الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رحيل الأنبا بيشوى يخفف حدة الصراع داخل الكنيسة مؤقتًا

رحيل الأنبا بيشوى يخفف حدة الصراع داخل الكنيسة مؤقتًا
رحيل الأنبا بيشوى يخفف حدة الصراع داخل الكنيسة مؤقتًا




بنظرات زائغة وملامح تكسوها الحيرة ومشاعر يعتصرها الألم، وقف الأنبا أرميا الأسقف العام والمسئول عن المركز الثقافى القبطى، وقف الرجل متشبثا بالصندوق الخشبى الذى يرقد فيه جثمان الصديق والسند الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، والذى رحل من دون أى مقدمات عن دنيانا، يوم الأربعاء الماضى، عقب عودته من أرمينيا، حيث كان يشارك فى لقاء حوارى مسكونى (مسيحى عالمى) هناك.
عندما عاد الأنبا بيشوى كان فى حالة صحية جيدة إلا أنه شعر بوخزة فى صدره وطلب من المرافقين له أن يذهب ليرتاح قليلا فى قلايته بمصر الجديدة، إلا أنه سقط أرضا عقب دخوله ليستريح من عناء السفر، وعندما صعد سائقه الخاص ليضع حقائب السفر لم يفتح له مما جعله يستدعى بعض المقربين له، ليفاجأوا بوفاته.
كان فى مقدمة من شهدوا انتقاله جرجس صالح، الأمين العام الأسبق لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والقمص بطرس جيد ابن شقيق البابا شنودة الثالث، البطريرك السابق، وبعض من أفراد عائلته، بالإضافة إلى الأنبا أرميا الذى ظل مع الجثمان ولم يفارقه.
ورغم انتشار الخبر وتواجد الأنبا أرميا منذ اللحظات الأولى إلى جوار الأنبا بيشوى، فإنه (أرميا) كان آخر شخص أعلن انتقال مطران دمياط على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى، وكأنه يرفض استيعاب المشهد برمته، والأغرب أن القناة التابعة له لم تبث الخبر إلا بعد وقت طويل جدا، ولكنها ظلت تبث فى برامج قديمة تتحدث عن علاقة الأنبا بيشوى بالآباء الأساقفة والبابا السابق من دون الإشارة للوفاة.
كانت المرة الأولى التى يظهر فيها الأنبا أرميا فى حالة عدم تماسك واضحة، فبرحيل الأنبا بيشوى يكون أرميا قد فقد أهم شخصية محورية فى الصراع الدائر بينه وبين القيادة الحالية للكنيسة، لقد ظل الأنبا أرميا لفترة طويلة حريصا على ألا يظهر فى المشهد، غير أن التصاعد المستمر فى حدة الصراع وتسارع وتيرة الأحداث فى الفترة الأخيرة أدى فى نهاية الحال إلى ظهور اسمه وبقوة كطرف أساسى فيه.
الصراع الذى أخذ شكلا عقائديا يبدو أنه وصل لنهايته برحيل طرفيه، ففى أقل من ثلاثة شهور من مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار والذى كان يمثل جبهة التجديد فى الكنيسة، رحل الأنبا بيشوى والذى كان يمثل التيار التقليدى والمواجه له.
برحيل مطران دمياط تكون قد سقطت آخر ورقة توت عن حقيقة الصراع الدائر فى أروقة الكنيسة المصرية منذ تجليس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والذى أخذ يواجه الحرس القديم بما له وما عليه من انتقادات والتى أصبحت تكاد تكون بشكل يومى.
والسؤال الذى بات يشغل بال المتابعين للشأن الكنسى الآن، بعد انتقال طرفى المواجهة قبل انعقاد المجمع المقدس والمقرر له الشهر المقبل: هل سينتهى الصراع أم سيصل إلى ذروته، وذلك بعد أن يكون كل شىء واضح أمام الجميع؟
مؤشرات عدة تقول إن من يتوقع هدوء الكنيسة برحيل أحد الطرفين واهم؛ فالصراع الحقيقى لم يكن فى القضية اللاهوتية أو العقائدية، والأيام القليلة القادمة ستكشف لنا أن الحريصين على إشعال المشهد من خلف ستار الأحداث يستهدفون تحقيق مصالحهم الخاصة، وإذا كان رموز الصراع قد اختفوا من المشهد فإن مناصريهم لم يزالوا باقين.