السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سياسيون.. تحت الطلب

سياسيون.. تحت الطلب
سياسيون.. تحت الطلب


 
بين عشية وضحاها تبدلت المواقف.. وتحولت الولاءات بطريقة دراماتيكية أقرب إلى الكوميديا السوداء، رحب مؤيدو الفريق أحمد شفيق بما اعتقدوه من وقوف أمريكى لمنع الإخوان من حكم مصر.. فى المقابل شن الإخوان هجوما حادا على المرشح المنافس باعتباره خيار أمريكا وإسرائيل الأول.. أعلنت اللجنة العليا فوز د.مرسى وتحولت مع الإعلان عقارب الساعة خرجت مظاهرات مؤيدى شفيق يقودها توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين تهتف بسقوط أمريكا.. رشقوا موكب هيلارى كلينتون بالطماطم.. وفى المقابل دافع الإخوان عن الموقف الأمريكى.. اعتبروها تساند الديمقراطية.. أصبح القضاء المصرى نزيها فى نظرهم بعد أن كان تابعا للنظام القديم.
 
فى السياسة لا عداء دائم.. ولا صداقة دائمة وإنما هناك مصالح مشتركة أو متعارضة.
 

 
بنفس المنطق تعامل السياسيون المصريون.. أصبح أعداء أمريكا بالأمس حلفاء لها اليوم.. وتحول المدافعون عن العلاقات المصرية الأمريكية إلى رافضين لأى علاقة واعتبروها تدخلا وضغطا وما إلى ذلك.. ما هى أسباب هذا التحول من جانب الطرفين هذا ما سألنا عنه عددا من رموز هذه التيارات.
 
محمد نور المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى دافع عن موقف حزبه من الولايات المتحدة وقال إن «النور» كحزب سياسى لابد أن يتعامل مع كل الدول الخارجية بما يعود بالفائدة على مصر وشعبها.
 

 
ولا يرى أن موقف السلفيين تغير من الولايات المتحدة فهم سابقا كانوا رافضين لممارسات الولايات المتحدة ودعمها للأنظمة الديكتاتورية فى المنطقة ولكنهم يعترفون بدور الولايات المتحدة فى العالم.. على عكس إسرائيل الذى أصر نور على أنهم كحزب لا يعترفون بإسرائيل كدولة وأن هذا موقفهم المعلن الذى يعلمه الأمريكان أيضا.
 
ويقول نور عندما التقينا بالسفيرة الأمريكية مرتين وعندما نلتقى دوما أى سياسى أمريكى نؤكد أننا ضد ممارساتهم الداعمة لنظام مبارك سابقا وأننا لن نسمح بأن يتكرر هذا وحذرناهم من ممارسة نفس السياسات وأكدنا على الاحترام المتبادل بين البلدين.. فإن احترمت الولايات المتحدة مصر وشرعيتها سنحترم أيضا العلاقة بين البلدين.. وعندما زار المسئولون الأمريكيون حزب الحرية والعدالة تحدثنا معهم بوضوح فيما يخص ممارساتهم لإعادة إنتاج النظام السابق وأن هذه عودة لسابق عهدهم.. وهم التزموا أمامنا جميعا باحترام الشعب المصرى واختياراته ولذلك نتعامل معهم كدولة كبيرة لها علاقات مهمة مع الدولة المصرية.
 

 
وحول زيارة د.عماد عبدالغفور رئيس حزب النور للسفارة الأمريكية واحتفاله بعيد الاستقلال الأمريكى يؤكد نور أن هذا لا يعد تغيرا فى الموقف السلفى من الولايات المتحدة لأن عبدالغفور كان فردا من ضمن 1000 فرد تمت دعوتهم للاحتفال ويقول «لو لم يذهب د.عماد للاحتفال سينتقد البعض موقفه ويقولون إنه لا يحترم علاقات مصر الخارجية ورؤيتنا تتلخص فى أن مصلحة مصر هى الحفاظ علي علاقاتها الخارجية مع جميع الدول».
 
سؤال مهم وجهناه لمحمد نور فيما يخص دعم الأمريكان لإسرائيل غير المعترف بها من قبل السلفيين.. وكيف يتعامل الحزب مع الأمريكان رغم دعمهم للاحتلال الإسرائيلى؟ المتحدث الرسمي باسم حزب النور أجاب قائلا فى جميع لقاءاتنا معهم نؤكد لهم أننا نرفض دعمهم لإسرائيل وأننا لا نعترف بها ولكن هذا لا يعنى أن نقطع العلاقات بيننا وبينهم لأن ذلك يضر بمصلحة مصر.. ونحن نرحب بأى علاقات تفيد الدولة المصرية
 
فى المقابل انتقد نور رفض رجل الأعمال نجيب ساويرس مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية قائلا : منذ متى والسيد نجيب ساويرس يتخذ مثل هذه المواقف؟ ألم يكن هو من طلب الحماية الدولية من الأمريكان؟.. أليس هو من قام بالتطبيع مع إسرائيل وله استثمارات داخلها، الكلام هنا على لسان مسعد مسئول حزب النور الذى أضاف نحن نرفض هذه الممارسات والهجوم غير المبرر على التيار الدينى وما أثير حول دعم أوباما للإخوان بمليار دولار كذب وافتراء رغم أنه لا يمسنا فى شىء..».
 
محسن راضى القيادى بحزب الحرية والعدالة وأمين لجنة الإعلام بالبرلمان المنحل يصر على أن موقف الإخوان والحزب من الولايات المتحدة لم يتغير على الإطلاق وأنهم مازالوا يرفضون ممارسات الولايات المتحدة فى المنطقة وانحيازها لإسرائيل ودعمها للأنظمة الديكتاتورية ويؤكد أن اعتقادهم لن يزول إلا إذا عدلت الولايات المتحدة مواقفها العدائية من شعوب المنطقة.
 
ويرى أن الولايات المتحدة لم تدعم د.مرسى ولا تدعم الإخوان وأنها فقط أعلنت انحيازها لاختيار الشعب المصرى محترمة إياه.. لأن د.محمد مرسى يمثل الشعب ويعبر عن آرائه.. وأن الحزب والجماعة يقدران أى موقف إيجابى تجاه الشعب المصرى من أمريكا بحكم العلاقات القوية بين البلدين والالتزامات المتبادلة بينهما وأنهم يعتبرون الدعم الاقتصادى أو المادى الذى تحصل عليه مصر من أمريكا حق مكتسب وواجبات ملتزم بها الطرف الأمريكى طبقا لاتفاقيات ومعاهدات دولية بين البلدين وليست «صدقة» كما يحاول البعض تصويرها وأكد أن الأمريكان لا يستطيعون منع هذه المساعدات لأنهم بذلك يلغون كل المعاهدات بيننا وبينهم.. وحول ما أثير عن دعم أوباما للإخوان ماديا يقول «كلام غير صحيح على الإطلاق ولابد ألا ننساق وراء الشائعات ولا يوجد دليل واحد على صحة هذا الكلام وما أثير فى الكونجرس ليس دليلا بل اتهامات مرسلة ».
 

 
وأكد أيضا أن رفض الإخوان لممارسات الولايات المتحدة فى السابق سيزال قائما إن عادت لممارستها.. والتعامل مع الولايات المتحدة هو تعامل دبلوماسى فقط على حد قوله وأن العلاقة بين البلدين رسمية ولا يوجد أى اتفاقات من «تحت الترابيزة » كما يصور البعض.. وأنهم لن يقبلوا تدخل الأمريكان فى الشئون المصرية.. ويعتبر راضى أن تصريحات بعضهم حول تسليم السلطة للدكتور مرسى هى دعم لشرعية الصندوق واختيار الشعب المصرى الحر لرئيسه المنتخب.
 
د. نبيل لوقا بباوى المفكر القبطى وعضو مجلس الشورى الأسبق يقول «أنا ضد دعم الأمريكان للإخوان الآن.. لأنهم لن يستفيدوا أى شىء من هذا الدعم.. وما حصلوا عليه مجرد وعود وكلام لن يتحقق على أرض الواقع.. فبعد أن تحقق الولايات المتحدة ما تريد فى مصر سيتراجعون عن وعودهم.. وهذا الدعم أيا كان فهو دعم لجماعة أو لحزب وليس لدولة وقائم بالطبع على مصلحة الطرفين.. أما فى عهد النظام السابق فكان الدعم الأمريكى للدولة بأكملها وليس لحزب واحد فقط واستفادت منه الدولة ولكن أيضا تحقق معه مصالح الولايات المتحدة.. وهذه هى السياسة وكل دولة تسعى لتحقيق مصالحها فقط دون النظر لأى اعتبارات أخرى.
 
 « لوقا بباوى » يرى أن المحرك الأساسى للأمر هو رغبة السياسة الأمريكية فى السيطرة على الوضع لتحقيق مصالحها وأنها اختارت الإخوان لعمل تحالف يخدم المصالح الأمريكية فى المنطقة، وإن كل هذا تم طبخه جيدا داخل المطابخ السياسية الأمريكية.
 
 هو لا يعتبر التحول الحادث حاليا من بعض الأشخاص من رفض الدعم الأمريكى للإخوان بعد تأييده للنظام السابق تحولا فى المواقف بل يراه اختلافا فى وجهات النظر.. فكل فترة لها طبيعة مختلفة ووجهة نظر مختلفة، فدعم أمريكا للدولة يختلف عن دعمها لجماعة أو لفرد ويقول «أفلحوا إن صدقوا فى وعودهم للإخوان.. سيأخذوا ما يريدون دون أن يعطوا للإخوان شيئا.. هم متحولون وبعد أن كان النظام السابق حليفا لهم انقلبوا عليه بعدها.. فهم لا ينظرون إلا لمصالحهم فقط ».
 
محمد أبو حامد البرلمانى السابق ونائب رئيس حزب المصريين الأحرار السابق يؤكد أن القوى المدنية كانت تعلم جيدا طوال الفترات الماضية أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة هى علاقة استراتيجية.. ويرى أن العلاقة مهما كانت أهميتها لا تعنى تدخل الولايات المتحدة فى شئون مصر الداخلية لكى تناصر فصيلا سياسيا بعينه وتسعى لتمكينه من حكم البلاد ولا يعنى أيضا أن تتدخل وتعلق على أحكام القضاء المصرى بالقبول أو الرفض أو التوجيه وألا تمارس ضغوطا على المجلس العسكرى لتحقيق أهداف ما ويتابع «لا أظن أن موقف القوى الليبرالية اختلف.. ونحترم استراتيجية العلاقة بين البلدين وأهميتها ولكن لن نسمح لهم بتنفيذ مشروع سياسى داخل البلاد.. ورفضنا الممارسات الأخيرة للولايات المتحدة بعد دعمها الكامل للإخوان وما أثير فى الكونجرس الأمريكى حول دعم أوباما للإخوان بمليار دولار أو أكثر).
 
أبو حامد لا يرى أى تحول فى مواقفه أو مواقف حزبه السابق.. فعلى حد قوله.. صرح نجيب ساويرس مسبقا أنه رفض لقاء هيلارى كلينتون تماما رغم أنها وجهت عدة دعوات للقائه بل وقام بتحية كل من قاطعوا لقاء الوزيرة بعد أن علموا بدعم أوباما للإخوان.
 
 وعن موقف حزب المصريين الأحرار كحزب ليبرالى منفتح على العالم الخارجى وأصبح الآن رافضا لسياسات أمريكا يقول (برنامج حزب المصريين الأحرار كتبته بنفسى وأعلم ما فيه جيدا.. وفى باب العلاقات الخارجية لبرنامج الحزب أكدنا على أن مصر دولة منفتحة على كل دول العالم وتقدر علاقتها بالولايات المتحدة فى ظل ثلاثة شروط لا غنى عن أحدهم.. أولا الاحترام المتبادل بين البلدين.. ثانيا وجود مصالح مشتركة تخدم الطرفين وثالثا ألا يكون هناك أى تبعية للولايات المتحدة.. والحزب لم يغير موقفه أيضا.. والتصريحات الخارجية للولايات المتحدة ودعمها للإخوان يطيح بهذه الشروط الثلاثة مما يجعل الحزب رافضا لهذه الممارسات».