الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مؤلف أحدث مسلسل رعب يبدأ عرضه اليوم حاتم حافظ : لغز الحياة والموت فى «الشارع اللى ورانا»!

مؤلف أحدث مسلسل رعب يبدأ عرضه اليوم حاتم حافظ : لغز الحياة والموت فى «الشارع اللى ورانا»!
مؤلف أحدث مسلسل رعب يبدأ عرضه اليوم حاتم حافظ : لغز الحياة والموت فى «الشارع اللى ورانا»!


ينتظر حاتم حافظ بحماس وترقُّب شديدين، ردودَ الأفعال على «الشارع اللى ورانا»، مُسلسله الأوّل الذى يبدأ عرضه الليلة على شاشة التليفزيون، فى تجربة ليست الأولى للكتابة إلى الدراما التليفزيونية، وإن كانت الأولى مُنفردًا. فقد شارك من قبل فى كتابة مسلسلات: «استيفا»، «سيدنا السيّد» وغيرهما. وسبق كل هذا، بكتابة مسرحية «الجبل»، وله مجموعتان قصصيتان هما: «بسكويت وعسل أسود» و«موسيقى لليلة قصيرة».
 
هل يعدنا المسلسل بمعالجة تذكرنا بـ "حديث الصباح والمساء"..؟!
الفكرة التى يطرحها المسلسل، ذات صِلة بانشغالات كاتبها الشخصية. يقول صاحب «لأن الأشياء تحدث»، روايته الوحيدة حتى الآن، إنه «مشغولٌ طوال الوقت بفكرتيّ الحياة والموت» وإن الفكرتين فى هذا العمل «يُشكّلان الدراما على مستوى الشكل والمضمون معًا».
أيضًا لا يتخوّف من الطرح الفلسفى للفكرة، تمامًا كما اعتدنا فى قصصه وكتاباته، ويرى أستاذ النقد الفنى الحاصل على الدكتوراة فى فلسفة الفنون أن «الفلسفة فى الخلفية من الأحداث سيكون لها جاذبيّة للمُتفرّج المُعتاد على متابعة الحكايات». ومع هذا سيكون المسلسل مُناسبًا للفئة العمرية ما فوق 13 عامًا، وإن كانت لا تشغله مسألة التصنيف العمرى للمسلسلات، مهما رآها مهمّة «كإرشادٍ للأسرة». ويؤكّد: «يتعرّض هذا  المسلسل لمناطق لم يتعرّض لها مسلسلٌ مصرىٌّ من قبلُ».
> كيف بدأتَ مشروع المسلسل؟
- بنصيحة من عَمّ «خيرى شلبي» اعتدّتُ مُنذُ سنوات على تسجيل أى فكرة تطرأ علىّّ. وفكرة المسلسل دوَّنتها فى عام 2014 دونَ أن يكون لدىَّ أى تصوّر عن الشكل الفنى الذى سوف تُكتَبُ فيه. وفى العام الماضى كان لدىَّ مشروعٌ درامىٌّ مع الفنانة «دُرَّة» لكن المشروع تعطّل لأسباب إنتاجية، حيثُ كان يتطلّبُ إنتاجًا ضخمًا إضافة إلى فترة طويلة للتصوير. بعدها بشهور طلبتْ مِنِّى «دُرَّة» فكرةً أخرى فبدأتُ التقليب فى مدوّناتى فاكتشفتُ «الشارع اللى ورانا». وهى فكرةٌ تحتاج لمغامرة من المنتج، ولهذا أُدينُ للمخرج والمنتج «مجدى الهوّارى» بفضل تحوّل الفكرة لمسلسل، خصوصًا وقد لمستُ بنفسى رغبته فى أن يَخرج العمل فى أفضل صورة دونَ أن يبخل كمنتج على العمل لدرجة أنى تندّرتُ عليه مَرَّة قائلاً إن المخرج «مجدى الهوارى» خَرَب بيت المنتج «مجدى الهوارى»!. ومن ناحية أخرى، أُدينُ بفضل استكمال الكتابة رُغْمَ صعوبات كثيرة مَرِرْتُ بها أثناء الكتابة إلى زوجتى «إيمان خيرى» التى قرأتْ كل مشهد كتبتُه وكان لها كثيرٌ من الملاحظات المُهمة.
> هذه أولَى تجاربك الكاملة فى الكتابة إلى التليفزيون، ما الأصعب برأيك: كتابة عمل أدبى أمْ الكتابة للدراما؟
- هذه أولَى تجاربى فعلاً كعمل فردى، حيثُ إن التجارب السابقة كلها كانت بالاشتراك مع آخرين. بالنسبة لى ككاتب مسرح ورواية ودراما فإنه ليس سهلاً تخيّل أن إبداعًا فى شكل ما يفوق إبداعًا فى شكل آخر، لكنَّ هناك تشابهًا جرَى بشكل عفوى بين الرواية والدراما فى كتابتى للمسلسل. فقد كتبتُ المسلسل بطريقة كتابة الرواية، بمعنى أنى كنتُ طوال الوقت مُنصتًا للشخصيّات تاركًا لها حُريّة الحركة دون أن يكون لدىَّّ تخطيطٌ للأحداث، لدرجة أنى كنتُ أُفاجأ بكثير من المواقف أو الخطوط التى تشكّلتْ عَبْرَ الوقت، والمُدهش أن المعالجة المبدئية للعمل لم يعد لها أى صلة بما تمّتْ كتابته بالفعل!.
>السؤال التقليدي: أيهما يُضيفُ للآخر، الرواية تُضيف للعمل التليفزيونى الذى يُجسّدها، أمْ العكس؟
- الدراما تقدّمُ للكاتب فرصةً للوصول لقطاع أكبر مما يُقدّمه الكِتاب. وهذا فى ظنّى يساعد مع الوقت على مزيد من الانتباه الجماهيرى للكاتب السردى، بمعنَى أن نجاح أفلام «نجيب محفوظ» لا شَكَّ مثلا فى أنها منحته الشهرة التى كان يستحقها ككاتب روائى. من ناحية أخرى أنا مَدين فى حياتى الفنية لمقال كتبه الأستاذ «أسامة أنور عكاشة» بعنوان «الأدب التليفزيونى»، وفيها كتبَ عن طموحه لأن يترقّى فن الدراما التليفزيونية لمستوى الأدب، بمعنى أن يكون الفن التليفزيونى أكثرَ من مجرد «حكاية مُسلّية». هذا  المقال جعلنى أنظر للتليفزيون نظرةً مختلفة غير متعالية من ناحية، ومن ناحية أخرى جعلنى أُدرك الفُرصَ المتاحة أدبيّا للكتابة التليفزيونية، لهذا فإن لدىّ مشروعًا لتقديم أعمالٍ تليفزيونية مستوحاة من الأعمال الكلاسيكية الكبيرة.
> يعدنا المسلسل، حسب «البروموهات الترويجيّة»، بقصّة تحكى عن الدور القوىّ الذى تلعبه «الذكرى» و«الأحلام» فى حياة كلّ واحد فينا، لدرجة تجعله يعيش حياتين، حدّثنا أكثر عن طبيعة الفكرة؟
- المسلسل بالفعل يمكن أن نَصفه بمسلسل عن الذاكرة. الذاكرة مهمّة جدّا فى علاقة الشخصيات بحياتهم. إلى أىّ مدَى يُمكننا السيطرةَ على ذاكرتنا؟ وإلى أىّ مدَى تَصدُق ذاكرتنا فى تخزين صورة حقيقية عمّا جرى لنا من وقائع؟ فى المسلسل مُراوَحة بين ما عشناه بالفعل وبين ما تتخيله الذاكرة عمّا عشناه. والمسلسل له بُعْدٌ فلسفى ونفسى، وهو فى أحد مستوياته يُناقش فكرة الوجود نفسها! ما هو الوجود؟ هل هو الجزء المادى فقط الذى نتعامل معه أمْ أنه كما يأتى على لسان إحدى الشخصيات «قارّة مجهولة لم تُكتشف بعدُ»؟!
> يُلاحظ أيضًا  اعتماد الغموض ولمحات الرعب، هل سيعتمد المسلسل على لُغز تشويقى يقودنا طوال الحلقات؟
- المسلسل به أكثر من خط درامى من بينها خطّان دراميّان يتعلّقان بفكرة اللغز. على مستوى من المستويات كان ذلك ضروريّا للحفاظ على المُتفرّج وشدّ انتباهه طوال الوقت، وعلى مستوى آخر فإن الدراما تتعلّق بفكرة الحياة والموت كلُغزين كبيرين، لهذا فإن محاولة اكتشاف الشخصيات للُّغز توازى محاولة البَشَر لاكتشاف لُغز الحياة والموت.
> كيف ترى مُستقبل اتّجاه الصناعة التليفزيونية لتقنيات إنتاج وصناعة الفيلم السينمائي؟
- فى رأيى هذا كان لصالح الدراما التليفزيونية، لكنه أفسد على السينما خصوصياتها، ليس فقط على مستوى التقنيات، لكن على مستوى الإنتاج أيضًا، واليوم يسأل الناس لماذا نذهب للسينما إن كُنّا سوف نرى الممثلين أنفسَهم يؤدّون الأدوارَ نفسَها فى حكايات هى نفسُها التى نراها فى التليفزيون. بالنسبة لى أحنُّ للأيّام التى كنا لا نشاهد ممثّلَ السينما «غير فى السينما»، لكن على أىّ حال تظلُّ مُتعة السينما لا تُضاهيها مُتعة لهذا أتطلّع لأوّل عمل سينمائى من تأليفى لأنّى أظنّ أن السينما بالنسبة للتليفزيون كالرواية بالنسبة له، الفيلم هو الرواية مُجسّدة لهذا فإنه الأكثر قابلية للبقاء فى الزمن.
> أنت أستاذ فى معهد فنون مسرحية.. هل شاركت فى اختيار الممثلين الجدد في المسلسل؟
- الحقيقة تشاركت و«مجدى الهوارى» طوال الوقت فى اختيار أنسب الممثلين لأداء الشخصيات؛ خصوصًا أن أكثر الشخصيات من النوع المُركّب الذى يحتاج لتفاصيل كثيرة. فمثلاً إحدى الشخصيات تتطلّب ممثلة يمكنها الرقص والتحدّث بالفرنسية بطلاقة، إضافة إلى تقديم أصعب المشاهد من حيث التعبير بالوجه، لهذا تطلّب الأمر كثيرًا من المناقشات لاختيار الممثلين وتغييرات كثيرة للوصول للأنسب، وعمومًا أظن أننا كنا محظوظين بهذه الاختيارات.>