قالت إن حياتها الشخصية لا تشبه «لأعلى سعر» «نوال الزغبى»: «الناس العزاز» يترجم حال المجتمعات العربية

محمد عادل
«طول عمرى».. «حبيته».. «اللى اتمنيته».. «عينيك كدابين».. «روحى يا روحى».. «ياما قالوا».. وغيرها الكثير من الأغانى.. حتى نصل إلى محطة «ملعون أبوالناس العُزاز» التى اصطلح الناس على تسميتها «الناس العُزاز».
«نوال الزغبى» تثبت فى رمضان هذا العام أنها مفاجأته غير المتوقعة.. أغنيتها لمسلسل «لأعلى سعر» لـ «نيللى كريم» تحصل على أعلى نسبة استماع ومُشاهدة عبر الإنترنت، ورغم عدم إيمانها - كما صرحت لنا - بمسألة الأرقام هذه، لكنها تؤمن بتفاعل الناس الحقيقى مع الأغنية وهو ما لمسته بنفسها، لتُصبح «الناس العُزاز» إحدى أهم الأغانى الاجتماعية فى الفترة الأخيرة، وليس فقط مجرد تيتر كأى تيتر مسلسل رمضانى.
فى النهاية كسبت «نوال الزغبى» الرَهان بالتدقيق فى اختياراتها، خاصةً وهى تُنافس نجمات أُخريات على غناء تيترات مسلسلات رمضان هذا العام مثل «شيرين» فى «حلاوة الدنيا».. «أصالة» فى «لا تطفئ الشمس».. و«سميرة سعيد» فى «أرض جو».
«نوال» تؤمن عبر اتصالنا الهاتفى معها فى لبنان، أنه ليس لصوتها أو لكلمات «د. مدحت العدل» أو ألحان «عمرو مصطفى» الفضل وحده فقط فى نجاح «الناس العُزاز»، بل أيضاً كان للإحساس عامل كبير ومهم، وهو الذى استطاع أن يصل بالأغنية فى أفضل صورة للجمهور المصرى والعربى.
الآراء جمعت بين محبين للأغنية وبين صدمتهم من جملة «ملعون أبو الناس العُزاز».. تعليقك؟
- الجملة جريئة.. لا يوجد إنسان لديه شخص عزيز على قلبه إلا وستجده قد طعنه أو خانه أو قام بشىء ما سيئ له..وبالتالى مثل تلك الجمل تؤثر فيه لأنها ببساطة تعبر عن الأحاسيس التى يشعر ويمر بها أى إنسان.. الأغنية متكاملة بكلمات الكاتب الكبير «د.مدحت العدل» وألحان «عمرو مصطفى»، ولا أنسى أننى عندما سمعتها أول مرة بكيت بشدة.
بصراحة هل تؤمنين بـ «ملعون أبوالناس العُزاز» أم العكس؟ ولماذا؟
- الأغنية لا تلمسنى بشكل شخصى، لكن من الممكن أن تزعجنى، وتزعج أكثر الناس الذين قد مروا بمثل تلك الحالات الصعبة التى تعبر عنها الأغنية، فهى ترجمة لحياة الناس الآن.
هل يمكن اعتبار نجاح أغنيتك تعبيراً عما وصل إليه حال المجتمعات العربية من تخوين وقطيعة وغيره سواء على المستويين الاجتماعى أو السياسى؟
- بالتأكيد! .. هى ببساطة تعبر عن كثير من الناس كما قلت لك، ولهذا أصبحت شهيرة، وهو ما أسعدنى كثيراً.
قمتِ بغناء تيتر مسلسل «كراميل» لـ «ظافر العابدين» وتيتر «لأعلى سعر» بنفس العام.. الأغنية التى نجحت أكثر كانت «لأعلى سعر»، وهى اجتماعية بالأساس على عكس «كراميل» العاطفية.. ألا يعتبر هذا إنذارًا لكِ بأنه ينبغى التوجه لنوعية أخرى من الأغانى بخلاف الأغانى العاطفية التى تتميزين بها؟
- «كراميل» تضعك فى «مود حلو» وقد ترقص عليها.. أما «الناس العُزاز» فهى أغنية عميقة، تعبر عن المجتمع والمشاعر.. وبالتأكيد أى فنان طوال مسيرته الفنية قد ينتبه لأشياء مختلفة فى كل مرة، وأتمنى أن يكون لدىَّ أغنية اجتماعية فى كل عام سواء فى شهر رمضان المُعظم أو غيره، ولهذا أتمنى أن يكتب الشعراء مثل تلك الأغانى على شرط أن تكون كلماتها جميلة ومعبرة.. أنا شخصياً أُحب العُمق فى الكلام أو اللحن، وأحمد الله أنه لا يوجد أحد قد قال عن أى أغنية لى أنها دون المستوى أو لا تتمتع بمواصفات جيدة، وما ساعدنى على هذا خبرتى ونضجى الفنى.
هل كنتِ تعلمين بموضوع مسلسل «لأعلى سعر» قبل غنائك للتيتر خاصةً وهو ينتصر للمرأة وقضية طلاقها وحضانة ابنتها وهو ما قد يلمح له البعض بكونه قد يتلامس مع قصة طلاقك من زوجك السابق «إيلى ديب» وحياتك الشخصية؟
- لم يكُن عندى أى علم بقصة المسلسل قبل الشروع فى غناء التيتر الخاص به.. فقط قالوا لى أنه من بطولة النجمة «نيللى كريم»، وهى فنانة تختار أعمالها بدقة، كذلك الموضوع قد أتى لى من شركة «العدل جروب»، والجميع يتمنى العمل معهم، وفور أن سمعت الأغنية وافقت على الفور، وسعيدة للغاية بنجاحها الكبير الآن.. بصراحة لم أسمع مثل هذا الكلام، وأوقات قد يفسر الجمهور الأمور تعاطفاً مع الفنان، وأنا قد أخذت حضانة أولادى على العكس من «جميلة» فى «لأعلى سعر» التى فقدت حضانة ابنتها.. ولو سمعت مثل هذا الحديث لن يزعجنى على الإطلاق لأن كل شخص يحب أن يتخيل أشياء غير صحيحة.
ما يؤكد سؤالنا السابق ما أشار إليه الملحن «عمرو مصطفى» الذى لحن الأغنية على إذاعة نجوم FM بتاريخ 9 يونيو، حيث قال: «الناس العُزاز أعتبرها الأنجح فى مصر، ونوال من أكثر الفنانات اللاتى يستطعن ترجمة الحالة اللحنية لأنها عاشت هذه التجربة».. ألا ترين هذا يعزز ما قلناه عن تشابه تجربتك الشخصية مع قصة المسلسل؟
- «عمرو مصطفى» كان يقصد أننى من أكثر الفنانات اللاتى أستطيع إيصال الأغنية للجمهور، خاصةً إذا مررت بتجارب ومشكلات تلامس شعورى وأحاسيسى.. أنا مثلى مثل أى شخص آخر يمر بمشكلات، ولكن بسبب الشهُرة والأضواء يتم التركيز على مشكلات وأمور خاصة قد تزعجنى .. وبعيداً عن أى شيء فالأغنية ناجحة وقد صدقها الجمهور بصوتى.
قلتِ فى تصريح سابق لكِ مع الإعلامى «نيشان» أنكِ إذا تعرضتِ للعنف المنزلى فإنك سترحلين فوراً، لكنكِ لن تصرحى عن تعرضك للعنف.. ألا ترين هذا عكس ما ينادى به «لأعلى سعر» من ضرورة أن تواجه المرأة أى عنف أو خيانة بل تصرح وتجاهر بها وتواجهها حتى تحصل على حقوقها؟
- لا يوجد أى تناقض!.. كل امرأة تتعرض للعنف تشعر بتأثيره على كل شيء فى حياتها حتى على وضع أولادها.. وفى لبنان لدينا مشكلات عنف منزلى كثيرة وتكون ضحيتها المرأة، والمرأة فى مثل تلك الأوضاع الخطيرة يجب أن تترك البيت فوراً، فالرحيل هو المواجهة برأيى، فمثلاً أنا أخذت حقوقى وأولادى، وهذه مواجهة.. وحينما أقول للمرأة التى تتعرض للعُنف أنها يجب أن تهرب من العنف والذل ليس معناه أن تعيش فى انزواء.
ألم يزعجك التفكير فى أسماء مطربات أخريات لغناء «ملعون أبوالناس العُزاز» قبلك، وحسمها فى النهاية «عمرو مصطفى» وزوجته لتغنيها بصوتك؟.. وبرأيك لو كانت الأغنية قد غنتها نجمة أخرى غيرك هل كانت ستحقق كل هذا النجاح؟
- حينما لحن «عمرو مصطفى» أغنية «الناس العُزاز» كنت أول اسم مطروح لغناء الأغنية، وكان هناك فنانات آخريات مُرشحات لغناء تيتر «لأعلى سعر»، لكن «الناس العُزاز» لم تكُن قد قُدِمَت لهن.. وما أستطيع أن أقوله أن إحساسى قد وصل للجمهور، فالصوت فقط ليس هو العامل الوحيد لنجاح الأغنية، فقد تكون مطربة أخرى لديها صوت جبار لكن إحساسها لا يصل للجمهور.. والإحساس من أهم العوامل فى نجاح «الناس العُزاز».. ولا أستطيع أن أقول لك أننى أحسن وأهم مطربة لأن هناك مُطربات أُخريات أنام وأستيقظ على أصواتهن لأنى أحبهن مثل «شيرين» و«سميرة سعيد».
كان آخر تعاون بينك وبين الملحن «عمرو مصطفى» فى عام 2005.. لماذا لم تتعاونا بعدها طوال هذه المدة حتى عام 2017؟!
- «عمرو مصطفى» صديق عزيز جداً، وأول ما أسمع اسمه أنبسط.. وللأسف هو الذى توقف لفترة لأنه كان يرغب فى التلحين لنفسه أكثر مما يلحن لمطربين آخرين، ثم فى عام 2011 اندلعت الثورة فى مصر، وأصبحت مصر قضيته، وكلمته كثيراً فى تلك الفترة، لكنه لم يكُن يرغب فى التلحين.. وبرأيى كل فترة «عمرو» يعود بقوة .. مرة بـ «بُشرة خير» أو «الناس العُزاز» أو غيرهما.. وسأقابله فى نهاية هذا الشهر لأن لدى حفلة فى «شرم الشيخ»، وهناك أغان جديدة نحضرها مع بعض بالفعل.
صوت «نوال الزغبى» غير مستهلك بتيترات المسلسلات.. هل نعتبر «ملعون أبوالناس العُزاز» شارة انطلاقك لغناء تيترات مسلسلات قادمة؟
- «الناس العُزاز» و«كراميل» هما اللى اختارونى مش العكس.. وقد وافقت على غناء الأغنيتين لأنى كنت مقتنعة بهما.. لكنى لا أحب أن أغنى تيتر يكون مثل «عابر السبيل».. لازم تكون الأغنية على مستوى عالى، فأنا مزاجية، وليس من الضرورى أن تشبهنى الأغنية فى الحياة لكن من المهم أن تكون قريبة لقلبى .
شخصية «نبيل الحلفاوى» فى «لأعلى سعر» هى لفنان يؤمن بالغناء والطرب الأصيل القديم، بل إنه مكتشف للمطربات والمواهب الغنائية.. ألم تكُن تلك فرصة برأيك لتقتحمى عالم التمثيل وتجسدين شخصية مطربة فى المسلسل وهى بالتأكيد ستكون قريبة من شخصيتك الحقيقية؟
- لا لا.. مش عايزة أمثل.. أنا فضيحة فى التمثيل، لهذا لا أجدنى فى التمثيل أبداً.. وتمثيلى فى بعض الفيديو كليبات برأيى مجرد «مود لطيف» بس مش تمثيل.. وحتى لو أتى لى مسلسل غنائى أو استعراضى سأرفض.. أنا عارفة نفسى.. وأنا أحب الأدوار الجريئة لكن ليس لدى الموهبة على الإطلاق.
لكنكِ صرحتِ مسبقاً بأنك قد تقومين بالتمثيل إذا كان مع «تيم حسن» و«أحمد فهمى» و«ظافر العابدين».. لماذا هذه الأسماء تحديداً؟
- لم أقُل هذا حرفياً، فما ذكرته كان تصريحا لى فى مهرجان «موازين» بالمغرب فى مايو الماضى، وكان سؤالهم فى المؤتمر الصحفى عن التمثيل والممثلين بشكل عام، وبعض الصحفيين اقترحوا أسماء مثل تلك الأسماء التى ذكرتها .. وبالتأكيد لن أرفض إذا كان أمامى «تيم حسن» أو «أحمد فهمى» أو «ظافر العابدين»، لكن وقت الجد هسيب التمثيل وهركز معاهم!
أغنيتك «الناس العُزاز» الأكثر استماعاً محققة أكثر من مليون مشاهدة.. جاء فى المركز الثانى تيتر مسلسل «حلاوة الدنيا» لـ «شيرين» وحققت أكثر من 940 ألف مشاهدة.. وفى المركز الثالث تيتر مسلسل «لا تطفئ الشمس» لـ «أصالة» وحققت أكثر من 835 ألف مشاهدة.. وفى المركز الأخير تيتر مسلسل «أرض جو» لـ«سميرة سعيد» وحقق أكثر من 396 ألف مشاهدة.. تعليقك؟
- الأرقام دى ولا حاجة.. لم أشعر بأى شيء حين سمعت هذه الأرقام لأنها قد تكون أرقاما مجهولة لأغانى أنا نفسى لم أسمع عنها شيئاً!.. أحب أكثر تفاعل الناس على الأغنية أكثر من مجرد أرقام على الإنترنت.
كثيراً ما تذهبين للأديرة وتقومين بتقديم النذور وخلافه، وقلتِ فى إحدى المرات: «اللى ما عنده خير بدينه ما عنده خير بشيء».. برأيك الصراع الدينى الذى تشهده المنطقة العربية أصبح شغل الناس الشاغل كيف من الممكن أن يتوقف وهناك تعصب وتحزب لدين أو لمذهب ضد دين أو مذهب آخر؟
- الأمور تتجه للأسوأ مع الأسف، ونسمع فى كل مرة عن صراعات على أمور جديدة.. والإرهاب هو العنصر الأساسى فيها، والعالم كله يشعر بالرعب.. أنا أومن بمشيئة الله، وأتمنى أن نرتاح ونعود لأيام زمان حيث الحُب كان السائد بيننا، ولم يكُن هناك حروب أو بلطجة، ولم يكُن هناك خوف بين الناس.. أتمنى.