عجلة الإنتاج تدور.. «على حل شعرها»!

سامح سمير
قبل أن تقرأ هذا المقال الصاخب بمهازل عام رحل وآخر يقبل.. يجب أن تعرف هذا الكاتب وهو من أنشط وأشهر النشطاء الساخرين على الفيس بوك وله الآلاف من مريديه لأسلوبه المميز الذى شبهه الكثيرون بـ «جلال عامر» و«السعدنى الكبير»، ومواقفه القوية من الأحداث، كان من المهم أن يشاركنا هذا العدد الخاص بآرائه الساخرة على طريقة شر البلية ما يضحك وما يهلك أيضا!
والآن نقرأ لهذا المبدع الفيس بوكى الثورى جدا حتى إنه يرفض إطراء «الفلول» ولا يطيق الإخوان أيضا!
مش معنى أن الثورة باظت، وكل حاجة رجعت زى الأول وأنيل، وداخلين على أيام عمرنا ما شفناها.. إننا نتحسر على أيام مبارك، أنا أهون عليا.. أجوع وأتعرى وآخد بالجزمة من اللى يسوا واللى ما يسواش ولا أن حد يمس كرامتى.. الثورة دى لو كانت قامت على هتلر.. كانت حاكمته بتهمة إهدار المال فى استيراد أفران غاز مخالفة للمواصفات العالمية بدون مناقصة!
بعد إخلاء سبيل فتحى سرور وصفوت الشريف وأنس الفقى.. أتوقع أن يكون على رأس مطالب الثورة القادمة فى 25 يناير 2013 إقالة حبيب العادلى وإلغاء المادة 76 ووقف مشروع التوريث.. لأن ثورتنا كروية تدور حول نفسها مرة كل عامين!
فالمثل تغير من برىء براءة الذئب من دم ابن يعقوب إلى ما نحن فيه الآن «برىء براءة الفل من الكسب غير المشروع»!
فما ينقصنا الآن سوى أنباء عن إعادة محاكمة صفوت الشريف بتهمة إهدار المال العام بعد ظهور أدلة تثبت أن الخمسين ألف جنيه كفالة اللى دافعهم ناقصين 50 جنيها؟! وإخلاء سبيل زكريا عزمى بكفالة 400 جنيه فى قضية اتهامه بركن سيارته صف تانى أثناء أحداث الثورة، والنائب العام يصدر قرارا بوضع بابا نويل على قوائم ترقب الوصول!
ووسط كل ده الإخوان «مشَيّرين» فيديو لحمدين صباحى بيقول فيه إنه ليس لديه مانع أن جمال يترشح للرئاسة، وبتوع حمدين مشَيّرين فيديو للمرشد بيرحب فيه بترشيح جمال للرئاسة، واضح أن الوحيد فى أم البلد دى اللى كان بيعارض مشروع التوريث هى «سوزان مبارك»؟!
رئاسة عاجزة ومتخبطة، وحكومة فاشلة، ومعارضة مفككة ومنعزلة عن الجماهير، ومؤسسات شبه منهارة، وثورة يتكالب الجميع على إجهاض ما تبقى منها، ومجتمع منقسم على ذاته، وبوادر إفلاس، وانهيار اقتصادى، وشبح حرب أهلية يقترب بأسرع مما نتخيل.. إزاء هذا كله لا أملك إلا أن أرفع يدى بالدعاء.. يا رب انصر سوريا.. أم مصر على اللى جابها أصلا!
واكتمل الأمر بقائمة تعيينات الرئيس مرسى بمجلس الشورى ودعوته للانعقاد، وهى خطوة مهمة على طريق تفعيل دوره الرقابى والتشريعى ليبدأ فورا التفرغ للمهمة الأهم، وهى إعادة هيكلته وتطهيره ممن تضمنتهم القائمة من الفاسدين والفلول وبقايا النظام السابق.. طهرها يا ريس وإحنا معاك!
ورغم ذلك كله.. أنا بقا متفائل جدا، وكمان بنتيجة الاستفتاء، رغم كل التضليل والتزوير والتمسح بالشعارات الدينية، قدرنا نجمع 6 ملايين رافض لدستور العار، وده رقم مش قليل أبدا، ولو لمينا بعض واتجمعنا فقد نحصل على تخفيضات هايلة لتذاكر الطيران وتأشيرات الهجرة أو اللجوء لأى بلد نختارها وهانتفق عليها!
نتيجة الاستفتاء 10 ملايين موافق و6 ملايين رافض و33 مليون برنس! والرئيس مرسى يكرم العشرة الأوائل من الجانبين فى افتتاح مجلس الشورى!
الإخوان والإسلامجية فرحانين قوى بنتيجة الاستفتاء، اشبعوا يا خويا منك له بالدستور والشورى والشعب كمان.. كلها يومين والست «سما المصرى» تنزل بالكليب والإيفيهات والكوميكس تنزل ترف على دماغكوا لحد ما يبانلكوا أصحاب.. وابقوا خلوا الدستور والبرلمان ينفعوكوا.. ثورة المليون «لوووول» مستمرة ويومك قرب يا مرسى!
قالك عملت ثورة؟! أيوه.. ركبتها؟ لأ، تبقى معملتهاش!.. يا نخبة يا عرة الثورة مستقرة.. مش مستمرة!
بس بردوا مش عاجبنى أبدا نبرة الإحباط المسيطرة على أصدقائى من التيار المدنى، إحنا ليه ناسيين إن استفتاء مارس كنا 23٪ فقط دلوقتى وصلنا إلى 32٪، وده معناه أننا بنزيد ونتكاثر رغم التوبس واللولب والمطهرات المهبلية، اللى بيقول الإسلامجية إنهم بيلاقوها فى خيام المعتصمين.. متوالدين صحيح!
ومن إرهاصات الاستفتاء أيضا.. مرسى مطروح تغير اسمها وبقا اسمها سيادة الرئيس مرسى مطروح.. يا بغل، وكل المؤشرات الاقتصادية تقول إن عجلة الإنتاج هاتدور على حل شعرها، والقبض على وكيل نيابة انتحل صفة «منجد» لكى يتمكن من الإشراف على الانتخابات البرلمانية المقبلة!
«طاجن لحمة ضانى ودقية بامية وحمام بالفريك».. فطار عرايس يليق بصباحية «العرس الديمقراطى» عشان نعرف نواصل.. وبالمناسبة حد يعرف العجلة دارت ولا لسة، أنا «مأجر أول نص ساعة عليها، قوم كده عالصبح، راحت عليا النومة ومشفتش الاستقرار وهو بيدأ»!.
ها ومتردش لدرجة إنى تعبت مش طايق أبص فى خلقتها لحد ماشفت فيديو الشيخ «ياسر برهامى» فبدأت أعذرها وأتفهم موقفها.. العنوسة وحشة قوى وتعمل أكتر من كده، ربنا ما يحكم بيها على ولايانا!
مع كامل احترامى لشيوخنا الأجلاء، لكن عيد ميلاد السيد المسيح ليس حكراً على الأقباط وحدهم، ده عيد وطنى وقومى قبل أن يكون عيداً دينياً، بدأ المصريون فى الاحتفال به فى عصر الأسرة الرابعة أكثر مما يزيد على 4 آلاف سنة!
ياريت اللى ما احتفلش بالكريسماس يخليه إيجابى وينزل يحتفل فى المرحلة الثانية يوم 7 يناير، الفرصة لسه موجودة.. ومكملين!
وبعدين المسيحيين عددهم كام يعنى 8 ولا 10 ملايين، بردوا أقلية وقضية جواز تهنئتهم من عدمها لا تستحق كل هذا الضجيج، والسؤال الأكثر إلحاحاً الآن على مستوى الكيف والكم، هل يجوز تهنئة الفلول بالإفراج ودخول البرلمان؟!
وسط اللى حصل ده كله، جه «البلتاجى» مع احترامى الكامل له ويقول لك توزع ورد على المصريين، رغم أن ده ما يجبوش بعده ورد.. بيناموا على ظهرهم ويدخنوا سيجار؟!.. و«البلتاجى» مصر على دعوة الشعب المصرى بجميع طوائفه للخروج إلى الحدائق العامة والمتنزهات احتفالاً بشم الدستور!
لكن بردوا دق الإخوان والإسلامجية.. ولا بوس الفلول فيا!∎