الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وداعاً تميم نهاية دبلوماسية الشيكات: صراع الأجيال ونساء البلاط

وداعاً تميم نهاية دبلوماسية الشيكات:  صراع الأجيال ونساء البلاط
وداعاً تميم نهاية دبلوماسية الشيكات: صراع الأجيال ونساء البلاط


اشتكى الرئيس الفرنسى الأسبق «ساركوزى» للأمير القطرى المتنحى «الشيخ حمد»- فى أحد اللقاءات بينهما - أنه يريد تطليق زوجته «سيسيليا» لأنه يحب المطربة «كارلا برونى»، لكنه عاجز عن ذلك لأن «سيسيليا» تريد 3 ملايين يورو مؤخرًا للطلاق!
الأمير القطرى الشيخ تميم- ولى العهد آنذاك - لم يفوت الفرصة دفع «مؤخر» طليقة ساركوزى، وجمع بينه وبين عشيقته فى خير، لتشهد العلاقات الفرنسية القطرية قمة عنفوانها (!) - بحسب كتاب «دولة قطر المتقلبة» للخبير الاقتصادى اللبنانى، مروان إسكندر.

«ضفدعة أرادت أن تكون بقرة،  وقطعة حلوى ترى فى نفسها إمبراطورية، قطر القزم الذى يمتلك شهية غول»، كما وصفها الصحفيان الفرنسيان الشهيران المتخصصان فى شئون الشرق الأوسط: كريستيان شينو وجورج مالبرونو  فى كتابهما «قطر أسرار الخزينة» الذى صدر فى باريس عن دار «ميشيل لافون».
الإمارة الصغيرة التى يوازى حجمها إحدى ضواحى القاهرة «11.521 كيلومترًا مربعًا»، ولا يتجاوز عدد سكانها مليونى ونصف المليون نسمة -كثير منهم من المجنسين- ولا يتخطى عمرها السياسى 46 عاماً، أرادت أن تناطح الكبار عبر دبلوماسية الشيكات التى أسس لها حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى السابق.
الصحفى «شينو» قال لإذاعة مونت كارلو فى مقابلة تليفزيونية عام 2013: إن حمد يظن أن العالم كله «سوبر ماركت» يمكن الشراء منه أو بالأحرى شراؤه! كاشفًا عن عرض قدمته قطر لسيرجى لافروف وزير خارجية الكرملين لشراء الفيتو الروسى الذى استخدم لنقض إدانة سوريا. يومها قال حمد للافروف: كم تأخذ وترفع قرار الفيتو خاصتك!
قائمة المطالب الـ13 التى وضعت الدول الأربعة «مصر، السعودية، الإمارات، البحرين» تنفيذها شرطًا لإعادة العلاقات مع قطر رفضت للمرة الثانية، لم يحترم الدور الكويتى الوسيط، والذى بات مطالبًا أمام الجميع أن يتخلى عن الحياد ويختار إما إلى جنة وإما إلى نار.
رفض المطالب العربية لحصار الإرهاب لم يكن مفاجأة، فالدوحة لا تستطيع تحمل التكلفة!
سيناريوهات الضغط على قطر عديدة وربما يتم تصعيدها فى الأيام المقبلة، ما بين استبعاد قطر من الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجى، وبين الدعوة لإدانة دولية عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مع استمرار الحصار الاقتصادى والسياسى، وغلق المجال الجوى والبرى.. كل الاحتمالات مطروحة!
لكن يبدو أنها ليست حاسمة بما يرغم الدوحة على التخلى عن أحلامها التى تحقق الجماعات المتطرفة بعضًا منها، خصوصًا مع وجود لاعبين آخرين يدافعون عن مصالحهم فى ملعب تميم بن حمد!
بينما الدب الروسى يطالع المشهد متأهبًا، كانت تركيا قد وفرت غطاءً غذائيًا، وأغرقت بعد 12 ساعة من بدء المقاطعة السوق القطرية، بثلاثة أضعاف قيمة الصادرات التركية فى المستوى الطبيعى بقيمة 32.5 مليون دولار خلال الشهر المنصرم- بحسب  وزير الجمارك والتجارة التركى، بولنت توفنكجى - أنقرة تحركت عسكريًا أيضًا بأن أرسلت الدفعة الثالثة من الجنود لقاعدتها العسكرية فى قطر!
فى المقابل هناك لاعبون آخرون قد تدفع بهم الأيام المقبلة للظهور بجانب قطر، فى مقدمتهم إيران التى غازلها وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثان بتصريحه عن رغبة قطر فى بناء علاقات بناءة معها!
طهران أقامت جسرًا جويًا يربط طهران بالدوحة، لإمدادها بالمساعدات- وفقًا للمتحدث باسم الخطوط الجوية الإيرانية- وخصصت ميناء «بوشهر» ليكون مركزًا تجاريًا بين طهران والدوحة.
الرئيس الأمريكى ترامب لايزال يحافظ على شعرة معاوية، بينما دعم مطالب الدول الأربعة، وأكد على مكافحة الإرهاب، قابل الرفض القطرى للمطالب بالدعوة إلى المزيد من الحوار!
المال القطرى لايزال يعبث فى نيويورك، ظهر ذلك جليًا فى واقعة قيام إدارة المبنى الأشهر فى المدينة الصاخبة «إمباير ستيت» بإنارته بألوان العلم القطرى بعد استحواذ صندوق الثروة القطرى على حصة %9.9 من الشركة المالكة للمبنى مقابل 622 مليون دولار!
وهو ما استغله إعلام الدوحة للترويج كذبًا بأن هذه الخطوة جاءت تضامنًا ضد المقاطعة!
تبدو قطر ظاهريًا متماسكة، تعرف طريقها، لكن الأمر ليس بهذه الصورة، فالإمارة الصغيرة هشة من الداخل  حيث لا مؤسسات راسخة ولا مبادئ دستورية ولا جيش وطني!
كان الشيخ خليفة بن حمد آل ثان- حاكم قطر حينها- يستمتع بإجازة استجمام فى عاصمة المال والجمال جنيف، بعد أن أجرى بعض الفحوص الطبية الروتينية، تاركًا لنجله حمد- نائب الأمير آنذاك- مهمة إدارة شئون الإمارة.
لم يكن يتخيل الشيخ خليفة الذى تولى الحكم عام 1972 بانقلاب عسكرى على ابن عمه أحمد بن على - أول حاكم لقطر بعد الاستقلال - أن يجرعه القدر نفس الكأس بعد 23 عامًا!
هاتف يحمل نذير الموت السياسى. يخبره الطرف الآخر للمكالمة بانقلاب ابنه «حمد» ذو الثلاثة والأربعين عامًا عليه، وسيطرته على مقاليد الحكم.
وقع الخبر كالصاعقة على الأمير العجوز، حاول الاستنجاد بحلفائه القدامى، لكن حمد كان قد أعد كل شيء.
لم يكن يملك خليفة «الأب» سوى الدموع وثروة قدرت حينها بما يقارب 5.5 مليار دولار نقدًا، واستثمارات قطرية فى جميع أنحاء العالم سجلها باسمه الشخصى ليترك قطر خاوية على عروشها للأمير الجديد.
فى فبراير 1996 خطط الأمير المعزول والذى كان يتنقل فى منفاه بين أبوظبى ولندن وفرنسا، بعد أن منعه حمد من العودة لموطنه لاستعادة عرشه مرة أخرى عبر انقلاب حاول تنفيذه بمعاونة ابن أخيه حمد بن خليفة- قائد الشرطة السابق- مصحوبة بعدد من أفراد قبيلة آل مرة ومرتزقة من الدروز.
إلا أن الانقلاب المضاد فشل قبل أن يبدأ، بعد أن كشف أحد أبناء آل مرة الخطة للأمير حمد مفضلًا الانضمام للحكم الجديد!
حُكم حينها على نصف قبيلة آل مرة بأحكام ما بين السجن والإقامة الجبرية، فيما تم نفى النصف الآخر للسعودية- التقى بهم مؤخرًا ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان- وحكم بالإعدام على «حمد» - عقل الانقلاب المضاد- قبل أن يطلق سراحه عام 2003!
عام 2013  قرر حمد بن خليفة الأمير المنقلب على أبيه أن يفوت الفرصة على القدر، مكتفيًا بسنوات حكمه، ومتخليًا لنجله تميم عن الحكم فى مشهد صاحبه كثير من اللغط حول ضغوط مورست على «حمد»!
3 انقلابات و 3مرات تخلى عن الحكم فى 46 عامًا عمر إمارة قطر.. إحصائية كارثية فى عرف الدول، وقصة قد تكون ملهمة أيضا.
 مجلس العائلة الحاكمة
تنص المادة السابعة من القانون الحاكم  فى قطر على أن: ينشأ بقرار من الأمير (مجلس العائلة الحاكمة)، يرأسه الأمير، ويعين أعضاؤه من العائلة الحاكمة، ويكون من بينهم ولى العهد، ويعقد المجلس جلساته بدعوة الأمير. ولا يكون انعقاد المجلس صحيحاً إلا بحضور أغلبية الأعضاء بمن فيهم الرئيس - بحسب الموقع الرسمى للمجلس الأعلى للقضاء القطرى -
فى عام 1997 صدر قرار أميرى من الأمير السابق حمد بتشكيل مجلس العائلة الحاكمة المسئول بالشورى عن اختيار أمير قطر من 12 فردًا يمثلون أفرع العائلة المختلفة، من بينهم والد زوجة الأمير تميم حمد بن سحيم وزير الدولة،  وعبدالله بن خالد آل ثان ووزير الداخلية السابق المقرّب من الكويتى خــالــد الشيخ العقل المدبر لهجمات سبتمبر 2001 - الذى تم وضعه مؤخرا على لائحة الإرهاب التى وقعتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
أصدر الأمير السابق حمد تعديلًا عام 2003 على تشكيله حيث تم استبدال اثنين من مجلس  أعضاء العائلة الحاكمة، منهم الشيخ عبدالله بن خالد وتعيين أمين عام جديد له.
اللافت للنظر أن مجلس العائلة الحاكمة لم يضم أيًا من أبناء «حمد» الكبار من ابنة عمه الشيخة مريم آل ثان.
فهد الضابط السابق الذى اشتهر عنه التدين والزهد مؤخرًا، ومشعل الذى اعتقل لسنوات طويلة على خلفية وقوفه ضد انقلاب أبيه على جده، واشتراكه فى المحاولة لإعادة جده للحكم.
عائلة آل ثان يتلقى أفرادها رواتب منتظمة منذ منتصف عام 2000 - بحسب الصحفيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو-  الحد الأدنى لها 1000 ريال قطرى شهريا منذ تاريخ الولادة وعند بلوغ سن العاشرة، ترتفع المعونة الشهرية لتصل إلى 6000 ريال فى حدها الأدنى، ثم ترتفع مرة أخرى إلى 20000 ريال فى سن الثامنة عشرة.
النظام القطرى وأميره لم يفته فى سبيل تثبيت كرسيه أن يصرف معونة زواج يمنح فيها المتزوج 15000 ريال إضافية. فى حالة زواجه من عائلة آل ثان،  يحصل على معونة زواج قد تصل إلى 40 ألف ريال، هذه المعونة يتم إيقافها فى حالة الزواج بفتاة غير خليجية، كما يتم إيقاف المعونة المخصصة للأطفال المولودين من هذا الزواج فى حال الزواج بأجنبية. بجانب معونات البطالة هناك معونة «مصيف» يتم صرفها كل عام للسفر والاستمتاع بإحدى الجزر العالمية، مخصصة لعائلة حمد بن خليفة الحاكمة، قد تصل إلى بضعة ملايين دولار.
هذا النظام الذى يجيد شراء كل شيء لا يعرف أن من يهدأ بالمال، يغضب بالطمع!
 المجتمع القطرى
فى قطر الهوية هى القبيلة وليست الدولة، لا يمكن ملاحظة سكان أصليين لهذه الإمارة الصغيرة، آل ثان العائلة الحاكمة نفسها تعود جذورها إلى السعودية، خارطة قطر السكانية تحتلها 3 فئات:
الحوالة: وهم إسلاميون سنيون قدموا من السعودية والجزيرة العربية.
والبحارنة وهم أقلية مسلمة شيعية، إما عرب قادمون من البحرين والسعودية، وإما عجم قادمون من إيران.
وأخيرا تأتى فئة «البدون» وهم مواطنون من الدرجة الثانية، مهمشون اجتماعيًا، يعيشون فى قطر من دون جنسية، ولا حقوق، يطالبون بمنحهم الجنسية القطرية ويواجهون بالتجاهل!
فى الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يحرص الأمير على الاحتفال بالعيد الوطنى لقطر، بمشاركة القبائل وسط أهازيج وأغانٍ خليجية  تكفل تجمع أبناء القبائل ذوى الأصول المختلفة على هوية موحدة- خليجية- فى ظل عدم وجود هوية قطرية، وتحتفظ للأمير بتجديد البيعة ضمنيًا فى شوارع الدوحة.
  قطر على الأرض
الباحث الأمريكى ببرنامج الشرق الأوسط «بيرى كاماك» كتب فى مقال نشر له على موقع  « WarOnTheRocks » :
«الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو إرغام قطر على تقديم تنازلات كبيرة»
يبقى فى المعادلة القطرية خياران لحلها:
الأول هو التدخل العسكرى وهو خيار بعيد نظرًا لكلفته العالية على الأقل سياسيًا لكنه يبقى ممكنًا!
الخيار الآخر هو الإطاحة بالأمير الحالى تميم وإزاحته عبر انتقال ناعم للسلطة وربما خشن!
وهو ما تعلق عليه العديد من الأطراف المهمومة من قطر وسياساتها آمالاً عريضة، وتتدفع له، ولم لا وهى دولة الانقلابات.
 دكة الاحتياط
الغموض الذى يحيط الديوان الأميرى بالدوحة لا ينفى أن هناك حركًات قد بدأ، وأن هناك لاعبين على دكة الاحتياط  يتوقون لانتزاع فرصتهم فى الوقت المناسب.
بيان التبرؤ والاعتذار عن الإساءة  للسعودية وشعبها الصادر من جناح أسرة الشيخ أحمد بن على آل ثان، أول حاكم لقطر بعد إعلان الاستقلال، تضمن تأكيدًا على رفض العائلة لمواقف تميم، وسياساته تجاه دول الخليج.
الشيخ سعود بن ناصر آل ثان أصدر أيضًا بيان اعتذار للدول المقاطعة واصفًا سياسات الديوان الأميرى القطرى بأنها تستهدف شق وحدة الصف العربى.
قبل أن تعلن شقيقته نجود آل ثان- عبر حساب نسب إلى شقيقها على تويتر- اعتقاله من قبل السلطات القطرية، وتأسيس ائتلاف للمعارضة القطرية بجنيف.
الموقع الفرنسى «قطر إنفوز» المتخصص فى التعريف بقطر فى فرنسا وأوروبا- بحسب تعريفه لنفسه-  قال: إن غياب الأمير القطرى تميم عن الأنظار منذ ما يزيد على أسبوع بعد زيارته للمتحف الوطنى بالدوحة بصحبة شقيقته الشيخة مياسة - وهو آخر ظهور للأمير-  زاد من ارتفاع التوتر فى الدوحة- بحسب الموقع-  فى ظل انتشار عناصر من الحرس الأميرى.
أحد الخبراء الأجانب الذين تعاملوا عن قرب مع عائلة أمير قطر قال لو وصلت موجة الربيع العربى يوماً ما إلى قطر، فإنها ستكون فى قلب العائلة المالكة القطرية نفسها، بين الجناح المحافظ والجناح المتحرر والمنفتح على العالم فيها»!
 الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى
رئيس الوزراء السابق الرجل القوى والصندوق الأسود للأمير المتنحى «حمد» وذراعه اليمنى الذى ينتمى إلى الفرع المحافظ من العائلة الحاكمة. الصراع بينه وبين الأمير الشاب ووالدته الشيخة موزة اللذين ينتميان إلى التيار المتحرر طفا إلى السطح، خاصة بعد إعفائه من مناصبه وإبعاده إلى الولايات المتحدة الأمريكية لصالح رجال الأمير الشاب،  وهو لن يفوت فرصة تعود به وتكفل له الحفاظ على إمبراطوريته الاقتصادية.
ووفقًا للمجلة الأمريكية «فورين بوليسى»: فإن اللجوء مجددًا إلى بن جاسم، يعنى هزيمة للشيخة موزة وأبنائها وانتصارًا لجيل المسنين على حساب جيل كأس العالم!
 الشيخ جاسم بن حمد آل ثانى
ولى العهد السابق الذى تنازل عنها لأخيه الشقيق الأصغر تميم عام 2003  فى قرار اعتراه الغموض حينها.  هو الابن الثالث للأمير السابق حمد، والأول من زوجته الشيخة موزة المسند.
 من مواليد عام  1978، تخرج فى كلية ساند هيرست العسكرية عام 1996، وعمل ضابطًا فى القوات القطرية المسلحة، وتولى رئاسة المخابرات القطرية ثم نصب وليًا للعهد عام 1996.. يحظى جاسم بشعبية كبيرة فى قطر ويتم تلقيبه بشيخ الشباب!
 الشيخ عبدالله بن حمد آل ثان
نائب أمير قطر الحالى وليس ولى عهده كما يخطئ البعض، لأن الأمير تميم رفض تسمية ولى للعهد خوفًا من الانقلاب عليه، فضل تعيين نائب للأمير بلا صلاحيات حقيقية وفقا للدستور القطري!
خاصة أن نجله الوحيد الشيخ حمد لم يتخط التاسعة من عمره.
عبدالله هو النجل السابع للأمير المتنحى من زوجته الثالثة الشيخة نورة بنت خالد حمد آل ثان، من مواليد 1988م حصل على بكالوريوس السياسة الدولية من جامعة جورجتاون، ورغم ثقة تميم الكبيرة به، فإن تقارير غربية أبرزت تخوف الأمير من اتصالات أجراها عبدالله مع والده مؤخرًا بعد بدء المقاطعة.
 نساء القصر
«إننا جميعا أسرى زوجاتنا» عبارة قالها الأمير المتنحى حمد لأحد أصدقائه فى حوار نقله لنا كتاب «قطر أسرار الخزينة».
يبقى صراع القصر فى يد نسائه فبانضمام الشيخة موزة بنت ناصر آل مسند إلى القصر زوجة ثانية للأمير حمد فى صفقة أراد بها خليفة الأب المعزول أن تدين له الإمارة دون نزاع، أو مشاغبة من عائلة موزة تغير كل شيء.
الكتاب الفرنسى نقل عن صديق لـ«حمد» أنه قال له فى ربيع 2012:
«إنه يرغب فى التخلى عن منصب الأمير منذ فترة طويلة، لكن الشيخة موزة كانت تقف دائمًا له وتعارضه، حتى عندما فكر- والكلام لحمد- أن يسند %80 من سلطاته لتميم رفضت موزة مجددا!
الشيخة موزة التى عملت منذ أن وطأت قدماها القصر الأميرى على تطويع كل شيء لصالحها تحدت التقاليد الخليجية المحافظة واتبعت نهجًا متحررًا بات منبوذًا بين أبناء الشعب المحافظ وحتى بين زوجات الأمير «حمد» نفسه!
«موزة» رفضت رحيل حمد حتى لا تفقد منصبها «زوجة الأمير» لتصبح «أم الأمير»، وهو دور لا يستهويها، ولا يوافق طموحاتها البعيدة..
ترى لصالح من ستعمل الشيخة «موزة» هذه المرة؟! المؤكد أنها ستعمل لصالح «موزة»!
فى طريق ذهابه وعودته من وإلى بريطانيا التى كان يدرس بها فى الأكاديمية العسكرية الملكية كان الأمير المتنحى «حمد» يواجه سؤالاً متكررًا كلما قدم جواز سفره لضباط الجمارك الأوروبيين: أين تقع قطر على الخريطة؟!
عقدة تكونت لديه جعلته مصرًا على أن يفعل أى شيء.. يهدم دولاً، يشرد شعوبًا، يقتل أبرياء فى مقابل أن يكون وجوده ووجود دولته ملحوظًا على خارطة العالم!
ولكن بعد المقاطعة هل يرى إمارته الصغيرة؟!