المقطم بين الشركات المدنية والعسكرية!
سوسن الجيار
كتبت كثيرًا عن معاناة سكان حى المقطم دون جدوى، تلك البقعة التى كانت يوما ما مصدر إلهام الكتاب والمفكرين والمبدعين، وابتليت بمسئولين من ذوى الأيدى المرتعشة وآخرين من الجهلاء وغيرهم من الكسالى والفاسدين الذين لا ضمير لهم، واستكمالاً لمسلسل الإهمال والفساد تتعرض منطقتنا المعروفة بالمنطقة (ج ) لتدمير وتخريب تحت ستار تجديد شبكة الصرف الصحى بعد شهور من حفر تجديد شبكة المياه والغاز والكهرباء؛ فمنذ سنوات ونحن نعانى من إتلاف سياراتنا بسبب تكسير الشوارع وحاجتها إلى الرصف، وتعد شركة النصر للإسكان والتعمير بالرصف بعد الانتهاء من مشروع تجديد شبكة الصرف الصحي.
وأخيرًا جاء الفرج بعد الإعلان عن رسو عقد تجديد شبكة الصرف الصحى بالمنطقة (ج) بحى المقطم على الشركة العربية للمقاولات، وقد فوجئنا بأن الشركة تقوم بحفر الشوارع فى أيام وتبنى غرف التفتيش فى أسابيع ثم تضع مواسير الصرف فى شهور ولا يتم الردم إلا بعد دفع السكان للبقشيش والإكراميات والشاى بالياسمين لعمال الشركة، مما يعنى أن الانتهاء من تجديد الشبكة على هذا النحو فى المنطقة لن يتم قبل سنوات من الآن، إنْ أحيانا الله وعشنا لنرى هذا اليوم. ناهيك عن بهدلة المشاة من المارة ومنع السيارات من السير فيها، والسؤال: ماذا لو أسندت تلك العملية للقوات المسلحة؟ أعتقد أنها كانت قد انتهت منها فى شهر واحد فقط وبأعلى جودة وأقل تكلفة، أقول ذلك ردًا على تصريحات الفريق سامى عنان فى خطاب قبل استبعاد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة واتهامه للسلطة الحالية بوجود سياسات خاطئة حملت القوات المسلحة مسئولية المواجهة دون سياسات رشيدة تمكن القطاعات المدنية من القيام بدورها. وأنكر سيادته وتناسى أعباء التنمية الشاملة داخل الدولة التى حملتها القوات المسلحة على كاهلها، من خلال رصف وإنشاء الطرق والأنفاق والكبارى، والمدن الجديدة والمشروعات القومية الكبرى فى جميع محافظات الجمهورية. واستطاعت القوات المسلحة المصرية فى أربع سنوات تحقيق إنجازات ضخمة لا يمكن أن تحققها أعتى الدول فى عشرات السنين، وذلك بفضل الروح التى يتميز بها المقاتل المصرى على مر العصور، والتى نحتاج نقلها إلى القطاع المدنى بكل طوائفه، وبمقارنة بسيطة بين أداء القوات المسلحة وأداء الشركات المدنية فى مجال تنفيذ المشروعات القومية نقول بمنتهى الأمانة إنه لا مقارنة على الإطلاق!>







