إلى هنا.. أنتمــى

تقلب الآن سيدى القارئ أوراق العدد رقم 5000 لمجلة روزاليوسف.. تمضى بين سطوره، لكن عليك أن تلتفت وأن تقلب وتمضى، إنك تعبر على تاريخ وأحلام وأفكار ونجاحات وتحديات أجيال المبدعين فى مصر، كانت روزاليوسف بوابة مرورهم إلى بلاط صاحبة الجلالة منذ إصدار العدد الأول عام 1925 وحتى هذا العدد عام 2024.

 

لا يمكن أن ترى روزاليوسف المجلة بمعزل عن روزاليوسف السيدة وشخصيتها.. وصعب أن تبحث فى شخصية السيدة وتعزلها عن تركيبة مؤسسة روزاليوسف وكل من يعملون بها على مدار تاريخها، صحفيين وعمالاً وإداريين. 

صدر العدد الأول بأقل ما يكون من مال وأغنى ما يكون من أفكار وأسمى ما يكون من قيم.. احتضنت السيدة روزاليوسف المجلة كقطعة من روحها وهنا نتحدث عن « السر».

سر روزاليوسف الذى ينتقل من جيل إلى جيل، الانحياز لقيم تأسست عليها.. الحرية والعدل والمساواة وقبول الاختلاف، وهذه القيم هى مكون شخصية السيدة لتصبح بعد ذلك شخصية أهم إصدار سياسى ناطق بالعربية، وذلك عندما حوّل الأستاذ إحسان عبدالقدوس هذه القيم وهذه التركيبة إلى مدرسة صحفية ومنهج تحريرى يتم توارثه وتسليم رايته من جيل إلى جيل. 

فى هذه الدار الصحفية سحر ودفء يتحدى الزمن ويتحدى كل لحظات الحياة القاسية.. عائلة إليها ننتمى لا نبتعد عنها وإن ابتعدنا لا تفارقنا.. وإن افترقنا نحيا بالحنين إليها.

الصحافة قبل روزاليوسف شىء، وبعد روزاليوسف أمر آخر.. وهذا تاريخ يُدرس. 

روزاليوسف حوّلت الصحافة من مجرد مهنة «نشر».. إلى رسالة إنسانية مكتملة وقضايا وطنية كبرى تدافع عنها الكلمة ويؤمن بها الصحفى.

5000 عدد شهدت قصة الصحافة والسياسة فى مصر وشهدت على أجيال أهل الفكر والرأى وكانت شاهدة عليهم وعلى قيم روزاليوسف.. الحرية.. العدل.. المساواة، وإلى هنا أنتمى.