الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أزمات جنسية «ساخنة» فى بلاد الثلج!

أزمات جنسية «ساخنة» فى بلاد الثلج!
أزمات جنسية «ساخنة» فى بلاد الثلج!


قبل انطلاق منافسات كأس العالم بـ24 ساعة، لم يكن البرلمان الروسى مشغولًا بترتيبات حفل افتتاح المونديال ولا باستعدادات المنتخب لأولى المباريات أمام نظيره السعودى... لكن القضية التى شغلّت البرلمان فى ذلك الوقت كانت الأمهات العازبات «Single mothers»، أكثر من عضو فى البرلمان الروسى عبَّر عن مخاوفه من تكرار كارثة 1980، حين نظمت روسيا «الاتحاد السوفيتى سابقًا» دورة الألعاب الأولمبية، واستقبلت الأراضى الروسية وقتها مئات الآلاف من المشجعين القادمين من جميع أنحاء العالم، مختلف الألوان والثقافات والأعراق.

ورغم أن التنوع الثقافى الذى شهدته روسيا عام 1980 يعتبر ميزة كبيرة وإثراءً لها، فإن  روسيا تضررت كثيرًا من هذا الأمر، إذّ أقامت الروسيات علاقات جنسية مع العديد من المشجعين، أصحاب البشرة السمراء والصفراء والآسيويين وكل الألوان والجنسيات، مما خلّف آلاف الأطفال الذين حرموا من الأب، لأن المشجعين الذين أقاموا هذه العلاقات مع الروسيات عادوا إلى بلادهم مرة أخرى بعد انتهاء الأولمبياد، وكثير منهم لا يعلم أنه أصبح أبًا لطفل يعيش فى روسيا!
ولذلك واجهت روسيا فى ذلك الوقت أزمة انتشار الأمهات العازبات، اللواتى يحملن بين أيديهن أطفالًا بألوان مختلفة، مما عرضهم للعنصرية من قبل باقى الأطفال الروس أصحاب البشرة البيضاء.
فى هذا السياق قالت «تمارا بليتينوفا» البرلمانية الشيوعية فى البرلمان الروسى «70 عامًا» إنها تتمنى ألا تقيم الفتيات الروسيات علاقات جنسية مع المشجعين الأجانب خلال المونديال، مشيرة إلى أن استضافة روسيا لكأس العالم من الممكن أن تُساهم بشكلٍ كبير فى زيادة أعداد الأمهات العازبات. وقالت إنها تتوقع حدوث ذلك للأسف.
تحدثت تمارا عن أزمة أولمبياد 1980، مطالبة الفتيات بضرورة التعلم من أخطاء الماضى، ورددت عبارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التى تقول: «لابد أن ننجب أطفالنا».. وتوجهت البرلمانية الروسية بحديثها أيضًا إلى معاناة الأطفال لاحقًا، حيث يجدون أنفسهم أمام اختيارات صعبة، إما أن يعيشوا مع أمهاتهم دون آباء، أو يستسلموا لآبائهم ويسافرون معهم إلى بلادهم ومن ثم يحرمون من أمهاتهم للأبد ربما، وحتى إن عاش الزوج مع الأم فهو يختار أن يأخذها إلى بلاده للعيش هناك، وكثيرًا ما تواجه الزوجة الروسية مشكلة فى التأقلم مع البلاد الأخرى وتواجه صعوبات فى العودة مُجددًا إلى روسيا، وأحيانًا ما تعود دون طفلها، وهى تصرخ وتستنجد.
لم تكن المرأة الروسية محط اهتمام البرلمان فقط، وإنما حملات الدعاية والإعلانات تستهدف أيضًا الروسيات، ليس فى العالم العربى فقط، وإنما فى روسيا ذاتها، حيث استغلت سلسلة مطاعم «برجر كينج» تعدد العلاقات عند الروسيات، بعمل إعلان نُشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، يطالب الروسيات بالتنافس على إقامة علاقات مع نجوم المنتخبات الكبيرة بهدف الحمل منهم وإنجاب أطفال لهؤلاء النجوم.
ووعدت «برجر كينج» فى إعلانها أن تحصل كل امرأة تتمكن من تنفيذ ذلك على وجبات من برجر كينج مدى حياتها مجانًا! ليس هذا فحسب بل وعدتهن أيضًا بتخصيص راتب شهرى كبير يصل إلى نحو 47 ألف دولار شهريًا مكافأة!
استنكر الروس الإعلان واعتبروه من أسوأ الإعلانات التى شهدتها روسيا، لا سيما وأنه يعتبر المرأة كائنًا للعلاقة الجنسية فقط، مما قلل من شأنها.
ولم تنتظر سلسلة مطاعم برجر كينج كثيرًا، بعد أن هطل عليها سيل الانتقادات من كل مكان وأسرعت بحذف الإعلان الذى كان شاهده الملايين عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعى.
ونشرت بيانًا رسميًا أكدت فيه اعتذارها للشعب الروسى وخاصة النساء الروسيات عما بدر منها بحقهن خلال الإعلان الترويجى لمنتجها، مؤكدة أن الإعلان كان سيئًا بالفعل.
كثيرًا ما تلعب الإعلانات فى روسيا على الصور النمطية الجنسية، خاصة الإعلانات حول الأحداث الرياضية مثل كأس العالم، ومع كل مرة تظهر فيها إعلانات جنسية فى روسيا، يقوم الناشطون فى مجال حقوق المرأة بمهاجمتها ومطالبة أصحابها بالاعتذار.
وأيضًا لم تكن تلك هى المرة الأولى التى تتعرض فيها «برجر كينج» فى روسيا لهجوم بسبب حملاتها التسويقية.. فى العام الماضى اعتذرت وألغت إعلانًا استعمل شبيهة «ديانا شوريجينا»، الفتاة التى تعرضت لحادث اغتصاب عندما كان عمرها 16 عامًا فى حفلة، كجزء من عرض «اشترى وجبة واحصل على وجبة هدية» من البرجر.
إذًا المرأة الروسية ستظل محط اهتمام الإعلام والسياسيين الروس حتى نهاية هذه الدورة من نهائيات كأس العالم، وربما بعد نهايتها سيتم الكشف عن الكثير من المعلومات حول الروسيات، خاصًة مع تأكيد البرلمانية «تمارا بليتينوفا» على أن الفتيات الروسيات لن يمنعن أنفسهن من الدخول فى علاقات مع مشجعين أجانب، وهو ما يزيد احتمالية ولادة أطفال مختلفى الأعراق والألوان، ليتذكر الروس أزمة 1980 من جديد.