الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الجهاد فى سبيل المياه

الجهاد فى سبيل المياه
الجهاد فى سبيل المياه


هل كان لا بُدّ من حدوث خلافات حادة مع إثيوبيا بسبب إصرارها على تخزين  مياه النيل بشكل يهدد الأمن المائى لمصر قد تصل إلى المواجهة بكل الأساليب السلمية وغير السلمية لندرك أننا مقبلون على سنوات فقر مائى مهلك.. فنحن  نخوض حاليًا حربًا خارجية مع الدول المتآمرة التى تُقلِب إثيوبيا ضدنا وتدعمها بالأسلحة ومنصات الصواريخ لاستكمال السد وتخزين مياه النهر.. لكنْ الأكثر خطورة أننا أعداء أنفسنا وأننا نهدر هبة الله.. فالحرب الداخلية أكثر شراسة وفداحة من الحرب الخارجية.
فهل نترك الدولة تحارب لنا فى الخارج  دون أى دعم..  فرُغم حملات ترشيد المياه وبرامج التوعية المنتشرة؛ فإنها لم تؤتِ أى ثمار.
فأعلى نسب إهدار المياه نجدها فى المبانى الحكومية والمبانى التعليمية ودور العبادة نتيجة عدم الصيانة وغياب ثقافة الترشيد، ناهيك عن سوء استخدام الأفراد للمياه فى المنازل واستمرار ظاهرة غسل السيارات ورش الشوارع  والحدائق بكميات متضاعفة مُهدرَة.
تشير الإحصاءات أن  المياه المُهدرَة فى الشوارع تصل  1.5 مليون لتر مكعب سنويّا، بالإضافة إلى  أن غياب برامج الصيانة وتهالك شبكات المياه أدى إلى فقد ٣٧.٦٪‏ من إجمالى المياه المنتَجة، لكن النسبة المخيفة أن الدولة تفقد ٨ مليارات متر مكعب سنويّا.. وانعكس  الهدر فى مناطق إلى ندرة المياه فى مناطق أخرى،  فهناك مدن وقرى تعانى العطش وتعيش على مياه المصارف.. بالإضافة إلى ٨٠٪‏ من المياه الصالحة للشرب تُهدر سنويّا فى الزراعة بشكل غير مرشَّد وأن ٥٠٪‏ تفقد سنويّا بسبب البنية المتهالكة لمحطات وشبكات المياه.  
أتذكر حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه نَهَى عن الإسراف فى استخدام المياه حتى لو كان من أجل الوضوء، حين أمر سعد بن أبى وقّاص بعدم الإسراف فى مياه الوضوء حتى لو كان على نهر جارٍ.. صدق رسول الله.. كما أتذكر أيضًا  خلال إحدى الندوات تعجّب المستشار العلمى للسفارة الألمانية لتعامُل المصريين مع المياه. مشيرًا إلى أن معظمهم يفتحون الصنابير للآخر مع أنهم يمكنهم الاستفادة بالمياه لو تم فتح الصنابير بشكل أقل.  
المطلوب الآن أن نبدأ بأنفسنا.. والدولة كفيلة بأعدائنا والمتربصين بنا والمتآمرين علينا وإلا أضعنا منحة الله لنا وهى المياه بأيدينا.