الخميس 8 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من «3 دقات» إلى «العب يلا»

من «3 دقات» إلى «العب يلا»
من «3 دقات» إلى «العب يلا»


سوق الكاسيت ليس بخير، هذه الجملة تعبر عن حقيقة مثبتة منذ سنوات، خاصة بعد أن أصبحت القرصنة هى سيدة الموقف بالنسبة لأى إنتاج غنائى جديد، وأصبح الألبوم الغنائى متاحًا للجميع عبر شبكة الإنترنت بعد ساعات من طرحه فى الأسواق، لكن رغم ذلك لايزال المطربون يصارعون طواحين الهواء سواء بالإنتاج لأنفسهم، أو عبر منتج مغامر، قرر ألا ينتظر عائدًا من بيع الألبومات، وأن يبحث عن هذا العائد بطرق أخرى، ليست جميعها مضمونة بالتأكيد.

 تلك الأزمة ألقت بظلالها على المشهد الغنائى فى 2017،  فأصبح الاختلاف هو سيد الموقف، والبحث عن الإيفيه فى الكلمة، والتى يسهل معها أن تعلق فى أذهان الناس هو الشغل الشاغل للمطربين ومن ينتج لهم، والذين يطمحون فى نسب مشاهدة واستماع مرتفعة، تترجم فيما بعد إلى حفلات جماهيرية ضخمة تعوضهم جزءًا من الربح المفقود.
الاختلاف ظهر فى ألبومات عديدة، كما ظهر فى أغانى تم إنتاجها منفردة single  حققت نجاحًا مبهرًا، أما من قرر أن يحتفظ بتقليديته، فقد جاء حضوره بطعم الغياب.
الأغنية القضية
ألبومات عديدة لنجوم الغناء وجدت طريقها إلى أذن المستمع هذا العام، مثل الهضبة «عمرو دياب»، الذى أصدر ألبومه (معدى الناس)، وضم الألبوم، 10 أغنيات حازت على نسب نجاح متفاوتة، لكن ظلت أغنية (يا أجمل عيون) من كلمات «تركى آل الشيخ»، وألحان «عمرو مصطفي»، والشهيرة بأغنية (برج الحوت) هى الأنجح فى الألبوم، ويليها (نغمة الحرمان) من كلمات «أيمن بهجت قمر»، وألحان «محمد يحيي»، أما ألبوم «أصالة»، (مهتمة بالتفاصيل) والذى وصفته فى حواراتها بأنه تجربة شخصية وتحدٍ أرادت أن تقوم به، فقد جاء مختلفًا على مستوى الكلمة واللحن، ويمكن وصفه بالألبوم القضية، حيث سيطرت الدراما على معظم أغانيه، وتعمدت «أصالة» فى اختياراتها أن تحدث صدمة للجمهور لتلفت انتباهه، مثل أغنية (أنا بتخان) و(هيقولك) وغيرهما.
النجاح كان حليف ألبومات الفرق الغنائية أيضا، خاصة ألبوم فريق «كايروكى»، (نقطة بيضا)، الذى أعلن أعضاؤه فى شهر يوليو الماضى قرار منع الرقابة لطرح الألبوم فى الأسواق، حيث اتجهوا لطرح أغانيهم على الإنترنت، واستطاعت أن تحقق نجاحًا مدويًا، ولاسيما أغنية (الكيف) التى عبرت أيضا عن قضية الإدمان، وقد قاموا بغنائها بصحبة المطرب الشعبى «طارق الشيخ»، حيث تجاوز عدد مشاهدات الأغنية 51 مليون مشاهدة، وصنفت ضمن الأغنيات الأعلى بحثًا على جوجل خلال العام الحالي.
عودة الكبار
كانت أولى مفاجآت عام 2017 هى عودة الفنانة الكبيرة «نجاة» إلى الغناء بعد اعتزال دام أكثر من 15 عامًا، بأغنية (كل الكلام) من كلمات الشاعر الراحل «عبدالرحمن الأبنودي» وألحان «طلال»، وتوزيع موسيقى «يحيى الموجي»، لكن العودة لم تكن بحجم نجومية «نجاة»، ولا بحجم ما انتظره عشاقها منها، الأمر الذى تكرر مرة أخرى مع الفنانة القديرة «فيروز»، التى صدر لها ألبوم باهت بعنوان (ببالي) تسبب لها فى هجوم كبير، حيث لم تلق التجربة التى طبقتها فى هذا الألبوم بإحياء ألحان عالمية، ووضعها على كلمات عربية أى نجاح يذكر.
الـ single  والنجاح السريع
صدور أغنية single لأى مطرب أقل مجهودًا، وأوفر إنتاجًا من الإعداد لألبوم كامل، ونجاح الأغنية الـsingle  يكون مدويًا جدًا، ويظل أثره طويلاً، أما عدم تحقيقها لنجاح يذكر فيعود بمغنيها إلى المربع صفر مرة أخرى، ويحتم عليه أن يبذل مجهودًا أكبر ليعوض ما فاته، والأغنية الـsingle يلجأ إليها غالبية المطربين الذين لايزالون فى أول الطريق، كما يلجأ إليها النجوم الذين يتأخر صدور ألبومهم، ومن أشهر الأغنيات التى حققت نجاحًا كبيرًا هذا العام هى أغنية (3 دقات) التى غناها «أبو» بمشاركة الفنانة «يسرا»، والتى تم إطلاق الفيديو كليب الخاص بها تزامنًا مع مهرجان الجونة السينمائي، ولاتزال حتى الآن تتربع على عرش الأغانى الأكثر استماعًا هذا العام، كما أصدر مؤخرا الفنان «أحمد مكي» أغنية راب بعنوان (وقفة ناصية زمان) حققت 11 ألف مشاهدة فى أسبوعين، رغم اتهام النقاد له بتكرار الفكرة وعدم التجديد، حيث تعبر كل أغنياته عن الحارة، والأصدقاء، وغدر الزمن، ورغم أن هذا الانتقاد ليس فى محله، لأن طبيعة غناء الراب فى العالم كله تعتمد على تلك الموضوعات، فثقافة الـhip-hop  فى مجملها تنتمى إلى فن الحكي، مثلما يفعل مطرب الراب الشهير «إمينيم».
الشعبى يكسب
المزاج المصرى يقدس الأغنية الشعبية، ويضعها فى منطقة مختلفة تمامًا عن بقية الألوان الغنائية، لذلك ليس من العجيب أن تحتل الأغنية الشعبية ستة مراكز متقدمة فى قائمة أكثر عشر أغنيات بحث عنها المصريون فى جوجل عام 2017، وهو ما يفسر اعتماد عدد من الأفلام على الترويج لها بأغنية شعبية قد تنجح، ويواصل الجمهور الاستماع إليها، وتواصل هى حضورها فى أفراحهم ومناسباتهم الخاصة، بينما ينسى الجميع أنه قد تم غناؤها فى سياق فيلم سينمائي، مثل أغنية مأخوذة من أغنية «سعاد حسني» فى فيلم (صغيرة على الحب) بعنوان (عم يا صياد) التى غناها «محمود الليثي» فى فيلم (يجعله عامر) والذى لم يحقق أى نجاح يذكر فى السينما، بينما حظيت الأغنية على نسب مشاهدة مرتفعة.
أما أغنية (العب يلا) والتى تنتمى لفئة المهرجانات من غناء الثنائى «أوكا» و«أورتيجا» فقد أحدثت ضجة كبيرة وقت صدورها، وتصدر كليب المهرجان الذى قام الثنائى بتأليفه وتلحينه قائمة الـTOP TRACKS، حيث حقق نسب مشاهدة على موقع «يوتيوب» وصلت إلى 53 مليون مشاهدة.
واستطاع الموزع «محمد عبد السلام» أن يحقق نجاحًا وانتشارًا كبيرًا على مدار العام الماضي، إذ يعزف موسيقى أصبحت تسمى بـ«مزمار عبسلام»، لدرجة أنه أصبح مرتبطًا يوميًا بحفلات وأفراح سواء داخل القاهرة أو خارجها.
رؤية نقدية
ومن جانبه يرى الناقد الموسيقى «محمد شميس» أن «عمرو دياب» هو الفنان الأنشط هذا العام، حيث صدرت له أغنية single فى بدايات العام، بعنوان (الفرحة الليلة) ثم أصدر الألبوم الذى تبعه بثلاث حفلات جماهيرية، بينما ينوى القيام بأكثر من حفل فى موسم رأس السنة، وعن كلمات ألبوم (معدى الناس) يقول: «الكلمات بها العديد من المشكلات الفنية، ويوجد بعض الجمل بلا معنى مثل (ياللى أنت عيونك بحر ليل ونهار) وبعض الجمل البعيدة عن لغتنا الدارجة مثل (ياللى أنت صوتك عذب وملائكي) كون المؤلف تركى آل الشيخ خليجيًا، لكن فى النهاية استفاد عمرو من حالة الجدل تلك تسويقيًا».
أما الألبومات التى حققت نجاحًا غير متوقع من وجهة نظره فهى ألبوم فريق «كايروكى» (نقطة بيضا) وألبوم «محمد محسن» (حبايب زمان) خاصة أنه استطاع من خلاله أن ينتقل من منطقة غناء الأغانى القديمة وإحياء التراث بشكل عصري إلى منطقة الفنان الجماهيري، الذى يمتلك أغانى مختلفة تحقق أرقام استماع مرتفعة مثل أغنية (فى قلبى مكان).
وعن غياب بعض نجوم الغناء عن الساحة هذا العام، مثل «منير» و«حماقي»، و«تامر حسني»، ومدى تأثير ذلك عليهم جماهيريًا، يقول: «بالطبع يؤثر الغياب على نجومية الفنان، لكننى لا أستطيع أن ألوم عليهم، خاصة مع ارتباطهم بشركات إنتاج تخشى المجازفة والخسارة، مشيرًا إلى أن انتظام بعض الفنانين فى صدور ألبوم سنوى لهم يرجع إلى أنهم ينتجون لأنفسهم، مثل عمرو دياب وفريق كايروكى.