الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِى)!

(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِى)!
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِى)!


من الشائع عند البعض فى أيام الامتحانات الدعاء بقوله تعالى على لسان النبى موسى عليه السلام: (..رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى. وَيَسِّرْ لِى أَمْرِى. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِى. يَفْقَهُوا قَوْلِى) طه 28-25.
وأهمية اللسان ترجع لكونه العضو الأساسى للنطق بالكلام بالاشتراك مع الشفتين، والله تعالى أعطى الطفل فى سنواته الأولى القدرة على أن ينطق لسانه بما يسمع من كلام ولهجة أهل بلده، وعندما يهاجر الإنسان لبلد يتكلم لسانًا مختلفًا، فإنه يعانى لينطق الكلام باللهجة الجديدة، لأن لسانه تعود على كلام ولهجة بلده الأصلى.
وباستمرار التكلم بلهجة أهل البلد الجديد تتأثر طريقة النطق للهجة الأصلية، ويبدو أن هذا ما حدث للنبى موسى حين ترك مصر وعاش سنوات مع أهل مدين ينطق بلسانهم، ولما عاد لمصر ونزل عليه الوحى دعا الله بأن يحل عقدة لسانه لينطق نطقًا سليمًا، بعد تعوده على كلام ولهجة أهل مدين: (وَيَضِيقُ صَدْرِى وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِى..) الشعراء 13، ولذلك طلب الاستعانة بأخيه الذى لم يترك مصر: (وَأَخِى هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا..) القصص 34.
ويستخدم القرآن كلمة اللسان تعبيرًا عن النطق بالقول: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِىٌ مُبِينٌ) النحل 103، وكل رسول بلغ رسالته بلسان قومه: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ..) إبراهيم 4.
والقرآن لم يستخدم كلمة لغة، واستخدم مشتقات من الأصل لغو مثل ألغوا ولغوًا بمعنى الكلام الفارغ: (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا) النبأ 35، واستخدم القرآن كلمة اللسان للتعبير عن اللغة العربية: (..وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا..) الأحقاف 12، فاللسان يشمل اللهجة واللغة، ولكنه أصدق وأدق منهما فى الإفصاح والبيان، ولذلك نزل القرآن الكريم بلسانٍ عربي مبينٍ.>