الأحد 29 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قصة أولاد أبوإسماعيل وجماعة الحشاشين!

قصة أولاد أبوإسماعيل وجماعة الحشاشين!
قصة أولاد أبوإسماعيل وجماعة الحشاشين!


لا جديد تحت الشمس.. نجاحنا فقط فى إعادة تدوير النفايات التاريخية.. الأحداث والوقائع ما زالت محفوظة ومحفورة.. تتبدل الوجوه والشخصيات والأسماء ويبقى الفعل السيئ قائما أبد الدهر.. ثم نتساءل بدهشة: لماذا يتقدم العالم من حولنا ونحن نمارس القهقرى بشهوة البقاء الأبدى على صفحات التاريخ السحيق؟!
«حازم أبوإسماعيل»- زعيم طائفة «حازمون»- هو الاستنساخ العصرى لـ «حسن الصباح»- زعيم طائفة الحشاشين- كلاهما فرض على أتباعه مبدأ السمع والطاعة.. سرقا عقول مريديهم وغيبوها.. الأول بحرق الوطن على أدخنة الشريعة المستباحة، والثانى تحت تأثير الدخان الأزرق!
 
للزعيمين قدرة هائلة فى السيطرة على الجماهير مسلوبة التفكير والإرادة باسم الله.. تكالب المخدوعون والمخدرون بسحر الكلمات حولهما، وهم فى تدريب مستمر وأصحاب قوة وبأس.. جاهزون لقتال كل من يتمرد أو يثور أو يعارض أو ينازع أو حتى يسخط!
 
الفرق الوحيد أن «الصباح» جعل مريديه يعيشون الجنة وهم أحياء على الأرض عن طريق الخداع والقدرة على الإقناع.. ووعدهم بالخلد فيها إذا ماتوا فى سبيله شهداء.. أما «أبوإسماعيل» فيحاول ترسيخ مملكته على الأرض أمام مدينة الإنتاج الإعلامى، حيث بسط نفوذه ورفع راياته وأقام حماماته ونحر عجوله وجماله وخرافه، أما أتباعه وفدائيوه، فحسابهم عند مملكة السماء!
 
نفس الخدر اللذيذ الذى كان يجرى فى عروق طائفة الحشاشين ترى لمعته فى عيون «حازمون» وتلمس النشوة التى تعترى أبدانهم حين تنفر عروقهم وتكشر أنيابهم ويشتد وعيدهم وتخرج أسلحتهم لاقتحام حزب الوفد وحرقه وتهشيم السيارات والاعتداء على ضباط التأمين، أو محاصرة النيابات بعد القبض على أحد أفراد عشيرتهم فى تهمة «تافهة» مجرد اقتناء سلاح آلى قد يوجه إلى صدرك أو صدرى!
 
كنا أول من تنبهنا لخطورة الرجل على مصر.. بعد أن استبانت ملامحه، ونضجت أفكاره المريعة تحت أضواء الإعلام، وحذرنا من كارثية الاستمرار فى غيه، خصوصا تأثيره على البسطاء المخدرين الجهال ببريق الألفاظ، ورنين القوافى، وزائف الشعارات!
 
إذا مددت تصريحات وأقوال الرجل على استقامتها ستنتهى بك إلى دولة الجحيم.. حيث لا حرية تصان ولا مدنية تتحقق ولا مستقبل تنتظر.. ولا إبداع ينتج.. ولا رخاء يعم.. بل سيخرج من رحم أفكاره جنين مشوه لشكل الدولة المصرية التى ستتعرض لمتاعب ومصاعب وصراع قد يخلف عنه تمزق بنيتها التى استقرت عبر قرون واطمأن لها شعبها.
 
«حازم أبوإسماعيل» إخوانى العقيدة، سلفى الهوى.. استعملته الجماعة «جسراً» تمر عليه فوق خلافاتها العقائدية والفكرية مع التيارات السلفية بتنوعاتها
«حازمون» جيتو إسلامى مغلق .. أقرب إلى عصابة مسلحة تغطيها اللحى منها إلى فكرة روحية أو سياسية تغلبهم العشوائية، ترتبط فكريا بعناصر متطرفة وجدت منها غطاء لأعمالها .. تمددت أذرعها حتى تطوع منها أفراد للانضمام إلى الجيش الحر فى سوريا وبعضهم عاد فى توابيت!
 
هؤلاء الشباب المغرر بهم أعمتهم أدخنة الشيخ «أبوإسماعيل» السوداء.. يناصرونه ظالما أو مظلوما.. بؤس الحال وغياب الآمال وموت المستقبل فيهم.. شبه لهم الشيخ فى صورة «المخلص» وارتضوا خانعين أن يسيروا معه فى طريق الآلام، ويجرون البلاد إلى المصير المظلم متوهمين أن الفردوس المفقود ينتظرهم فى نهاية الطريق!
 
أما تكرار خطابه وادعاؤه وغيره بأن الإسلام دين ودولة.. فهو قول أقرب إلى الشعارات التى لا تستند إلى أساس علمى ولا تقوم على سند تاريخى، فالإسلام عقيدة وشريعة لم يكن دولة ولم يأمر بذلك وليست الدولة ركنا فيها أو أساسا لها وإنما نظام تاريخى، وليس عقائديا بحال، والذى يخلط بين العقيدة والتاريخ يخلط بين الدائم والمتغير، ويمزج بين الصفاء والتعقيد.