السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صفقة «كوشنر» المشبوهة

صفقة «كوشنر» المشبوهة
صفقة «كوشنر» المشبوهة


أصبح مؤكدا أن موعد إطلاق صفقة القرن الأمريكية سيأتى غداة الانتخابات الصهيونية فى مطلع الشهر المقبل، وقد شاهدنا جولة صهر الرئيس ترامب ومستشاره جاريد كوشنر فى منطقة الخليج العربى من أجل حشد الدعم والتسويق للصفقة المعروفة «إعلاميا» بصفقة القرن، إلا أن هذه الجولة باءت بالفشل ولم تحقق أى تقدم يذكر عن الجولة السابقة فى يونيو الماضى إذ إنه ركز إلى حد بعيد على مبادرات اقتصادية على حساب اتفاق الأرض مقابل السلام والذى يعد محوريا بالنسبة للموقف العربى «الرسمي» وما يتعلق بالوفاء بالمطلب العربى الذى يدعو إلى سلام عادل طبقا للمبادرة العربية التى طرحت بقمة بيروت عام 2002.
كما أن تلك الصفقة وما تسرب منها أفشلت الجولة أيضا لأن طرحه للصفقة تجاهل المطالب التى جرى إقرارها سابقا بشأن وضع القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة وأيضا المستوطنات الصهيونية فى الأراضى المحتلة. كان هدف الجولة توفير الدعم السياسى والمادى لهذه الصفقة من دول الخليج وأضاف لها تركيا نظرا لعلاقتها الخاصة بحركة حماس، ذلك رغم الحساسية التى يثيرها هذا الأمر بسبب الخلافات التركية حول السياسات الإقليمية والعلاقات مع طهران مع أطراف عربية أساسية تعول عليها أمريكا.
هذه الجولة وهذه الصفقة المشبوهة هدفها الأساسى ليس الشعب الفلسطينى إنما الهدف هو إسقاط آخر الحواجز بين العرب والصهيونية بغية تعزيز التعاون الاستراتيجى الشامل ضد إيران عبر إدماج الكيان الصهيونى فى المنطقة وتطبيع وضعها الإقليمى مع ما يحمله ذلك فى تغيير أساسى فى المشهد الاستراتيجى الشرق أوسطى. واشنطن تريد إحداث مقايضة كبرى حسب رؤيتها لطبيعة الصراعات فى المنطقة بين توفير الأمن والدعم للعرب الذين هم فى حال صراع مفتوح مع إيران وهو ما يندرج كليا فى المصلحة الاستراتيجية الأمريكية كما حددها ترامب مقابل ثمن سياسى ومادى كبير لهذا الدعم وحسب الشروط الأمريكية بالطبع.
ذلك فى ظل وضع عربى صعب يعيش حالة من التفكك العربى والفلسطينى إلا أن هناك إجماعا عربىا يتم التأكيد عليه دائما بأن المبادرة العربية هى أساس أى تسوية وعليه فإن من المستحيل على واشنطن تمرير الصفقة بسبب الانعكاسات والتداعيات السلبية التى تحملها وأن الصداقة والتحالف لا يمكن أن يعنيا القبول بالانتحار السياسى بسبب جهل الحليف أو تجاهله لثوابت مستقرة فى السياسات العربية بأنه لا تفريط فى حقوق الشعب الفلسطينى وقدسنا الشريف.
تحيا مصر