هل ينجح هشام الشريف فى مواجهة فساد المحليات؟
سوسن الجيار
المتابع للسيرة الذاتية للدكتور هشام الشريف - وزير التنمية المحلية الحالى - يرصد له نجاحاً مشهوداً فى قيادته لمركز معلومات مجلس الوزراء لسنوات طويلة، ولكن هل ينجح أيضاً فى معركته الضارية فى مقاومة فساد المحليات؟ لقد تولى العديد من الوزراء حقائب وزارة الحكم المحلى وبذلوا فيها جهوداً مضنية، لكن يتفق الجميع على أن النتيجة صفر. والفساد ليس فقط هو الحصول على الرشاوى واستغلال النفوذ، بل هو أيضاً فى الأيدى المرتعشة التى تخشى المسئولية فتعطل وتضيع مصالح الناس، والفساد أيضاً فى المحسوبية عند تعيين الكوادر الرديئة غير ذات الكفاءة والقدرة على إنجاز الأعمال.. ومثال على ذلك، حى المقطم الذى اختارته الرئاسة ليكون بقعة حضارية تحتضن مساكن حى الأسمرات التى خصصت لسكان العشوائيات، أصبح الآن تجسيداً حياً لكل مفردات الإهمال والقصور والفساد، بعد أن تفرقت مسئوليات إدارته وتطويره بين قبائل محافظة القاهرة وحى المقطم وشركة النصر للإسكان والتخريب (التعمير سابقاً) وشركة المنتزه صاحبة الامتياز عليه ومرفق المياه والتليفونات وشركة كهرباء جنوب القاهرة. وعلى سبيل المثال، المنطقة الراقية بالمقطم وهى منطقة (ج) كان يطلق عليها منطقة القصور أصبحت مقلباً للقمامة وتم حفر أرضها ولم يعد رصفها على مر السنين فأتلفت سيارات قاطنيها.
يوجد كنوز بحى المقطم الدولة فى أمس الحاجة إليها تتمثل فى قطع الأراضى الفضاء التى تركها مالكوها إما لهجرتهم أو وفاتهم دون وريث، حيث وصل متوسط سعر القطعة الواحدة إلى ثمانية ملايين جنيه فأصبحت مطمعاً للنصابين والمزورين، ناهيك عن مئات الأراضى التى تحولت إلى خرابات ومقالب للنفايات وهى تقاس بالأفدنة ويحتفظ بها ملاكها للتسقيع ـ كان شراء المتر فى منتصف القرن الماضى بخمسة عشر جنيهاً فأصبح يباع الآن بخمسة عشرة ألف جنيه ـ ناهيك عن العذاب اليومى الذى يشهده سكان حى المقطم أثناء ذهابهم لأعمالهم فى الوقوف بالساعات أمام إشارة مرور شارع صلاح سالم الكائنة أمام قلعة صلاح الدين. فهل يستطيع د. هشام الشريف مواجهة هذا الفساد بعد وضع استراتيجية عمل جديدة للوزارة وعين العديد من المستشارين المحترفين؟ أشك فى ذلك، والأيام بيننا.







