جريمة على النيل.. فى 2020
«معظم قصص الحب العظيمة عبارة عن مآسٍ».. جملة قصيرة من رواية كبيرة، تلخص حكاية أحد أقوى قصص الكاتبة البريطانية «آجاثا كريستى» فى الأدب البوليسى (Death On The Nile)، أو (جريمة على النيل)، التى صدرت عام 1937. الرواية التى تحتضن داخلها قصة شريرة ممزوجة بالحب، والهوس، وعواقبهما القاتلة، من خلال مشاهد مَلحمية محفوفة بالمخاطر.
وبالعنوان نفسه؛ من المقرر أن تتم صناعة الرواية كقصة مرئية لثالث مرَّة، إذْ يجرى تصوير فيلم الجريمة والغموض الآن؛ ليتم عرضه على شاشات العرض الكبيرة فى شهر أكتوبر العام المقبل، بعكس ما تناولت عدد من الصحف العربية، التى نقلت عن بعضها البعض - منذ أيام- أن تصوير بعض مشاهد الفيلم فى مواقع مصرية سيتم تصويرها فى أكتوبر 2020!!.
تدور قصة الفيلم أثناء قضاء المحقق «هركويل بوارو» إجازته على «نهر النيل» فى «مصر»، ومن ثم تتصل به فتاة جميلة ثرية، تُدعَى «لينيت ريدجواي-دويل»، التى تطلب مساعدته فى ردع صديقتها «جاكلين دى بيلفورت» عن مطاردتها، أثناء قضاء الأولى لشَهر عسلها، بعد أن تزوجت مؤخرًا من خطيب «جاكلين»، الذى يُدعى «سيمون دويل». وهو ما جعل «جاكلين» تشعر بالاستياء الشديد، وتتبعهما أينما ذهبا. ولكن يرفض «بوارو» الطلب، ثم يستقل كل من المحقق، والزوجين، و«جاكلين»، وعدد من الركاب الآخرين سفينة بخارية للقيام بجولة فى «نهر النيل». وفى أحد الأيام يجدون «لينيت» مقتولة. وكل أصابع الاتهام تتجه نحو «جاكلين»، التى تَكِنُّ لها بالفعل حقدًا كبيرًا. لكن «بوارو» كان غير مقتنع، ويقرر التحقيق فى القضية، لاكتشاف خفاياها.
كان من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم فى أشهُر الربيع الماضى؛ ليتم عرضه فى شهر ديسمبر المقبل. ولكن، التصوير بدأ فى 30سبتمبر الماضى، داخل (استوديوهات لونج- كروس) فى «المملكة المتحدة»، ومن المقرر أيضًا أن يتم تصوير بعض المشاهد فى مواقع حقيقية فى «مصر» خلال الأشهُر القليلة المقبلة.
> تكرار العمل.. وابتكار الفكرة
كان فيلم (Murder on the Orient Express)، أو (جريمة فى قطار الشرق السريع) من إخراج «كينيث براناه»، والمقتبس عن رواية بالاسم نفسه لـ«كرستى»، الذى عرض فى 10 نوفمبر 2017م، هو الفيلم الذى خرج من رحمه فكرة (التكملة)، إذْ قرر صُناع هذا الفيلم، أن يتعاونوا مرَّة أخرَى فى فيلم (جريمة على النيل).
ففى عام 2015م، أعرب رئيس مجلس إدارة شركة «آجاثا كريستى» وحفيدها فى الوقت نفسه «جيمس برايسارد» عن حماسه بأن تكون هناك تكملة لفيلم (جريمة فى قطار الشرق السريع)، مشيرًا إلى التعاون الإيجابى مع المخرج «كينيث براناه»، وفريق الإنتاج الذى تعاون معه.
وفى مايو 2017م، أعرب المخرج «براناه»، الذى لعب فى الفيلم الأول أيضًا دور المحقق البلجيكى الشهير «هركيول بوارو»، عن رغبته فى تنفيذ أعمال سينمائية أخرى إذا نجح الفيلم الأول. وقال: «لقد استمتعت كثيرًا بتفاصيل طبيعة الشخصية، وقراءة المزيد من الكتب، من أجل فهمها، وأعجبتُ جدًا بمواهب «آجاثا كريستى»، لذلك، سأكون سعيدًا جدًا بعمل المزيد». جديرًا بالذِّكْر، أن تكلفة الفيلم الأول بلغت 55 مليون دولار فقط، بينما وصلت أرباحه إلى قرابة 353 مليون دولار فى جميع أنحاء العالم. وفى نوفمبر بالعام نفسه، أعلنت شركة (20th Century Fox)، أنها ستقوم بتطوير فيلم (جريمة على النيل) كتكملة لفيلم (جريمة فى قطار الشرق السريع).
وستظهر مرّة أخرى شخصية «السيد بوك»، الذى كان زميلًا سابقًا للمحقق «بوارو» فى قوة الشرطة البلجيكية، والذى صار مدير الشركة المسيرة لـ(قطار الشرق السريع)، وسيجسده الممثل «توم بيتمان» الذى قام بالدور نفسه فى الفيلم الأول. والأمرُ عينه بالنسبة لصُناع الفيلم الجديد، إذْ سيقوم «مايكل جرين» بكتابة السيناريو. كما سيقوم كل من: «ريدلى سكوت، ومارك جوردون، وسيمون كينبرج، وجودى هوفلوند» بإنتاجه أيضًا. ولكن تختلف أدوار البطولة فى الفيلم الجديد، نظرًا لاختلاف الشخصيات. ويُعَد ضمن الأشياء المثيرة للدهشة؛ أن الممثلة الإسرائيلية «جال جادوت»، التى اشتهرت بدور (Wonder Woman)، أو (المرأة الخارقة)، تحظى بدور البطولة فى فيلم قصته تدور فى أحداث مصرية، إذ ستجسِّد شخصية «لينيت ريدجواى- دويل»؛ بجانب كل من الممثلين: « روز ليزلى، آنيت بينينج، على فضل، راسل براند، أرمى هامر».
ومن جانبه؛ أكد «براناه» أمام الصحف الغربية، أن الفيلم الجديد «ستكون به تحولات جديدة مهمة»، دون إيضاح أى تفاصيل. كما قال بشكل عام، إن: «جرائم العاطفة مثيرة...لقد كتبتْ «آجاثا كريستى» قصة مثيرة عن الفوضى العاطفية، والإجرام العنيف...أنا متحمس لجمع فريق من الممثلين، يمكنه أن يشمل إعادة بعض «الأصدقاء القدامَى»، من أجل استكشاف المشاعر الإنسانية البدائية، مثل (الحب، الهوس، الغيرة، والجنس)، التى تشكل أجواءً خطيرة للغاية».
> نظرة للماضى من أجل مستقبل جديد
عُرض (جريمة على النيل) على شاشات العرض الكبيرة لأول مرَّة عام 1978م للمخرج «جون جويلرمن»، كما عُرض على شاشات العرض الصغيرة فى عام 2004م، كجزء من مسلسل كبير يُدعَى ( Agatha Christie>s Poirot)، الذى تناول جميع قصص وروايات «أجاثا كريستى» الخاصة بالمحقق «هيركيول بوارو» باستثناء: رواية (القهوة السوداء)، وقصتَى (إرث لمشرير)، و(لغز مستندات السوق). كما ظهرت شخصية المحقق «بوارو» نفسها فى 34 رواية، وأكثر من خمسين قصة قصيرة لـ«كريستى»، إذْ يُعَد أحد أشهَر شخصياتها الأساسية. وبما أن الشخصية كانت الأساس لمسلسل استمر لمدة 24 عامًا؛ فإن فكرة صناعة عدد من الأفلام حول تلك الشخصية، بهذا الكم الهائل من الحبكات المثيرة فى عصر التطور التكنولوجى، صارت تلوح فى أفق عدد من منتجى «هوليوود».
وفى مقابلة مع وكالة «أسوشيتيد برس» فى ديسمبر 2017م، أوضح «براناه» أنه مع تطوير فكرة فيلم (جريمة على النيل) كتكملة، فإن هناك - بالطبع- إمكانية لصُنع مزيد من الأفلام، ما يَخلق «عالم سينمائى» جديدًا لأفلام «بوارو»، فقال: «أعتقد أن هناك احتمالات لهذا، مع وجود نحو 66 كتابًا، وقصة قصيرة، ومسرحيات، وناس اجتمعت حول قصصها لعقود.. فقد خلقت «كريستى» عالمًا كاملًا، بأنواع معينة من الشخصيات التى تعيش فى عالمها، فقد كان لديها إمكانيات حقيقية». ورُغْمَ أنه لم يَعرض فكرته بشكل رسمى على شركة (تونتيث سينتشرى فوكس)؛ فإنه راهن بأنهم يفكرون فى الفكرة نفسها أيضًا.>