الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
مائة مليون خط أحمر

مائة مليون خط أحمر

هل هو البحث عن المزيد من الشهرة أو الترند أم إطلاق كم من البالونات التى تُظهر المتحدث كأنه يضيف جديدا أو يرسى قيمة، كأنه أسد هصور فى غابة سكانها من الأرانب؟!



فلا هو أضاف ولا أرسى ولا أرضا قطع بل تحدث ككل مرة بالعبث ولا شيء غير العبث.

يبدو أن بعض سكان حارتنا ينطبق عليهم قول نجيب محفوظ «آفة حارتنا النسيان» وقول المتبنى أو أحمد شوقى فى مصر كل شيء بعد حين يُنسى.

ويخرجون علينا بتصريحات توحى بأنهم لايعرفون من هذه البلاد العظيمة إلا التربُّح وجنى الثروات ولا يشغل بالهم قيمة المواطنة أو الأمن القومى.

فقد شغلتنا «أولادنا وأموالنا» هكذا يعيشون.

والتاريخ لهم ولغيرهم كتاب للعبر وللدروس كما كتبه العلامة ابن خلدون.. وهم لا يتذكرون وإن تذكروا لا يعتبرون وهم لا يدرسون التاريخ.

وأظن ذلك عن قصد أو استعلاء.. وبين الحين والآخر يخرج علينا واحد منهم يهاجم الدولة وأسس الدولة وقواعد الدولة ونسيج الوطن المجدول منذ أكثر من خمسة آلاف عام.

آخرهم واحد مستفز يدعى العلم والاطلاع، وبالبلدى المصرى «المفهومية» ويقول: على الجيش المصرى أن يدافع عن البلد ولا يبيع الجمبرى والبسكويت وبدلا من الفخر بأن بلاده لديها جيش يعد واحداً من أقوى جيوش العالم يدافع عن الوطن بالمفهوم الواسع من سكان وجغرافية وتاريخ ومصالح وحدود وكل هذا هو الأمن القومى.

واقعك يقول إنك شديد الولع بالربح والمكسب وشديد الشغف بالإعلام، والنجاح لديك يعد بالعملات ليس إلا، وتخرج علينا بهذه التلميحات يلبسها ثوب النصيحة وهى محل دهشة منا واستنكار وسخرية.

للمواطنة قيم والوطن بستانها وبستانها الجيش والقضاء والشرطة.

الجيش المصرى الذى أسسه أحمس وتحتمس ورمسيس إن كان يعرف- هو- من هم؟

لديه قيمة وعقيدته التى يدافع بها ويحمى بها الوطن من أعداء الداخل ومن أعداء الخارج.

أين قيمك أنت؟!

قيم التربح والاستئثار وذبح المنافس والهجوم على قيم الانتماء، قيمه هو الدفاع عن الوطن حتى الشهادة، مصنع للرجال الذين يعتبرون الوطن محل سعادتهم المشتركة.

قيم الجيش المصرى هى نفسها قيم الشعب المصرى، هى التى حمت الشعب من تسلط وإرهاب الجماعة التى كادت أن تبتلعك لولا أن دافع عنك الجيش، وقف معك، دافع عنك، حما ظهرك، الجيش المصرى يدافع عن الوطن والدولة فى وجه الإرهاب، وعندما يتدخل الجيش المصرى قائدا للمشروعات القومية الكبرى وتوطيدا لدعائم الدولة فهو يدفع إرهاب الاستغلال والجشع والاحتكار وجبن الرأسمالية، انظر حولك لترى ملايين الكيلومترات من الطرق وآلاف المشروعات الخدمية والمنتجة لتتيح العدالة للمواطن المصرى ويبدو أنه تصور أن الجيش المصرى ينافسه فى مشروعاته ومكتسباته وما بناه من قرى سياحية وبنى ترفيهية لا تخدم العدالة فى شيء.. العدالة قيمة يوفرها الجيش المصرى بمشروعاته ومنتجاته التى لا يقترب منها المتربحون..

لقد عرضت الدولة المصرية منذ أكثر من عشر سنوات العديد من المشروعات القومية الكبرى على من يسمون أنفسهم رجال الأعمال فمنهم فريق امتنع وفريق تباطأ حين شارك فكان لا بد من القوات المسلحة للإنجاز والإتقان. هذه قيم القوات المسلحة.

نحن نؤمن بحرية الكلمة لكنها الكلمة الملتزمة، التى تنتمى لهذا الوطن وتقدّس قيمه وأولى هذه القيم أن الجيش المصرى مائة مليون خط أحمر.