الجمعة 21 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أزمة «قطر» المقبلة: هل يطيح أحد مشايخ «آل ثان» الكبار بحكم «تميم»؟

أزمة «قطر» المقبلة: هل يطيح أحد مشايخ «آل ثان» الكبار بحكم «تميم»؟
أزمة «قطر» المقبلة: هل يطيح أحد مشايخ «آل ثان» الكبار بحكم «تميم»؟


تقرير يكتبه: رئيس التحرير
وصلت الخلافات داخل أسرة «آل ثان» القطرية خلال اليومين الماضيين؛ إلى ذروتها.. إذ طفت «بجدية شديدة» على السطح مطالب إقصاء «تميم بن حمد» عن الحكم، وتصدرت المشهد بتفاصيله كافة.

وفيما حاول «تميم» ـــ بحسب مصادر بارزة ـــ تأمين ولايته؛ عبر الاستعانة بعدد من حلفائه الإقليميين «تركيا نموذجًا»؛ طرح عدد من أفراد «الأسرة» اقتراحا بأن يحل أحد «كبارها» محل «الفتى الطائش»، الذى وضع «قطر» فى موضع لا تُحسد عليه داخل المنطقة العربية «خصوصا داخل الخليج»، وأن يكون «البديل» شخصية تحظى بقبول «المملكة العربية السعودية».. إذ أعربت عناصر من أسرة «آل ثان» عن أن هذا الأمر يجب أن يُوضع له حل فورى وعاجل، مهما تكلف الأمر، حتى لو تطلب ذلك تغييرًا «جذريًّا» فى الدوحة(!)
وبيّنت «المصادر» نفسها أنّ مصر احتاطت جيدًا من «السيناريو العكسى» للأزمة، إذ سعت قطر ـــ مع بداية التصعيد ـــ إلى عكس دفة الأزمة مع دول «مجلس التعاون»، حتى تُصبح مصر صوتًا منفردًا.. إلا أن هذا السيناريو لم ينجح فى أى مرحلة من المراحل.. إذ لم يعد «النظام القطرى» الحالى محل ثقة كاملة من دول «مجلس التعاون» (خصوصا المملكة العربية السعودية).. خصوصًا بعد تعثر «الوساطات» (المبادرة الكويتية، نموذجًا)، فضلاً عن شروط المصالحة ذاتها.
وكشفت المصادر أنّ شروط المصالحة «العشرة» التى وضعت أمام «الدوحة»؛ لإعادتها إلى الصف الخليجي؛ قوبلت بالمماطلة من الجانب القطرى.. وأنه إلى جانب مطالب: إغلاق «شبكة قنوات الجزيرة» بشكل نهائى، وطرد قيادات «الإخوان» الهاربة، وعناصر حركة حماس، والالتزام بالقواعد الموضوعة من قبل «مجلس التعاون الخليجى» بالتعامل مع «الخطر الإيرانى» على أمن الخليج، وإيقاف دعم بعض الجماعات المقاتلة فى كل من: سوريا، واليمن، وليبيا.. كان ثمة مطالب أخرى، منها: إيقاف الدعم القطرى لجريدة «العربى الجديد» التى تصدر فى لندن.. وإيقاف الدعم الموجه لـ«القدس العربى»، وموقع «الخليج الجديد».. وإيقاف دعم النسخة العربية لـ«هافينجتون بوست».. وإقصاء «عزمى بشارة».. وإقالة رئيس تحرير «جريدة العرب» القطرية «عبدالله العذبة».. ووقف تمويل المنظمات المشبوهة داخل «الولايات المتحدة الأمريكية» (خصوصا المرتبطة منها بالإدارة الديمقراطية السابقة، و«هيلارى كلينتون» على وجه التحديد).
وأوضحت المصادر أن المطالب الخمسة الأولى؛ لاقت رفضًا قاطعًا من «النظام القطرى».. بينما وعدت «الدوحة» بدراسة المطالب «الخمسة» الأخيرة.. إذ ـــ على الأرجح ـــ فإنّ «تميم» يسعى فى الوقت الحالي؛ لأن يحاول تقديم نفسه ـــ من جديد ـــ لـ«واشنطن» بوصفه حليفًا جيدًا للولايات المتحدة؛ فى مقابل عدم القيام بأى شيء يزعج إيران، إذ إنّ معظم ثروة بلاده الغازية تقع معظمها فى حقل بحرى ضخم تشاركه إياه «طهران» أيضًا.. رغم أنّ «الدوحة» «إلى اللحظة»؛ هى الأكثر استفادة من هذا الحقل «الهيدروكربونى» من «نظام الملالى».
وبحسب مصدر دبلوماسى «نافذ»؛ فإن الموقف الخليجى الحالى يستند فى قراءته الصحيحة على ثلاثة أبعاد مختلفة: (خليجي/ خليجى)، و(مصري/ خليجى)، و(خليجي/ أمريكى).. ولكل بُعد من تلك الأبعاد انعكاساته المباشرة على «الأزمة القطرية» الراهنة، كاشفًا عن أن الارتباط بين «الموقف المصرى» تجاه قطر و«الموقف الخليجى» يحكمه تزامن الإجراءات فى المقام الأول.. إذ كانت الكلمة القوية التى ألقاها الرئيس «عبدالفتاح السيسى» أمام «قمة الرياض» الأخيرة (العربية/ الإسلامية/ الأمريكية) حول ضرورة محاسبة الدول الراعية للإرهاب؛ هى المحفز «الرئيس» لدول الخليج على التحرك الفورى تجاه الدوحة.
ولأنه بدا فى الأفق أنّ «قطر» لن تلتزم بتوصيات القمة؛ كان لا بُدَّ من اتخاذ عدد من الإجراءات التصعيدية؛ لقياس مدى تمسك أو تخلى قطر عن «أجندة دعم الإرهاب».. وعندما أحيطت «الولايات المتحدة الأمريكية» بتلك الإجراءات وعدت بعدم تدخلها فى هذا الأمر كطرف مباشر فى هذا الأمر.. وعلى هذا.. تحركت دول «مجلس التعاون الخليجى» فيما بينها؛ للعمل على عزل قطر سياسيًّا واقتصاديًّا.. وهو ما أعقبه انهيار سريع فى أسعار السندات القطرية بالبورصات العالمية.
ورغم ما كشفه المصدر حول الموقف الأمريكى بقمة الرياض؛ فإنّ الولايات المتحدة (بحسب تقارير إعلامية أمريكية) تدرس الموقف وتداعياته، فى الوقت الحالى، على مصالحها الاستراتيجية بالمنطقة.. وهو ما انعكس ـــ  بدوره ـــ على عدد من بياناتها «الرسمية» الأخيرة.. إذ بدت الولايات المتحدة وكأنها تحاول إمساك العصا من المنتصف.
وفيما أعرب كبار المسئولين فى «الإدارة الجديدة» عن تقديرهم للعلاقة الاستراتيجية مع قطر، مثل وزير الدفاع الأمريكى «جيمس ماتيس» الذى اجتمع مع «تميم»، ووزير الدفاع القطرى فى الدوحة «أبريل الماضى»، ووزير الخارجية «ريكس تيلرسون»، الذى اجتمع مع وزير خارجية قطر فى واشنطن «مايو الماضى، أيضًا». وما أعرب عنه «ترامب» نفسه، خلال لقائه و«تميم» بقمة الرياض، إذ قال: «إن علاقتنا جيدة للغاية».. فإن البعض داخل «واشنطن» ذاتها يحمل التخوفات نفسها التى تحملها دول الخليج (وعلى رأسها المملكة العربية)؛ خصوصاً فيما يتعلق بعلاقات (الدوحة/ طهران)، ودعم الأولى للتيار الراديكالى «بمختلف أشكاله، وتنظيماته».
ووفقًا لتحليلات أمريكية (سيمون هندرسون/ فورين بولسى)؛ فإنّ الموقف «العربي/ القطرى» الحالي؛ يُمثل اختبارًا حقيقيًا لـ«إدارة ترامب» الجديدة.. إذ قبل بضعة أسابيع فقط؛ قام مسئول إماراتى بارز بتهيئة الأجواء فى «قمة الرياض» لتحتل قطر مرتبة متأخرة لدى «واشنطن».. وهو ما فعلته ـــ كذلك ـــ السعودية «والإمارات، أيضًا»، فى الوقت الحالى على الساحة الدولية.. ورجحت تلك «التحليلات» أن من بين جميع الأزمات «المحتملة» فى «الشرق الأوسط»، ربما لم يتوقع مستشارو ترامب هذه الأزمة أبدًا(!)
لكن.. يبدو فى الأفق أن «الأزمة القطرية» ستواصل استعارها إلى حد بعيد، وربما تحمل «مفاجآت» أخرى كثيرة.