تامر كروان: لا ألتفت للمنافسة

تامر كروان، مؤلف موسيقى  استطاع من خلال أعماله الفنية واحدا وراء الآخر، أن يؤكد على قدراته الفنية ويعكس روحا موسيقية تتناغم مع طبيعة كل عمل فنى يحمل اسمه.. فى تاريخه روائع لا يمكن تجاهلها مثل «واحة الغروب»، «سجن النسا»، «ذات»، وفيلم «باب الشمس». هذا العام هو الأكثر نشاطا عند «كروان» حيث قام بتأليف موسيقى أربعة مسلسلات وهى «بالحجم العائلي»، «اختفاء»، «ضد مجهول»، و«لدينا أقوال أخرى» ومن هذه الأعمال بدأنا الحوار.

>ما هى كواليس اختيار موسيقاك للمسلسلات الأربعة؟
- بالنسبة لـ «اختفاء»، قرأت 10 حلقات من العمل، وتحدثت قليلا مع المخرج أحمد مدحت عن تفاصيل المسلسل، ولأنه عمل تشويقي، يعتمد معظمه على مشاهد الفلاش باك، لقصة تدور فى  الستينيات، فاتفقنا على الشكل العام للعمل واعتمدنا على الأوركسترا الغربية، وعندما بدأ التصوير بدأت فى عمل تصور للموسيقى، فكان هناك عدة مقاطع، أولا مقطوعة قراءة الرواية التى كتبها الزوج، وثانيا، مقطوعة رحلة بحث البطل عنه، ومقطوعة تظهر بها البطلة بمفردها. أما «بالحجم العائلي» فقد عملت مسبقا مع المخرجة «هالة خليل» فى فيلم «قص ولزق»، ومسلسل «ليلى والمجنون»،واتبعت نفس الأسلوب الذى أتبعه مع كل أعمالى حيث أقرأ السيناريو أو جزءا منه، وأتابع التصوير والمونتاج لأنهم يكملون الصورة، ومنها أضع شكلا نهائيا للموسيقى.
>هل تأخذ فى الاعتبار شخصية الممثل عند صناعة الموسيقى الخاصة بالعمل؟
- لا أركز مع النجم ولا أستوحى من روح الفنان، إنما يقودنى جو العمل نفسه، إلا إذا كانت الشخصية هى محور العمل وتقوم عليها الأحداث، وهذه كانت سمة لبعض الأعمال.
>ما هى ‏العناصر الأخرى المؤثرة فى التأليف الموسيقي.. وأيها يؤثر فى الآخر؟
- جميع العناصر تؤثر فى بعضها البعض،أما مع الموسيقى فالأهم المونتاج، لأنه يحدد إيقاع المشهد،  والعمل ككل مما يجعلنى أحدد طول المقطوعة وسرعة الإيقاع فيها.
> ما هو الفرق بين التأليف الموسيقى للسينما والمسلسلات؟
- بالنسبة للسينما فالصور تكون جاهزة كلها بشكل يسبق الموسيقى، ويتم صناعة المقاطع الموسيقية بالتزامن مع المشاهد.. أما الدراما فالعمل يكون غير مكتمل، وأضطر لمشاهدة بعض الحلقات ثم أصنع موسيقى كاملة للعمل بناء على طاقة هذه الحلقات، ثم يتم تقطيعها على حسب المشاهد. أيضا فى الأفلام يكون الوقت مفتوحا ويسمح بالتجارب، ولكن فى المسلسلات العمل أصعب والوقت محدود.
>عندما تبدأ فى التأليف لعمل ما هل تضع فى اعتبارك المنافسة والأعمال المتزامنة؟
- أحاول أن أبذل مجهودا كبيرا فى عملي، ولا أفكر أبدا فى الأعمال الأخرى ولا ألتفت للمنافسة..وفى رأيى أن منظومة أعمال رمضان خاطئة، ووجود 75 مسلسلا فى نفس الشهر كما كان يحدث فى الماضى أو حتى 25 مسلسلا كما حدث هذا العام غير صحيح، فأتمنى أن نعود لصناعة عدد محدود، أربعة مسلسلات مثلا فى شهر رمضان، وتوزع باقى الأعمال على باقى  العام.
>هل سبق ورفضت وضع موسيقاك على عمل ما؟
- بعض الأعمال أكون على علم ودراية قبل الدخول فيها بأنها لا تناسبنى بسبب خبرتى فى المجال، وأستطيع أن أعرف أننى لن أتفاهم مع فريق العمل الخاص بها لأن السوق صغير والجميع يعرف بعضه.
> هل من الممكن أن تستغنى الأعمال تماما عن وجود الموسيقى؟
من المؤكد، فبعض الأعمال مثل الفيلم الفلسطينى  «الجنة الآن» للمخرج « هانى أبو أسعد»، استغنى عن الموسيقى. ولكن تلك التجارب تكون لها طبيعة خاصة فى كل عناصرها الفنية. ويكون استخدام المؤثرات أهم.
>أين نحن من الموسيقى العالمية؟
نحن للأسف متأخرون 10 سنوات، على الأقل، سواء فى أساليب الإنتاج، أو التعليم الموسيقي..
ومن حسن حظى أننى تعلمت فى أماكن كثيرة وعملت مجهودا كبيرا فى ذلك، فتعلمت موسيقى الدراما وموسيقى السينما وغيرهم بشكل واضح وصريح وكل شيء على حدة.. وللأسف أيضا بعض الجهات الإنتاجية بها قصور ولا تدرك أهمية الموسيقى، ومحاولات التطوير  فردية، وهناك استسهال من بعض الموسيقين.>