبار العلماء ولا يجوز أن نقول أن رسول الله ليبرالى أم إخوانى أم سلفى فالإسلام هو الإسلام له أركانه المعروفة والحديث الشريف قال رسول الله صلى عليه وسلم افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة والنصارى اثنتين وسبعين  فرقة وستتفرق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلهم فى النار إلا واحدة، قالوا ما هى يا رسول الله قال ما عليه السنة والجماعة، فالإسلام دين سمح يتسم بالوسطية لا يعرف التشدد ولا التطرف ويتسم بالحنفية السمحة.