مبادرة عودة الحق لأصحابه
اقبال السباعي
أخيرا انتبهت محافظة القاهرة إلى أن أرصفة الشوارع «مغتصبة» وقررت القيام بعمل مبادرة تحت مسمى «الرصيف من حق المشاة» لاستعادة هيبة الرصيف مرة أخرى وعملا بمبدأ عودة الحق لأصحابه.
المبادرة تهدف إلى القيام بحملات مكثفة ومستمرة لرفع الإشغالات ومنع عودتها مرة أخرى وإعادة بناء الأرصفة وترميمها تمهيدا لاستقبال المواطن صاحب الحق الأصيل فيها.
وإذا كانت المحافظة تقوم بين الحين والآخر بشن حملات مفاجئة على شاغلى الأرصفة لتطهيرها ورفع الإشغالات منها إلا أنه بمجرد الانتهاء من الحملة نجدهم يعودون مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن، حتى تحولت الأرصفة إلى بوتيكات ومقاه وأكشاك ومطاعم سواء بتصاريح أو بغير تصاريح وأصبح المواطن يعانى أشد المعاناة من خطر السير فى وسط الشارع محاطا بهذا الكم الكبير من السيارات والموتوسيكلات التى تأتيه فجأة من كل جانب والدراجات وغيرها من وسائل المواصلات العامة والخاصة، مما يتسبب فى العديد من الكوارث، خاصة بين كبار السن والأطفال الذين يذهبون كل صباح إلى مدارسهم سيرا على الأقدام وأصبح المواطن لا يملك حماية نفسه وحياته من خطر عدم السير على الرصيف.
والسؤال: هل محافظة القاهرة قادرة على تنفيذ تلك المبادرة على المدى الطويل والاستمرار فى شن الحملات على جميع الأحياء لرفع الإشغالات، أم هى مبادرة وقتية يتم تنفيذها حسب التعليمات وينتهى الأمر وتعود ريما مرة أخرى لحالتها القديمة كما يقول المثل الشائع؟!
أعتقد أن إدارة المتابعة الميدانية بالمحافظة عليها دور كبير فى نجاح تلك المبادرة واستمرار فعالياتها بشرط أن يتمتع موظفوها بروح الصبر والمثابرة والرقابة الجادة والمتابعة المستمرة لضمان عدم عودة الإشغالات مرة أخرى، وكم أتمنى نجاح محافظة القاهرة فى تنفيذ تلك المبادرة وأن نرى الأرصفة خالية من كل شىء ماعدا المارة.