الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«سلفيون» يطالبون بمعاملتهم كأقلية.. فى المواقع القيادية!

«سلفيون» يطالبون بمعاملتهم كأقلية.. فى المواقع القيادية!
«سلفيون» يطالبون بمعاملتهم كأقلية.. فى المواقع القيادية!


مصدومون.. مبهوتون.. جاءهم «الكرسى» ثم خرج من بين أيديهم وهم ينظرون!.. خرج التيار السلفى خالى الوفاض من وزارة هشام قنديل، رغم التحالف القوى والوعود البراقة التى كانت بين الإخوان والسلفيين خلال الفترة الماضية.. ولأن السلفيين لا يزالون فى «سنة أولى» سياسة.. وتجاربهم لا تزال وليدة، فكانت صدمتهم شديدة!


د. أحمد الشريف نائب حزب النور بالبرلمان «المنحل» قال لنا: إن ما حدث مع التيار السلفى فى تشكيل الحكومة الجديدة هو نوع من الإقصاء المتعمد للتيار السلفى بأكمله.. مردفا: تم إقصاء السلفيين لصالح باقى التيارات الأخرى
 

 
.. فالكل بما فيهم الإخوان يتعاملون مع السلفيين على أنهم أناس طيبون ويستشعرون الأمان من جانبنا.. فنحن لن نتظاهر أمام ماسبيرو أو نعتصم أمام مجلس الوزراء ولا خوف منا على الإطلاق فلذلك تم إقصاؤنا لإرضاء التيارات الأخرى.
 
حالة من المرارة والضيق استشعرتها فى صوت النائب السلفى ذكرتنا بما طالب به بعضهم من صياغة مادة فى الدستور تضمن حقوق «الأقلية السلفية» على حد وصفهم!
لكنه أكد لى أن حالة من الغضب والألم تسيطر على بعض القيادات السلفية وعلى العديد من شباب الحزب والتيار السلفى.. وبعضهم يصف ما حدث بأنه محاولة اغتيال سياسى لثانى أقوى تيار سياسى فى مصر، ويكمل: الشباب غاضب للغاية.. ويرسلون لى يوميا العديد من الرسائل القصيرة على هاتفى تعبر عن غضبهم الشديد.. لدرجة أن أحدهم طلب منى كعضو برلمان سابق وقيادى بالحزب أن أسعى جاهدا لإضافة نص فى الدستور القادم ينص على حقوق الأقلية السلفية كما حدث مع الأقليات الدينية الأخرى.. هذه الرسالة مؤشر غير جيد على الإطلاق.
 
البرلمانى السابق يرى أن التيار السلفى وحزب النور وقفوا كثيرا بجانب الإخوان وأخرجوهم من مواقف كثيرة كانت ستتسبب فى خسارة لهم، وأكد لنا أن التيار السلفى سيرد فى الانتخابات البرلمانية القادمة على كل هذه الأشياء وسيثبت للجميع أنه أقوى تيار فى مصر، وختم حديثه قائلا: ربنا يصلح العباد.
 
د. أشرف ثابت الناب البرلمانى السلفى ووكيل مجلس الشعب المنحل يرى أن الحكومة وتشكيلها هو حق خالص لرئيس الجمهورية لأنه مسئول أمام الشعب عن اختياراته وسيتم تقييمه من خلال ذلك وسيحاسب على برنامجه والحكومة التى ستنفذه، ويرى على جانب آخر لا يقل أهمية عن الأول - على حد قوله - أن حزب النور من حقه كحزب كبير أن تكون مشاركته فعالة وضرورية وليست مشاركة رمزية وقال: لن نقبل المشاركة لمجرد المشاركة .. إن لم تكن مشاركتنا ذات أهمية فلا داعى لها وهذا ما قررناه داخل الحزب وقررنا عدم التواجد فى حكومة قنديل ورفضنا حقيبة وزارة البيئة التى عرضت على أحد قيادات الحزب كنوع من الترضية.
 

 
وأكد ثابت أن ما يتردد حول ترشحه لمنصب نائب رئيس الجمهورية هو جزء من الاتفاقات والوعود التى تلقاها حزب النور من الإخوان وأنه لم يتكلم معه أحد حتى الآن بخصوص هذا الأمر ولا يعلم إن كانت هذه الوعود جدية أم لا.
 
سألناه عن طبيعة الوعود التى تلقاها السلفيون من الإخوان وعن الوزارات التى كانوا يتوقعون أن يحصلوا عليها فأجاب: الإخوان خالفوا وعودهم معنا فيما يخص الوزارات التى اتفقنا على إسنادها لقيادات السلفيين، ولعل هذا هو سبب غضب الشباب العارم مما حدث.. وعموما نحن لم نرشح أى أشخاص والسلام، بل رشحنا عناصر ذات كفاءة ومشهودا لها بالخبرة.. وبعضهم وصل لمنصب وكيل وزارة فى الوزارة التى تم ترشيحه لها أو كان مما نطلق عليهم «تكنوقراط».
 
وعن الأسماء التى رشحها حزب النور للوزارات المختلفة قال نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب النور: إن الحزب قام بترشيح ثلاثة أسماء من غير أعضائه هم: د.محمد يسرى إبراهيم وهو أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وزيراً للأوقاف، إلا أنه استبعد فى اللحظات الأخيرة، كذلك سعيد حماد وكيل وزارة أسبق لوزارة الاتصالات ونقيب مهندسى الإسكندرية .. وعلى حاتم وكيل وزارة أسبق لوزارة قطاع الأعمال.
 
وذكر بكار متأسفا أن الإخوان لم ينسقوا مع حزب النور فى أى شىء يخص الحكومة مما جعلهم يفضلون الانسحاب من التشكيل تماما مع تمنياتهم للحكومة بالتوفيق.
 

 
وبرر بكار ذلك بأن الحزب لن يشارك فى الحكومة بعد أن تجاهل الإخوان ما قدموه من ترشيحات فى الوزارات المختلفة وإعطائهم وزارة البيئة التى لم يطلبوها أصلا - على حد قول بكار- الذى أكد أنهم قدموا كفاءات للوزارة «من جوا الدولاب الحكومى» ولهم باع فى مجالاتهم وقال: لن نشارك فى حكومة قنديل وسنصدر بيانا صحفيا بذلك يوم الجمعة - يقصد أمس - إن شاء الله.
 
 
قيادى سلفى - رفض ذكر اسمه - أكد لنا أن ما حدث هو إقصاء مقصود وتصفية حسابات مع رموز الدعوة السلفية وحزبها وأن ما حدث من تجاهل للسلفيين أشعل غضب الكثيرين من داخل التيار السلفى.
 
وعن أسباب إقصاء السلفيين من وجهة نظره يقول مصدرنا: من الواضح أننا بدأنا ندفع ثمن اعتراضنا داخل البرلمان على سحب الثقة من الحكومة.. وكذلك ثمن دعمنا كدعوة سلفية للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح فى الجولة الأولى.. الإخوان يصفون حساباتهم الآن مع الدعوة السلفية وحزب النور.. وكل ما وعدونا به تراجعوا عنه تماما.. الإخوان تبعث لنا الآن برسالة تحذيرية حتى لا نعارضهم فيما بعد.. رسالة من نوع «إما معنا أو ضدنا».
 

 
وحول موقف الدكتور محمد يسرى الذى كان مرشحا للأوقاف يقول مصدرنا: دائماً ينتهج الإخوان منهج إرضاء الأقليات المعارضة لهم واستفزاز الأغلبية المؤيدة لهم.. إذا ثبت استبعاد محمد يسرى وتعيين أسامة محمد العبد الذى عين رئيس جامعة الأزهر بقرار من المشير حسين طنطاوى بعد ضغوط شيخ الأزهر والإعلام فهذه مصيبة كبيرة فبعد أن شعرنا بأنَّ هذه الوزارة سترد لأيدٍ أمينة وجدناها تعود من جديد لدهاليز النظام السابق بمساعدة قنديل وجماعة الإخوان».
 
ويختم مصدرنا الحديث حول هذا الأمر بكلمات نارية قائلا: إقصاء التيار السلفى من تشكيل الحكومة متعمد ومقصود.. وعرضهم لنا بتولى حقيبة البيئة كان مقصودا أيضا لتهميش دورنا والتقليل من قوة التيار السلفى ليظهر فى صورة العاجز بعد تخلى الإخوان عن العهود التى كانت بيننا.. هم يريدون التيار السلفى كقطيع يسيرون وفق ما يقرره المرشد وهذا لن يكون.. انتظروا السلفيين فى الانتخابات البرلمانية القادمة».
 
 
خالد سعيد المتحدث باسم الجبهة السلفية، التى دعمت الدكتور محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية فى مرحلتيها الأولى والإعادة لا يعتبر خلو التشكيل الحكومى من السلفيين سببه الإقصاء المتعمد .. ويبرر هذا الاختفاء بأن الدكتور قنديل بالتأكيد لم تلفت نظره الكفاءات التى كانت مقترحة من التيار السلفى أو أنها أقل من المطلوب أو هناك أسماء أفضل.. ولكنه ينتقد بشدة ما حدث مع د.محمد يسرى الذى كان مرشحا للأوقاف وحول موقفه من هذا الأمر يقول: «كان هناك اتفاق شبه مؤكد على تولى د.
 
يسرى حقيبة الأوقاف نظرا لكفاءته وقدرته على إدارة هذه المؤسسة، ولكن هناك جهات أخرى أرفض تسميتها تدخلت لمنع هذا الترشيح وتغييره بأى شكل.. وهذا هو سبب استيائنا الوحيد مما حدث.. فكان لابد للدكتور قنديل أن يصر على اختياره خصوصا أن الدكتور يسرى كان مرحبا بتولى المنصب ولم يطلب أى شىء ولم تكن له شروط.. كان لابد ألا يقبل قنديل الضغوط التى مارسها البعض عليه.. أما بخصوص ما حدث مع حزب النور التابع للدعوة السلفية فأعتقد أن هناك خطأ ما حدث.. وكان لابد أن يكون لهم وجود فى التشكيل الحكومى، ولكن عموما أنا أعتقد أن هذه الحكومة هى حكومة مؤقتة سيتم تغييرها بعد إقرار دستور البلاد.. ومن المحتمل أن تضم الحكومة الجديدة مرشحى التيار السلفى».
 

 
سألناه عن سبب إقصاء حزب النور من التشكيل الحكومى؟... وهل سببه دعم الحزب والدعوة السلفية لأبوالفتوح فى المرحلة الأولى؟ فأجاب: «لا أعتقد ولكن قد يكون سببه الخطاب القوى اللهجة للدعوة السلفية فى فترة الانتخابات فيما يخص اختيارها لدعم أبوالفتوح وأسبابه.. قد تكون هذه اللهجة القوية سببا فى اختفاء حزب النور من التشكيل الجديد لحكومة قنديل».
 
اتصلنا بـ د. عماد عبد الغفور رئيس حزب النور وسألناه عن سبب إقصاء حزبه من الحكومة؟ فذكر لنا أنه فى اجتماع مع قيادات الحزب ويناقشون هذا الأمر تحديدا وأنه سيعلن ما توصلوا إليه فور انتهاء الاجتماع، ولكن لظروف الطبع لم نستطع ذكر ما ورد على لسان د.عماد عبد الغفور فيما يخص هذا الأمر.