الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

اسألوا يوسف والى

اسألوا يوسف والى
اسألوا يوسف والى


من حكمة الله أنهم لا يبيعون الخراف الصاحية فى أوروبا.. هم يجهزون لحم الأضحية فى مجازر مخصوصة تذبح كل شيء طبقا لقواعد الشريعة ثم توفرها لك بأسعار تنافسية.. وممنوع عليك ذبح حتى الفرخة فى البيت.. ولو حصل سوف يطب البوليس على حضرتك ليجرجرك من قفاك إلى التخشيبة.. على اعتبار أنك ليس فقط قد انتهكت قواعد البيئة المصونة بحكم القوانين الصارمة.. وإنما لأنك اتبعت أساليب همجية فى قتل الحيوان.

وقد تخصصت برجيت باردو التى تدافع عن حقوق الحيوان.. تخصصت فى فضح أثرياء العرب الذين يحصلون بطرق ملتوية على الخراف الحية.. بغرض ذبحها فى المنازل وحدائق قصورهم الأوروبية.. ثم يفشلون فى التخلص من بواقى الذبيحة فيلقونها فى صناديق القمامة.. أو فى المجارى العمومية.. لتتحول عملية الذبح إلى فضيحة علنية بالصوت والصورة.. وقد نجحت حملات برجيت باردو فى لفت الأنظار إلى ما يدور خلف الأبواب المغلقة.. حتى نجحت تماما فى الحد منها.. وليس سرا أن البوليس الأوروبى يراقب قصور أثرياء العرب خلال عيد الأضحى.. حتى يتدخل فى الوقت المناسب.
العرب فى أوروبا.. أثرياؤهم وفقراؤهم يشترون اللحم الحلال جاهزا.. وفى الماضى كانوا يشترونه من الجزار الهندى والباكستانى.. الآن انتشرت تماما  محلات الجزارة الجزائرية والمغربية.. تبيع اللحم الحلال.. وزبائنها من الإخوة العرب.. وبعض أبناء العم من اليهود الذين يتعاملون مع اللحوم بنفس أساليب تعاملنا..!
ميزة الجزارة الحلال أن الاختلاط هناك ممنوع بحكم القانون.. الجزارة لا تبيع الخنزير.. تبيع فقط اللحم المذبوح شرعا.. وفى الحقيقة فإنهم فى أوروبا يعرفون ثلاثة أنواع من محلات الجزارة.. جزار للحم الخنزير وجزار للحم البقرى أو الضأن.. ثم جزار ثالث يبيع لحم الخيول.. وهم يأكلون الخيول فى أوروبا.. ويقولون أن لها طعما مميزا.. وهى خيول مخصوصة للذبح.. هى ليست خيول المزرعة المحكوم عليها بالأشغال الشاقة.. وليست خيول السباق غالية الثمن.. خيول اللحم تربى من أجل ذبحها صغيرة السن.. ولها محلات مخصوصة ممنوع عليها الاختلاط بلحوم الأصناف الأخرى..
حدوتة اللحم الحلال صارت موضة كبيرة فى أوروبا.. وهناك محلات لا تبيع سوى منتجات الحلال.. ورأيى المتواضع أنها تمارس النصب العلنى.. ويعنى إيه حلاوة طحينية حلال.. أو زيتون أسود حلال.. والخيبة أن هناك من يشتريها ويفضلها رغم أنها أغلى سعرا.
أشهر محلات الحلال فى لندن تحديدا فى ميدان أكسفورد اسمه بالبنط العريض: حلال.. يعلن على يافطة المحل أنواع المنتجات بالداخل.. هو يبيع اللحم الحلال والجبن الحلال واللبن الحلال المستورد من المغرب وتونس ومصر.. ثم إنه يبيع الخبز اللبنانى الحلال.. وهو يشبه العيش الشامى عندنا.. ومحل الحلال هذا قبلة للإخوة العرب الزائرين أو المقيمين فى لندن.. وهو يلبى طلبات الزبائن تليفونيا.
والطريف أن محل الحلال المشهور لا ينسى أن يكتب على يافطة المحل فى زاوية بارزة.. وبالإضافة إلى أصناف الحلال.. يكتب «يوجد عندنا جميع أنواع الأنبذة والخمور الفاخرة»!
كل وأنتم بخير.. وأكتب عن اللحم فى أوروبا.. وأسعاره فى متناول الجميع وأبتعد عن الكتابة عن اللحم فى مصر وأسعاره الاستفزازية.
ولى سؤال حائر..
وزمان زمان كان عندنا مشروع  اسمه مشروع البتلو.. وفيه تسلم وزارة الزراعة عجلا وليدا للفلاح ليتولى تربيته بعد أن تسلمه وزارة التموين الأعلاف اللازمة.
ويرعى المزارع العجل الوليد حتى يصبح بقرة يافعة يعيد تسليمها لوزارة الزراعة ويستفيد من فارق الأسعار.. وتستفيد وزارتا الزراعة والتموين.. ويأكل المواطن لحما بلديا فاخرا بأسعار معقولة.. وكنا نصدر الفائض إلى دول الخليج الشقيقة.. فما الذى جرى.. ومن أفسد المشروع.. ومن هى المافيا المستفيدة من تعطيله لصالح الاستيراد من الخواجة؟
وربما عند يوسف والى الخبر اليقين!