السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حتى مذكرات إيفا هاجمت عبدالناصر.. !

حتى مذكرات إيفا هاجمت عبدالناصر.. !
حتى مذكرات إيفا هاجمت عبدالناصر.. !


 أقطع ذراعى أن عمرو موسى لم يراجع أوراق كتابه كما ينبغى.. وأن هناك من ورطه وسقاه حاجة أصفرا.. لأن عمرو  موسى الذى تربطنى به علاقات الصداقة والمودة والاحترام كان ناصرى الهوى باعترافه شخصيا فى أكثر من مناسبة.. ذات يوم فسر إبعاد مبارك له من  موقع وزارة الخارجية.. بأن مبارك لا يريد «ناصر جديد» فى الخارجية المصرية..

فسألته وهل أنت ناصرى.. قال لى إن كل مصرى وطنى هو ناصرى بالضرورة.. فما الذى دفع الرجل وهو على وشك مغادرة المسرح.. ما الذى دفعه لهذا الموقف المرتبك.. وهو يدرك أن التجنى على زعيم بحجم عبدالناصر هو بمثابة الانتحار السياسى.. وهناك من سبقوه فى ذلك وانتهى بهم الأمر إلى نهايات  لا أتمنى لعمرو أن يواجهها..!
ولعل جمال عبدالناصر كان يعى أنه سيتعرض للهجوم عقب وفاته.. لوأد مشروعه القومى.. وحتى لا تتكرر تجربته مرة أخرى.. وقد حاولت أمريكا بجلالة قدرها تشويه جمال عبدالناصر فى حياته.. لكنها اكتشفت أن الزعيم المصرى وطنى حر لا يباع ولا يشترى.. فحاولت من خلال  الحملات المنظمة وبأقلام لامعة بعد وفاته.. دون جدوى..!
 وفى منتصف السبعينيات خرج علينا توفيق الحكيم بكتابه المريب (عودة الوعى).. منتقدا أداء جمال عبدالناصر وسياساته.. فى إطار حملة شرسة ومشبوهة حولت إنجازات ناصر إلى سلبيات.. والسد العالى مثلا أضر بخصوبة الأراضى الزراعية.. وتأميم القناة كان حركة استعراضية لأن عقد امتياز القناة كان سينتهى  بعد سنوات.. وقانون الإصلاح الزراعى فتت الملكية  الزراعية.. وباختصار تام اعتبر كتاب توفيق الحكيم أن الشعب المصرى كان طوال سنوات عبدالناصر.. فاقدا للوعى.. !
 كتاب الحكيم كان مفاجأة حقيقية.. لأن الرجل كان مدللا تماما خلال سنوات الثورة التى احتفت به.. وجمال عبدالناصر شخصيا اعتبر أن روايته عودة الروح هى ملهمة ثورة يوليو.. وكتاب فلسفة الثورة أهداه عبدالناصر إلى الحكيم مؤلف عودة  الروح.. متمنيا أن تعود الروح للأمة مرة أخرى..!
 وتوفيق الحكيم نفسه نشر فى أول أكتوبر 1970.. نشر  بكائية حزينة فى رثاء الزعيم «اغفر لى  يا سيدى فيداى ترتعشان وأنا أكتب عنك..» وطالب الأديب الشهير بالاكتتاب الشعبى  لإقامة تمثال عبدالناصر  فوق القاعدة الضخمة التى كانت موجودة بميدان التحرير!
 وفى حفل تأبين عبدالناصر سقط الحكيم مغشيا عليه.. تأثرًا لجلال اللحظة..!!
 كان كتاب توفيق الحكيم هو رأس الحربة فى حملة الهجوم على جمال عبدالناصر بعد وفاته.. وجاء رد المجتمع المصرى قاسيًا ومهينا.. فكتب محمد حسنين هيكل ولطفى الخولى وخالد محيى الدين ولطيفة الزيات ومحمد  سيد أحمد وغيرهم.. ثم أصدر محمد عودة وفيليب جلاب الكتاب الحاسم هو كتاب الوعى المفقود الذى ألجم توفيق الحكيم نهائيا.. !
 لم تكتف  الثورة المضادة بتوفيق الحكيم.. وظهر جلال الدين الحمامصى بكتابه حوار وراء الأسوار.. وشكك فيه فى ذمة جمال عبدالناصر..  مؤكدا أنه حصل على 15 مليون دولار من الملك سعود بن عبدالعزيز للمجهود الحربى فى مصر.. لكنه قام بتحويلها للخارج فى حسابه الشخصى..!
 المسألة كانت مضحكة.. لأن الذمة المالية لعبدالناصر كانت فوق مستوى  الشبهات تماما.. ولهذا كانت الردود عنيفة وقاسية من جموع الشعب المصرى.. الذى قاطع صحيفة الأخبار التى تنشر للحمامصى عمودا يوميا هو دخان فى الهواء.. لتضطر الصحيفة إلى وقف نشر اليوميات وإلى الأبد..!
 وعندما رشح الحمامصى نفسه بعدها بسنوات نقيبا للصحفيين.. ورغم شعبيته بين طلاب الإعلام وشباب الصحفيين.. بوصفه أستاذا للإعلام  ومشرفا على جريدة صوت الجامعة.. ورغم ذلك سقط الحمامصى فى الانتخابات سقوطا مدويا.. وكانت الرسالة  من جموع الصحفيين.. لا للهجوم  والتجنى على عبدالناصر !
 الهجوم  المقصود على جمال عبدالناصر  فى عهد أنور السادات.. بغرض الطعن فى كفاءته السياسية من خلال كتاب توفيق الحكيم.. ثم التشكيك فى ذمته المالية من خلال  كتاب جلال الحمامصى.. ولم يتبق  سوى الطعن فى سمعته الشخصية.. من خلال كتاب جنسى تافه يحكى عن فضائح منسوبة للنجمات اللامعات.. حكايات فضائحية تشبه مذكرات إيفا الشهيرة.. كتبته قوادة مشهورة.. ألمحت إلى علاقات نسائية لجمال عبدالناصر وهو ما تحول إلى غضب شعبى ضد السادات شخصيا الذى سارع بوقف طبع الكتاب ومصاردة نسخه فى الأسواق حتى هدأ الرأى العام.. ثم عاد الكتاب للصدور مرة أخرى..
 التجنى على جمال عبدالناصر هو تجن خائب لم أتوقعه من عمرو موسى.. الذى ارتبط بعلاقة مصاهرة مع عائلة عبدالناصر.. ومن الواضح أن الخلافات العائلية لعبت دورها فى تشكيل رأى عمرو موسى.. الذى انتحر سياسيا وشعبيا بإصدار كتابه الأخير..!!.