الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مهمة فى حملة ترامب!

مهمة فى حملة ترامب!
مهمة فى حملة ترامب!


شابان اختارتهما أجهزة الاستخبارات بعناية لتضمن نجاحهما فى اختبارات الانضمام إلى حملة ترامب، ليكونا عيونها وذراعها والعرائس التى تحركها الدولة العميقة كيفما شاءت. العميلان هما «جورج بابادوبولوس» و«كارتر بيدج» اللذان أدّيا المهمة نفسها رغم اختلافهما. فبابادوبولوس لم يكن يعلم أنه مجرد دُمية فى يد الاستخبارات، ولذلك فإنه لم يستطع أن يحمى نفسه ويواجه اليوم اتهامات عديدة ستؤدى به إلى السجن، بينما لا يزال «بيدج» ملء السمع والبصر فى وسائل الإعلام قبل التحقيقات وبعدها، حيث لم يثبُت ضده أى اتهام، إذ قام بدوره دون ترك أى أثر مثل أى جاسوس مخضرم ومتمكن من مهنته.

العميل الجاهل..بابادوبولوس
فى لعبة الشطرنج، يكون (العسكرى) هو أضعف القطع من حيث الإمكانيات.. إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنه بأى حال من الأحوال.. فتحريكه بحنكة شديدة قد يثمر مكاسب مطلوبة، مثل: التضحية به - أحيانًا - من أجل الوصول لهدف أفضل.
وبطبيعة الحال، يعرف «اللاعب»، مدير الـ(CIA) السابق «جون برينان» قواعد اللعبة جيدًا..ولذلك كان استخدامه لـ«كبش الفداء» مستشار حملة «ترامب» للشئون الخارجية «جورج بابادوبولوس» كأداة لتنفيذ أهدافه، حيث تم الزج به فى حملة «ترامب» وبحماقة شديدة من المستشار الرئاسى، تم تحريكه بسهولة بالغة لتنفيذ مخطط الدولة العميقة. ويسقط المستشار نفسه –فى النهاية- داخل شباك التحقيقات، رغم أن المحركين الأساسيين -بالطبع- خارج الصورة!
اختلاق مستشار حملة «ترامب»
«جون برينان» ذهب فى 1 مارس 2016، إلى الاستخبارات الروسية، المعروفة باسم «جهاز الأمن الفيدرالى»، ومن ثم إلى مكان آخر، لم يعلن عنه، وليس إلى «وزارة الخارجية الروسية» وفقًا لما أعلنه - حينها - بعض مقدمى البرامج، الذين أكدوا أيضًا، أنه سافر إلى هناك يوم 14 مارس من أجل مناقشة أوضاع (سوريا).
فى نفس الوقت تقريبًا، كان هناك شخص ما، يدعى «جورج بابادوبولوس» يعيش فى حالة من الصخب، لأنه –ومن دون أى مقدمات- سيتم تعيينه كعضو فى «مركز لندن للقانون الدولى» (LCILP)، رغم أنه ليس محاميًا، ولم يمارس القانون من قبل!
ومن دون أحد أعضاء المركز -الذى كان يقع على بعد حوالى 3.3 كم من مكاتب شركة «أوربيس بيزنس إنتليجنس ليمتد» -وهى وكيل جهاز الاستخبارات البريطانى (MI6)-، هو البروفيسور «جوزيف ميفسود» من مالطا، الذى كان المحرك الأساسى لـ«بابادوبولوس». و«ميفسود» ما هو إلا عميل (CIA) خفى، على اتصال مع جهات روسية، وبريطانية استخباراتية، وعلى رأسهم العميلة «كلير سميث»، التى تعاونت معه فى تدريب عسكريين إيطاليين فى (روما)، واشتراكهما فى دورات تدريبية دبلوماسية لدول الكومنولث، وذلك وفقًا لما ذكره «جوليان اسانج» مؤسس ويكيليكس فى إحدى تغريداته مرفقًا بصورة للاثنين خلال إحدى الدورات التدريبية التى تشاركا فى الإشراف عليها.
وفجأة انتقل «بابادوبولوس» من العدم إلى منصب «مستشار السياسة الخارجية» فى حملة «ترامب»، يوم  6 مارس (بعد تعيينه المثير للشكوك فى «مركز لندن» بخمسة أيام فقط)، وذلك بعد أن وافق رئيس فريق حملة «دونالد ترامب» -حينها- «سام كلوفيس» على ترشيحه لهذا المنصب. ووفقًا لسجلات المحكمة الأمريكية، فإن «كلوفيس» أخبر «بابادوبولوس»، أثناء اجتماعهما فى ولاية «شيكاغو»، بأن إحدى أولويات السياسة الخارجية للحملة، هى تحسين العلاقات بين (الولايات المتحدة، وروسيا).
ومن ثم ذهب مستشار حملة «ترامب» إلى (إيطاليا) يوم 14 مارس، ليقابل –صدفة من جانبه- ولأول مرة البروفيسور «ميفسود»، رغم كونهما يعملان معًا فى مركز واحد بمدينة (لندن)..ثم التقى بعدها بعميل آخر لدى «مكتب التحقيقات الفيدرالى» (FBI) وهو «مايكل جيتا».
وفى 21 مارس صار «بابادوبولوس»، و«كارتر بيدج» –وهو عميل وكالتى (FBI،CIA )، وأيضًا ذراع «برينان»، داخل حملة «ترامب»- رسميًا مستشارى الشئون الخارجية لحملة الرئيس الأمريكى.
عاد «بابادوبولوس» إلى (لندن) مرة أخرى، يوم 24 مارس، ليقابل «ميفسود» فى أحد المقاهى هناك. ولم يكن ميفسود وحده هذه المرة، فقد أحضر معه فى هذا اللقاء امرأة روسية، تدعى «أولجا بولونسكايا» –التى عُرف فيما بعد أن اسمها الحقيقى «أولجا فينوجرادوفا»-، وزعم أنها ابنة أخت الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»..وهى كذبة كبيرة وقع فيها الأول، وأرسل تلك المعلومة –من دون تفكير- إلى حملة «ترامب» عبر البريد الإلكترونى، معتقدًا أنه بهذا يخدم الحملة ولا يخفى أى معلومة كما هو متبع.
وفى 31 مارس ذهب «بابادوبولوس» إلى (واشنطن) –من أجل اجتماع الأمن القومى الأمريكى - فرحًا، لأن لديه اتصالات، يمكن أن تساعد فى ترتيب اجتماع بين «ترامب» المرشح للرئاسة الأمريكية، والرئيس الروسى «بوتين»!. وهو ما يعد ضمن عدد من الإثباتات التى أخذت ضده –فيما بعد- بالتحقيقات.
لا أحد يعرف -بالطبع- من أين حصل «بابادوبولوس» الفقير على كل تلك الأموال لسفره على متن طائرات خاصة، لأن حملة «ترامب» لم تعطه هذا القدر من المال..ويعد الدليل على ذلك، هو أنه عندما حاول «بابادوبولوس»-فى وقت لاحق- الحصول على «تعويض» من إدارة الحملة، رفضوا وجعلوه يتحمل التكلُفة وحده، لأنه قام بأعماله (أى علاقاته مع روسيا)، من دون موافقة رسمية من الحملة.
وفى 18 أبريل، ذهب البروفيسور «ميفسود» إلى «موسكو» بحجة حضور مؤتمر مركز أبحاث «فالدى» الروسى –وهو مؤتمر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالرئيس الروسى-، وهو ما يشير إلى العلاقة القوية بين ميفسود والإدارة الروسية، والتى كان المطلوب إظهارها ووصم بابادوبولوس بها ليوصم بدوره حملة الرئيس الأمريكى.
 وبعدها قام «ميفسود» بتعريف «بابادوبولوس»، عبر البريد الإلكترونى، على رجل ادعى أن له علاقات وثيقة مع مسئولين كبار بوزارة الخارجية الروسية، يدعى «إيفان تيموتيف»، والذى سيساعده فى التواصل مع المسئولين هناك. وبالطبع مثل المرة السابقة، أرسل «بابادوبولوس» تلك المعلومات إلى حملة «ترامب»، ولكن تم تجاهلها من قبلهم.
يذكر أنه فى نفس اليوم، قام مدير الأمن القومى الأمريكى (NSA) «مايك روجرز»، بإغلاق وصول أى من متعاقدى وزارة العدل الأمريكية، ومكتب (FBI) فى الخارج، إلى بيانات قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية (FISA)..مما قد يشير إلى إدراكه أبعاد التحركات، التى تتم من قبل «برينان»، وإن لم يكن يعلم أنه المحرك الأساسى.. وهو أمر عرفه «برينان» مسبقًا، وقد يكون هذا السبب الأساسى فى سفره إلى «موسكو» أول شهر مارس، ليبدأ فى رصد وتحريك جميع الجهات الفاعلة المرتبطة بـ(روسيا)، والذين سيتعاونون فى وصم «دونالد ترامب»، لهذا جعل كلاً من: «جورج بابادوبولوس، وكارتر بيدج، وبول مانافورت» ذوى مناصب رفيعة المستوى داخل حملة «ترامب».
وفى 22 أبريل، أرسل «إيفان تيموتيف» رسالة عبر البريد الإلكترونى إلى «بابادوبولوس» مقترحًا أن يقابله فى (روسيا)، أو (لندن). ومن ثم أرسل (CIA) ردًا فى المقابل لـ«بابادوبولوس»، يؤكد فيه على موافقتهم بالإجماع على إجراء المقابلة، بشرط أن تكون عند السفير الأمريكى فى (لندن).
وبعدها بثلاثة أيام (فى يوم 25 أبريل) أرسل «بابادوبولوس» رسالة إلى «ستيفن ميلر» (عضو حملة «ترامب»)، مفادها أن «بوتين» مستعد لمقابلة «ترامب» عندما يكون جاهزًا، وفقًا لما قيل له.
وفى اليوم التالى عقد «بابادوبولوس»، «وميفسود» -الذى كان عائدًا للتو من (موسكو)- اجتماعًا آخر فى (لندن)، وفى تلك المرة أخبره البروفيسور، أن الروس لديهم الآلاف من رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بـ «هيلارى كلينتون».
وبحلول 3 مايو 2016، أصبح «دونالد ترامب» المرشح المفترض للحزب الجمهورى. وفى اليوم التالى تلقى «بابادوبولوس، وميفسود» رسالة من «إيفان تيموتيف»، ادعى فيها أن زملاءه فى وزارة الخارجية الروسية متحمسون للتعاون، وعقد اجتماع فى «موسكو». ولم يضيع «بابادوبولوس» الفرصة -كالعادة-، وأرسل بريدًا إلكترونيًا إلى حملة «ترامب» بالمعلومات، كاتبًا: «ما رأيكم؟!». ولم يتلق أى رد أيضًا.
وبعدها بثلاثة أيام فوجئ مستشار حملة «ترامب» باتصال من الدبلوماسية الأسترالية «إريكا تومسون»، التى كان قد تعرّف عليها مسبقًا من خلال مسئول بالسفارة الإسرائيلية، يدعى «كريستيان كانتور»، وعرضت عليه مقابلة - «آلكسندر داونر» المفوض السامى الأسترالى لدى (المملكة المتحدة) -وهو منصب يوازى منصب السفير. وبالطبع وافق «بابادوبولوس» على طلبها وتمت المقابلة فى 10 مايو فى أحد بارات (لندن). وكانت تلك المقابلة فارقة، لأن مكتب (FBI) اتخذها كذريعة وراء فتح تحقيقات مكافحة التجسس. نظرًا لما دار بين بابادوبولوس وداونر..حيث أخبر الأول - عندما كان فى حالة سكر شديد- الأخير، أن الروس لديهم مادة قد تكون، أو لا تكون رسائل إلكترونية، وصفت بـ(القذرة) حول «هيلارى كلينتون» منذ ثلاثة أسابيع، وفقًا لأقوال السفير نفسه، الذى قال أيضًا: «لقد تناولنا مشروبًا وتحدث «بابادوبولوس» عما ستكون عليه سياسة «ترامب» الخارجية إذا فاز فى الانتخابات».
ويشير الكاتب «آشتون جراى» إلى أن أستراليا عضو من أعضاء مجموعة العيون الخمس التجسسية التى تضم أمريكا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا وكندا.
ثم أوضح الكاتب أن «داونر» لم يكن ليلتقى أى شخص، وخاصة «بابادوبولوس»، إلا بعلم من جهاز الاستخبارات البريطانى (MI6)، الذى يعمل نيابة عن (CIA). وهنا تجدر الإشارة إلى بعض النقاط التى تخص السفير الأسترالى الذى يرتبط بعلاقات مع شركة «هاكليوت» للاستخبارات الاستراتيجية البريطانية.. ناهيك عن علاقته بمؤسسة «كلينتون»، فمن المعروف أنه نظم شخصيًا أكبر حملة تبرعات أجنبية لمؤسسة «كلينتون»، والتى بلغت 25 مليون دولار من الحكومة الأسترالية.
ووفقًا للكاتب فعلى الرغم من كون هذه المقابلة مجرد مسرحية غامضة، ومن الصعوبة التحقق منها بشكل كامل لارتباطها بأجهزة الاستخبارات المختلفة، فإنها عرضت فى تحقيقات الـ(FBI) ضد «بابادوبولوس».
ثم أضاف «آشتون جراى» أنه بما أن الإرباك هو أحد أهم أسلحة وكالة الاستخبارات المركزية، فإن هناك سيناريوهين قيلا عن نقل معلومات هذا الاجتماع، ليكون المشهد ضبابيًا، وهما أن سفير (أستراليا) لدى (الولايات المتحدة)، «جو هوكى» قال لنظرائه الأمريكيين حول الاجتماع، فى شهر يوليو (أى بعد الاجتماع بشهرين). والآخر هو نقل «داونر» نفسه للمعلومات فى وقتها.
على كل، فى كلا السيناريوهين، كان «داونر» مجرد دليل ضد «بابادوبولوس» على تورطه مع الروس، بتحريك من «ميفسود» عميل الـ(CIA)، والذى جعله يكتب مرارًا وتكرارًا ولمدة أشهر متتالية، العديد من الرسائل، التى تحتوى على اتصالات مع الروس، فيما يتعلق بمحاولاتهم لعقد اجتماع رفيع المستوى مع «ترامب». ليسقط «بابادوبولوس» بجهالة فى شباك الـ(CIA) لتنفيذ مخطط الدولة العميقة.
ولم يتوقف الأمر عند السابقين فقط، بل كان تورط «بابادوبولوس» مع عميل الـ(FBI) المخضرم «ستيفان هالبر»، والذى قابله مرات،  أسوأ دليل ضده، لأن «هالبر» له علاقات وثيقة أيضًا بـ(CIA)، و(MI6) البريطانية، نظرًا لعمله مسبقًا كمسئول فى «البيت الأبيض» فى عهد الرؤساء «ريتشارد نيكسون، وجيرالد فورد، وجيمى كارتر»..ناهيك عن علاقته هو الآخر بشركة «هاكليوت» وعلاقته فى الأساس مع رئيس (MI6) السابق «ريتشارد ديرلوف». وكان دير لوف قد صرح بأنه يصدق ما جاء بملف ستيل من اتهامات لترامب، مشيرًا إلى أن ترامب لن يستمر فى الرئاسة لفترة ثانية، إذ قال «لن يحكم ترامب أكثر من ثلاثة اعوام».
العميل المخضرم ..كارتر بيدج
لا يعرف أعضاء حملة ترامب عن «كارتر بيدج» أكثر من كونه خبيرًا فى مجال الطاقة.. صرح لمحطة MSNBC الأمريكية فى أعقاب اتهامه بالتواصل مع روسيا بأنه تعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة الاستخبارات المركزية مرارًا، ولو كان هناك شك فى علاقاته مع روسيا لما حدث التعاون بالتأكيد. ورفض بيدج التصريح بطبيعة أو نوع التعاون بينه وبين الوكالتين الاستخباريتين، ويذكر أن  بيدج قضى فى روسيا ثلاث سنوات عمل خلالها فى عدد من شركات الطاقة.
تخرج «بيدج» فى «الأكاديمية البحرية الأمريكية» عام 1993 وخدم فى البحرية لمدة خمس سنوات لينتقل بعدها للعمل فى وزارة الدفاع ثم الزمالة فى «مجلس العلاقات الخارجية». وهنا يجب أن نشير إلى أن «روزاليوسف» كانت قد خصصت ملفًا كاملًا عن «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكى ورصدت صفحات «سرى للغاية» كيف يتحكم المجلس وأعضاؤه فى اختيار كبار مسئولى الدولة وكبار مستشارى الرئيس، بمن فيهم ترامب، وحتى الرؤساء حيث كان كل من (بوش الأب وبوش الابن وبيل كلينتون) رؤساء للمجلس قبل توليهم الرئاسة الأمريكية.
 وحصل بيدج على درجات شهادات علمية من جامعة نيويورك وجامعة SOAS البريطانية ليحصل بعدها على وظيفة فى شركة «ميريل لينش» فى لندن، ثم فى فرع الشركة فى روسيا الذى وصل فيه إلى منصب نائب رئيس الشركة فى 2004، وخلال هذه الفترة نجح «بيدج» فى تكوين شبكة علاقات داخل موسكو وخاصة شركة «جازبروم» ذات العلاقة الوثيقة بالكرملين. وكان بيدج، - وقتها - دائم الانتقاد للسياسات الأمريكية تجاه روسيا، بينما يبدى إعجابه ببوتين وسياساته.
كانت بداية علاقة «بيدج» مع «مكتب التحقيقات الفيدرالى» عام 2013 عندما لاحقه عدد من ضباط الاستخبارات الروسية، حيث كان بيدج وقتها ينتقل بين الولايات المتحدة وروسيا كخبير فى مجال الطاقة. التقى «بيدج» ضابط الاستخبارات الروسية SVR «فيكتور بودوبنى» الذى كان متخفيًا فى صورة دبلوماسى فى مهمة بالأمم المتحدة فى نيويورك. وبعدها بستة أشهر التقى «بيدج» مع عدد من ضباط الـ FBI بعد اكتشاف حقيقة عمل «بودوبنى» كعميل استخبارات روسية، لكن الغريب أن «بيدج» ظل على علاقة بروسيا حتى إنه عمل لفترة كمستشار غير رسمى لموظفى الكرملين خلال تحضيرهم لقمة الـ G20 التى كانت الطاقة، وهى مجال خبرته على رأس أجندتها.
انضم «بيدج» إلى الحملة الانتخابية لترامب فى مارس 2016 كمستشار للسياسة الخارجية. ويبدو أن أجهزة الاستخبارات وجدت فى «بيدج» عميلها القديم الرجل المنشود للانضمام إلى حملة ترامب خاصة أنه من السهل إثبات علاقته مع روسيا واحتمال اتصاله بالكرملين للتدخل من أجل فوز ترامب فى الانتخابات. المثير أن «بيدج» اعترف خلال التحقيقات التى أجريت معه بعد فى نوفمبر 2017 أنه سافر إلى موسكو خلال فترة الانتخابات الأمريكية.. مثيرًا المزيد من الشكوك حول حملة ترامب. بينما أكد الـFBI فى تقرير رسمى هذا العام أنه يعتقد أن بيدج عميل لقوة خارجية.
ويزعم الكاتب «آشتون جراى» أن «بيدج» تعاون خلال مهمته الاستخباراتية داخل الحملة مع اثنين على علاقة مباشرة بـ الـ«إف.بى. آى»، وهما «بيل بريستاب» مدير قطاع مكافحة التجسس داخل مكتب التحقيقات الفيدرالى (FBi) و«بيتر سترزوك» عميل المكتب وأحد كبار مسئوليه فى الوقت نفسه خاصة أن «بيدج» كان عميلاً سريًا للمكتب وشارك فى عملية لكشف أحد العملاء الروس فى عام 2013. 