على مقعد إحسان

رئيس التحرير
مشاعر مختلطة، استقبلت بها نبأ تكليفى؛ بأن أكون على رأس فريق تحرير أعرق مجلة سياسية فى الشرق الأوسط، غير أن الشاغل الأساسى كان فى حجم «المسئولية» والعمل المطلوب؛ لاستكمال مسيرة ورسالة أساتذة كبار، تناوبوا على هذا «المنصب»، على مدى نحو مائة عام.
والمسئولية هنا، تتجاوز حدود التزامات العمل الصحفى؛ لتمتد إلى كيفية تقديم «روزاليوسف» فى المكانة التى تستحقها، كمَدرسة صحفية فريدة، أسّستها رائدة الصحافة المصرية والعربية، السيدة «فاطمة اليوسف»، والحفاظ على تقدير هذا المكان، الذى جلس فيه، أساطين الصحافة، وعلى رأسهم «أيقونة» الكتابة الأدبية والسياسية، إحسان عبدالقدوس.
نعم، هو تكليف طوَّق عنقى، لا سيما أنه يأتى فى عام «مئوية» صدور المجلة، وهذه مسئولية مضاعفة، ليس فقط على فريق تحريرها؛ وإنما لكل من ينتسب لمَدرسة «روزاليوسف» العريقة؛ لتقديم حقيقة الإسهام السياسى والفكرى والثقافى والتنويرى، لهذه المجلة، ومعاركها، على مدى مائة عام من تاريخ مصر.
«روزاليوسف»، واحدة من قوَى مصر الناعمة، فمنذ صدورها دوّنت صفحاتها، على مدى عشرة عقود، الواقع المصرى والعربى، وقضايا الأمة، وخاضت فى سبيل ذلك؛ كثيرًا من المعارك، الفكرية والسياسية والمجتمعية، بغية الإصلاح والتنوير، ولا تزال تضطلع بهذا الدور.
ونحن إذ نضع ذلك نصب أعيننا، نؤكد على رسالة «روزاليوسف» الوطنية، كمنبر داعم لمؤسّسات الدولة المصرية وقضاياها الإقليمية، والتفاعل مع الشأن المصرى العام، بمختلف مناحيه؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والرياضية والثقافية، بمحتوى صحفى هادف يتسم بالتنوع والجدية، ويتسق مع ميثاق «الجمهورية الجديدة».
هذه التزمات نَعِد بها، قارئنا، الذى طالما ولا يزال، هو هدفنا الأساسى.
وأسجل فى الختام، رسالة عِرفان، لمؤسّسات الدولة المصرية، لا سيما الهيئة الوطنية للصحافة، بقيادة المهندس عبدالصادق الشوربجى، على هذه الثقة والتكليف، والعِرفان موصول، لروح الأستاذ والمُعلم، عبدالله كمال، الذى منحنى وعشرات من أبناء جيلى، شرف الانضمام لهذه المؤسّسة العريقة، قبل نحو عشرين عامًا.
كما أسَجّل تقديرى لصديقى وزميلي، أحمد الطاهرى، على ما قدّمه من جهد خلال فترة رئاسته لتحرير مجلة «روزاليوسف».