الجمعة 9 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نصف «البدلة الميرى» الحلو!

نصف «البدلة الميرى» الحلو!
نصف «البدلة الميرى» الحلو!


لا يعرف - قطعًا - حب الوطن «النوع»، أو «الجنس»؛ إذ تذوب - يقينًا - بطاقات الهوية أمام النوازع الوطنية.. لكن.. ما الذى يدفع سيدة «أى سيدة» لأن تلقى بأدوات الماكياج بعيدًا، من أجل ارتداء «البدلة العسكرية»؟!.. لأن تتخلص من هوس «الموضة» والملابس «السينييه» من أجل زى «موحد» ترتديه أغلب الوقت؟!
لا يمكن لنا أن نعتبر هذا الأمر من باب «المزاحمة» للرجال، كما تبدو الصورة فى ظاهرها.. إذ إن عديدًا من النساء يرى أن الدفاع عن الوطن واجب عليهن وفريضة قومية.
  
من الناحية التاريخية.. تعود مشاركة النساء فى «الخدمة العسكرية» إلى سنوات بعيدة خلت؛ إذ كان لهن عدة أدوار فى الجيوش، بدءًا من «الخدمات العلاجية» وحتى الانتظام فى صفوف القوات النظامية.
ولا فرق هنا بين سيدات البلدان العربية، ونظيرتهن فى البلدان الغربية.. إذ من الملاحظ أن هذه الظاهرة فى تزايد مستمر.
ففى حدث غير مسبوق، وبعد أقل من مرور 4 شهور على سماح السلطات السعودية للنساء بقيادة السيارات داخل المملكة، أعلنت السلطات السعودية فتح باب التعيين أمام السيدات السعوديات كجنديات فى المطارات والمنافذ البرية.
كما اشترطت المديرية العامة للمطارات فى السعودية (من خلال بيان رسمى) على من يرغبن من النساء فى شغل رتبة «جندى جوازات» أن يكن حاصلات على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها وألا تقل أعمارهن عن 25 عامًا وألا يكن متزوجات من غير رجل سعودى.
أما فى الكويت.. فقد سبق أن أعلن الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير الدفاع الكويتى فى العام 2017 إقدام وزارته على بحث ودراسة قرار تجنيد النساء فى الجيش الكويتى، وقد أثار هذا القرار جدلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعى، إذ يرى بعض النشطاء أن القرار لا يراعى عادات وتقاليد المجتمع الكويتى المحافظ، فى حين اعتقد البعض الآخر أن هذا القرار أمر إيجابى.. وهو ما كان مثار ترحيب من النساء الكويتيات اللاتى اعتبرن أنهن مواطنات تجمعهن مع الرجال مسئولية الدفاع عن الوطن.
فى تونس أيضًا.. أكد وزير الدفاع التونسى فرحات الحرشانى فى تصريح له أن الوقت أصبح مناسبًا لمناقشة انضمام النساء التونسيات للجيش.. خاصة لما تعانى منه تونس من أحداث واعتداءات إرهابية، مشيرًا إلى أن الخدمة الوطنية هى واجب وطنى على كل مواطن تونسى.. سواء كان ذكرًا أم أنثى.
ومن العسكريات التونسيات الأكثر شهرة: «ألفة» و«الدرة».. وهما طيارتان عسكريتان وتشكلان جزءًا من 40 سيدة فى القوات الجوية التونسية.. فالكل - بحسب اعتقادهن - يخدم وطنًا واحدًا داخل صفوف القوات المسلحة.
ومن ضمن عملهن توفير الدعم الجوى اللوجسيتى وأن يكن على أهبة الاستعداد فى أى وقت للإقلاع وعلى متن طائرتهن العسكرية أسلحة وذخيرة.. بالإضافة إلى مواد لمساعدة المصابين والجرحى فى الأوقات الطارئة.
  
منذ تأسيس مدرسة «خولة بنت الأزور» العسكرية فى الإمارات فى عام 1990 ، التى تعد أول مدرسة عسكرية لتدريب النساء، بدأت المرأة الإماراتية فى الانخراط فى العمل العسكرى وأصبح لها دور مهم فى هذا المجال.. كما اقتنصت «مريم المنصورى» الفرصة للمشاركة فى معركة «عاصفة الحزم» باليمن، لتصبح بذلك أول امرأة عربية تحمل رتبة «رائد طيار» فى سلاح الطيران الإماراتى، هذا بالإضافة إلى أن الشيخ زايد آل نهيان أصدر قانونًا يسمح للفتيات من سن 18-30 بالتجنيد لمدة 9 أشهر شرط موافقة ولى الأمر.
أما فى أوروبا.. فتتحمل النساء مسئولية الدفاع عن وطنهن جنبًا إلى جنب مع الرجال، حيث تتم الاستعانة بالعناصر النسائية كمقاتلات فعليات داخل الجيوش الأوروبية.. وتأتى فرنسا من بين الدول الأوروبية التى بها أكبر نسبة للإناث المجندات، حيث سمح للنساء بالمشاركة فى الجيش منذ العام 1939م.
وبلغت نسبة النساء العاملات 15.3 % من إجمالى العاملين فى فروع الجيش الفرنسى، و11 % من قوات الجيش،
و13 % البحرية.. ورغم ذلك فإن النساء ممنوع عليهن الانضمام إلى الوحدات القتالية الميدانية أو يكن على متن غواصات البحرية الفرنسية.
ويهدف تعيين الإناث بالجيش الفرنسى إلى تحسين التوظيف (الكمى والنوعى).. ففى العام 1998 صدر مرسوم تم بموجبه إلغاء جميع القيود التى تمنع وصول النساء إلى الوظائف العسكرية.. مما أدى إلى ارتفاع معدل تعيين النساء من 7.5 % فى عام 1995 إلى 16 % فى عام 2016.. أى بزيادة سنوية قدرها 0.7 % فى تلك الفترة.
  
ورغم أنه لم يكن يسمح للنساء الروسيات - فى البداية - بالانتظام فى صفوف الجيش.. لكن حاولت بعض النساء الانضمام لسلاح الفرسان تحت أسماء مستعارة للرجال وكانت أول مرة يمكن للمرأة فيها الالتحاق بالجيش فى عام 1895.. وبذلك تصبح المرأة فى روسيا أول سيدة يسمح لها بالانضمام إلى قوات عسكرية رسميًا.
وحاليًا تشكل النساء داخل الجيش الروسى قوة كبري؛ إذ بلغ عددهن ما يقرب من 90 ألف سيدة، مما يمثل 9 % من عدد الإجمالى للأفراد العاملين فى وزارة الدفاع الروسية وحصلت إحداهن وهى «ليلينا كينازيفا»، نائب رئيس إدارة التعاون العسكرى فى وزارة الدفاع الروسية على «رتبة لواء» بموجب قرار رئاسى فى عام 2012.
ومن ضمن الأسباب التى تجعل الفتيات يلتحقن بالقوات المسلحة الروسية البحث عن الاستقرار فالعمل بالجيش يعد بالنسبة للنساء الروسيات نوعًا من العمل المنضبط والدائم المحدد بالقانون.. هذا إلى جانب دفع الرواتب بانتظام.. كما أن لكل الجنود فى الجيش الروسى تأمينًا اجتماعيًا خاصًا بهم بما فى ذلك العلاج الطبى المجانى، بالإضافة إلى حصول المجندات على حرية السفر فى المواصلات العامة.
  
تمثل نسبة المرأة فى الجيش الألمانى 9 % من إجمالى أعداد القوات.. فمنذ إنشاء الجيش الألمانى فى العام 1955م، كان هناك تحفظ فيما يتعلق بتجنيد النساء.. وكن معفيات بشكل كامل من أداء الخدمة العسكرية خلال الحقبة النازية، لكن تم تجنيد العديد من النساء اللاتى شاركن فى الحرب بوحدات المدفعية، أما فى العام 1975 فعينت أول ضابطة فى الخدمات الطبية بالجيش الألمانى.
وسمح للمرأة الألمانية بالمشاركة فى الوحدات القتالية فى عام 2001 كنتيجة للحكم القضائى الذى أصدرته محكمة العدل الأوروبية القائل بأن منع النساء من الانضمام للقوات المسلحة وتوليها أدوارًا قتالية يتعبر ضد مبادئ المساواة بين الجنسين.. وعلى هذا تم قبول انضمام 900 سيدة للجيش.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، تشكل المرأة 14.6 % من القوات النظامية.. أى أكثر من 215 ألف مجندة من بينهن 165 ألف مستجدة أساسية فى القوات المسلحة و35 ألف سيدة على قوات الاحتياط، كما أن العدد الكلى للنساء العاملات فى الحرس الوطنى 470.85 ألف سيدة.
  
وبالانتقال إلى آسيا.. فقد أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قرارًا بزيادة عدد النساء المنضمات إلى الجيش الكورى الجنوبى، كجزء من الإصلاحات، إلى 2450 سيدة، وذلك بحلول عام 2020.. فحاليًا يبلغ عدد النساء فى الجيش الكورى 1100 امرأة يشكل 5.5 % من القوات المسلحة.
ووفقًا للدستور الكورى الجنوبى، فإن السيدات غير مكلفات بالانضمام إلى الجيش، لكن يمكنهن الانضمام كضابطات مكلفات أو ضابطات صف، بينما فى المقابل يتم تجنيد الذكور القادرين على العمل فى الجيش لمدة سنتين.
أما فى الصين فتشكل السيدات الصينيات نسبة كبيرة من مجموع الأفراد العسكريين فى جيش التحرير الشعبى، حيث تحظى الخدمة فى الجيش بقبول عظيم لدى الفتيات الصغيرات وأهم ما يتميز به الجيش النسائى الصينى الانضباط والصرامة الشديدة.. فهذا ما يظهر دائمًا فى الاستعراضات العسكرية، بالإضافة إلى قدراتهن على حمل الأسلحة، وتفوقهن على الرجال فى استخدام المدافع والرشاشات.
وبالنظر إلى إسرائيل.. تمثل نسبة النساء فى الجيش الإسرائيلى 31 % من قوات الجيش، إذ بدأت الاستعانة بالنساء فى الجيش منذ إنشائه لتقديم المهام المساعدة، وانتهى الأمر بالمشاركة فى العمليات القتالية، حيث يكون التجنيد إجباريًا على الفتيات عند بلوغهن سن 18 عامًا.. وتظل المرأة تحت طلب التجنيد حتى تبلغ 26 عامًا.
كما يتيح لها القانون التقاعد لأسباب دينية، كما تخضع السيدات فى الجيش الإسرائيلى إلى الاستدعاء ضمن التعبئة العامة وقوات الاحتياط لفترات طويلة.
والجدير بالذكر أن المرأة الإسرائيلية تمكنت من التدرج فى الوظائف القيادية داخل الجيش واستطاعت أن تحصل على رتبة عميد فى مجال رئيس شعبة الموارد البشرية بالجيش الإسرائيلى، ومتحدثة باسم الجيش، والرقابة العسكرية، وضابطة فى قواعد التدريب، ونائبة أحكام عليا.