السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
اعتداء  حضارى

اعتداء حضارى

يفخر الكثير من المواطنين.. الصعايدة الذين يقطنون فى أسوان أنها مسقط رأس المفكر العظيم والأديب الفذ والسياسى العتيد.. وأحد الرواد الكبار التنويريين فى تاريخ الحياة الأدبية والفكرية والسياسية فى مصر.. ويتوافدون بغزارة على قصر ثقافة «العقاد» الذى أنشئ عام (1990) لتكريمه.. وحينما تقرر بيع منزله قوبل القرار برفض شعبى جارف فتم التراجع من قبل المسئولين واكتفوا بترميمه.



والحقيقة التى لمستها من خلال مواظبتى على حضور فاعليات مهرجان المرأة السينمائى فى دوراته المختلفة بأسوان.. والاشتراك فى لجانه وندواته لمست شغف روادها من الشباب والرجال والسيدات من أعمار مختلفة لحضور نشاطات ومسابقات ومتابعة مشاهدة الأفلام ومناقشتها مع النقاد.. كما أسعدنى غزارة الإقبال على محاضرات متعاقبة قمت بتدريسها لفن كتابة السيناريو.. ومازلت أحتفظ بلقطات لصور فوتوغرافية محتشدة بأعداد كبيرة من المتلقين الذين لم تتسع لهم مقاعد القاعات فافترشوا الأرض والرغبة العارمة والنهم الطاغى فى الاستنارة وتنمية وعيهم وثقافتهم الأدبية والسينمائية.

وأشهد أن هذا التعطش للمعرفة لم أشاهد مثيلًا له فى جميع فعاليات المهرجانات التى حضرتها بالمحافظات الأخرى.

أكتب مقالى هذا بعد تصفحى لعمود الشاعر الكبير «فاروق جويدة» فى الأهرام والذى ينشر فيه رسالة الصحفى «موفق أبوالنيل» الغاضبة التى يصرح فيها بإصدار قرار من محافظ أسوان بإخلاء قصر ثقافة العقاد بأسوان وتسليمه لأحد المستثمرين لهدمه وبناء منشأ سياحى فى موقعه.. وجدير بالذكر أن القصر يشمل متعلقات الكاتب الكبير الذى قامت أسرته بالتبرع به لتكون متحفًا يضم السرير الذى كان ينام عليه ودولاب ملابسه وروبه الشهير وطاقيته وطربوشه وعصاه الأبنوسية ومكتبه الخاص الذى كان يكتب عليه مقالاته وأشعاره ومكتبته ووسام الاستحقاق الذى أهداه له الرئيس «جمال عبدالناصر».

ويختتم الصحفى رسالته مرددًا لقد رأيت الكتابة لكم لإيقاف هذه الجريمة التى ترتكب فى حق الأستاذ العقاد من قبل موظفين لا يعرفون من هو صاحب القصر الذى تقرر هدمه.

وعلق فاروق جويدة مؤكدًا أن هناك تصرفات غير مسئولة تحدث فى حياتنا تتسم بغياب الوعى وعدم التقدير.

وأضيف: إن هدم صرح ثقافى وتراثى لرائد عظيم من رواد التنوير يمثل اعتداء حضاريًا معيبًا.