الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

انفلات أخلاقى غير مسبوق فى تاريخ الإعلام

انفلات أخلاقى غير مسبوق فى تاريخ الإعلام
انفلات أخلاقى غير مسبوق فى تاريخ الإعلام


 
هل وصل التجاوز الإعلامى إلى حد التلفظ بألفاظ بذيئة لا تخدش فقط الحياء العام، وإنما تعد من جرائم السب والقذف والتى يعاقب عليها القانون؟! هل وصلت الحال بإعلامنا المصرى إلى ما وصلت إليه.. وصلات ردح، تصفية حسابات، شماتة، تلاسن بالألفاظ، حرب أخلاقية وكله على الهواء مباشرة ليصل إلى الناس دون فلترة ليكشفوا الوجه الوجه المزيف للإعلام المصرى وتحديداً الخاص الذى كسر كل القواعد الأخلاقية والمهنية.
 
هؤلاء المتأعلمون لم يعد همهم فى الدنيا سوى جمع المال حتى لو كان مغسولاً وغير شريف، اللافت أن الإعلام الآن لم يعد متحكماً فيه أخلاقيات المهنة، وإنما أصبح المتحكم فيه هو الإعلان، فصاحب السلعة أيا كانت يفرض شروطه على القناة بما يحقق الرواج لسلعته.
 

 
فى تقريرها الذى صدر بمناسبة الدعاية الإعلامية للانتخابات الرئاسية فى جولة الإعادة رصدت لجنة المتابعة وتقييم الأداء الإعلامى برئاسة د. «صفوت العالم» أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضوية كل من المخرجة «إنعام محمد على» والإعلاميين «فهمى عمر»، «محمود سلطان»، «فاطمة فؤاد» التجاوزات الأخلاقية والمهنية لمعظم مذيعى القنوات الخاصة.
 
انتقدت اللجنة التحيز الواضح والمبالغة وعدم المهنية فى أداء بعض مقدمى البرامج مثل بعض القنوات مثل قناة «دريم» التى ظهر تحيزها الواضح ضد جماعة الإخوان المسلمين والتحيز السافر لـ«توفيق عكاشة» لـ«أحمد شفيق».
 

 
انتقاد اللجنة وصل أيضا إلى «محمود سعد» من خلال تعقيبه على نتائج انتخابات الجولة الأولى فى برنامجه «آخر النهار» فى 29 مايو 2012 واتهامه للفريق «أحمد شفيق» بالرشوة الانتخابية لاستقطاب بعض الفئات واختتم «سعد» تعقيبه بأن «مرسى» يمثل الثورة مما يشير إلى دعمه ضمنياً، وفى حوار «محمود سعد» فى نفس البرنامج يوم 16 يونيو 2012 مع «محمد البلتاجى» أشار «البلتاجى» إلى أن «شفيق» لا يمكن أن ينجح فى انتخابات نزيهة وأن أجهزة الدولة المختلفة تقف وراءه وتدعمه فإذا بـ«محمود سعد» يؤكد على كلام الضيف ويقول: «أنا أسلم أن أجهزة الدولة المختلفة ساندت ودعمت «شفيق» فى الانتخابات».
 

 
فى القناة الفضائية المصرية استضاف برنامج «نادى العاصمة» «خالد يوسف» و«إلهام شاهين» حيث هاجم «يوسف» المرشحين «مرسى» و«شفيق» واتسم هجومه على المرشحين بالحدة والمبالغة مؤكداً أن «مرسى» يتحدث عن الحرب مع إسرائيل وأن التيار الدينى يتحكم فى اختيار وأن مصر دولة مدنية ولا يمكن أن تكون دولة دينية.
 
بينما تحدثت «إلهام شاهين» وركزت كلامها حول حصول ابنى «مرسى» على الجنسية الأمريكية فكيف يكون موقفهما إذا تطلب منهما المشاركة فى الدفاع عن مصر فى حال قيام حرب؟! وأيدت بشكل واضح وصريح «أحمد شفيق» موجهة دعايتها المضادة للإخوان المسلمين ومرشحهم.
 
وتشير اللجنة إلى أن بعض القنوات الفضائية تعمدت إثارة المخاوف عند الناخبين من كلا المرشحين وبث الفزع فى نفوسهم للتأثير على اتجاهات التصويت.. ففى برنامجه «مصر اليوم» أكد «توفيق عكاشة» أن مصر سيتم تقسيمها فى حالة حكم مرشح الإخوان للرئاسة إلى 4 دول منفصلة، واحدة للنوبة والثانية لسيناء والثالثة للأقباط والرابعة للمسلمين.

 
 
«توفيق عكاشة» الذى وصلت به الحال إلى أن ينطق لفظ «أولاد الـ....» على الهواء مباشرة ناعتاً بها جماعة الإخوان المسلمين فى برنامجه «انتخابات الرئاسة المصرية» عندما قام بحث الناخبين للذهاب إلى لجان الانتخابات مؤكداً لهم أن «نار جهنم» شفيق الذى ظل يؤيده على مدى شهرين أرحم من جنة الإخوان، واختتم عكاشة حديثه بوصف الإخوان بأنهم «أولاد ....!!» كان ذلك يوم الأحد 17 يونيو 2012 فى نفس اليوم استمر «عكاشة» فى سب الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة حيث وصف النخبة «بالحمير» والمثقفين «بالبهائم» وهى أوصاف لا تصلح ولا تليق - كما جاء بتقرير اللجنة - أن ينطق بها مذيع على الهواء يخاطب جموع الناس داخل بيوتهم، وفى وسيلة إعلامية مما يهبط بمستوى الخطاب الإعلامى، «عكاشة» استمر فى استخدام وتكرار أسلوبه المعيب - كما وصفته اللجنة - وغير اللائق فى توجيه الدعاية المضادة للمرشح «محمد مرسى» فى برنامجه «مصر اليوم» متجاوزاً منطقة الصمت الإعلامى يوم 15 يونيو 2012 مستخدماً العديد من الألفاظ المعيبة «إنت ياجحش»، «إنت ياحمار»، «ياشوية بقر»، «ياناور»، «الفيل أبوشنب» - ويقصد - «محمد مرسى» وهو اللفظ الذى أطلقه من قبل على أمير قطر، «توفيق عكاشة» وصل من حد المبالغة فى برنامجه «مصر اليوم» بوصف جماعة الإخوان بالأوصاف التالية - كما جاء بالتقرير - «مستوردى الفتنة»، «مؤيدى الفسق»، «شياطين الأرض»، «عبدة السلطة»، «الخطة الإخوانية للسيطرة على الحكم»، «بوق الخوارج»، «تجار الدين»، «أتباع مسيلمة الكذاب»، «يانصابين»، ثم يقول أبونا الشيخ «محمد أبومرسى» ربنا يشفيه مستعرضاً حالته المرضية ثم ينعتهم بـ«أتباع بروتوكولات حسن البنا» وكأن «حسن البنا» صهيون وكذلك «إدارة الصهيونية العالمية من 1948».
 
وقد أكدت اللجنة رفضها التام لتلك الألفاظ المعيبة وتلك الأوصاف التى تهبط بالذوق العام وتمثل جريمة تنطوى على السب والقذف بشكل يتسم بالعلانية، من ناحية أخرى رفضت اللجنة ما تعمده برنامج «مصر الجديدة» من تقديم «معتز الدمرداش» بقناة الحياة 2 يوم الاثنين 11 يونيو 2012 من إذاعة رسالة وتقرير إخبارى يتضمن العديد من النكت والمضامين التى تسخر وتستهزئ من المرشحين «مرسى»، و«شفيق» التى تبث على المواقع الإلكترونية مما يتنافى مع القواعد الخاصة بالتغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية، كما اعترضت اللجنة على قناة «ON.TV» عندما عرضت فى أحد برامجها العديد من الصور للمرشحين والتعليق عليها بشكل يتسم بالسخرية والاستهزاء، وتقول اللجنة فى تقريرها: وفى هذا السياق تم بعرض إطار سيارة «إستبن» تشبيها للمرشح «محمد مرسى» المرشح الاحتياطى لجماعة الإخوان المسلمين، كما رفضت اللجنة استمرار البرنامج فى توجيه التعليقات الساخرة غير اللائقة إلى كل من المرشحين على أنهما الاثنان لا يصلحان لمنصب الرئيس فى إطار الدعوة الضمنية للناخبين لمقاطعة الانتخابات، وجهت اللجنة ملحوظة إلى برنامج «الشارع السياسى» بقناة مصر25 الذى أذيع يوم الأحد 10يونيو 2012 عندما أذاع لقطة مصورة لمجموعة من الشباب تحمل لافتة مكتوباً عليها «عزيزى البلوڤر..جيم أوڤر» فى إشارة ضمنية ساخرة ضد المرشح «أحمد شفيق» وتستهزئ من البلوڤر الذى تميز به وسط كبار المسئولين، وفى المقابل قدم البرنامج صورة للمرشح «محمد مرسى» وسط المواطنين وعقب مقدم البرنامج «نورالدين عبدالحفيظ» على الصورة قائلا: «مرسى» دائما وسط الجماهير فى إطار تدعيم الموقف الانتخابى لمرشحهم.
 
وفى برنامج «مصر تنتخب الرئيس» يوم الاثنين 14يونيو2012 على قناة «CBC» أكد د. «معتز عبدالفتاح» أن تداعيات الحكم على الرئيس المخلوع «حسنى مبارك» سوف تصب بلا شك فى صالح مرشح الإخوان المسلمين «محمد مرسى» والذى أصبح - كما قال- فى حكم المؤكد أنه سيكون الرئيس القادم وهو الأمر الذى قد يمثل خروجا عن الحياد - كما تقول اللجنة- وتوجيه الرأى العام والتأثير على اتجاهات التصويت للناخبين.
 
كما اعترضت اللجنة على بعض الفتاوى التى أطلقها العديد من الدعاة فى برامج تليفزيونية ومؤتمرات بثتها القنوات على الهواء مثلما حدث فى مؤتمر دعم «محمد مرسى» بالإسكندرية» عندما أفتى صراحة الشيخ «ياسر البرهامى» نائب رئيس الدعوة السلفية بأن التصويت لـ «شفيق» حرام شرعا وأن دعم «مرسى» يعد تمكينا لدين الله، وأيضا تأييد الشيخ «صفوت حجازى» علانية وعلى الهواء لنفس المرشح رافضا ترشيح «شفيق» باعتباره من النظام القديم وكان ضد الثورة والثوار.
 
سلاح الشائعات كان هو الأبرز فى الملاحظات التى رصدتها اللجنة مؤكدة أنها لعبت دورا كبيرا فى الدعاية المضادة بين مؤيدى ومعارضى المرشحين من خلال إسناد وقائع غير دقيقة تمس سمعة ومكانة والحالة الصحية للمرشح الآخر، منها: شائعة تم إعلانها تفيد وصول «أحمد شفيق» إلى مستشفى عين شمس التخصصى وهو فى غيبوبة تامة نظرا لإصابته بجلطة فى القلب وشائعة تخص انسحاب «محمد مرسى» من سباق الرئاسة وشائعة أخرى تؤكد إصابته بورم فى المخ وقرحة فى المعدة يؤثران بشكل قوى على حالته الصحية وقدرته العقلية التى تؤثر بشكل كبير فى صلاحيته للرئاسة وشائعة أخرى تخص «شفيق» بخصوص تحويله إلى المحكمة نظرا لبيعه مساحة كبيرة من الأراضى فى منطقة البحيرات بأبى سلطان إلى جمال مبارك بثمن رخيص وشائعة تقديم رشاوى انتخابية مالية ومواد غذائية للناخبين لدعم «محمد مرسى» وشائعة ضبط «أحمد شفيق» وهو يقدم رشاوى انتخابية مالية للناخبين للتصويت لصالحه.
 
كما لوحت اللجنة إلى قيام بعض القنوات باختراق فترة الصمت الانتخابى للمرشحين مثلما حدث فى قناة المحور يوم الجمعة 15يونيو2012 تمت استضافة المستشار «رجائى عطية» فى برنامج «صوت العقل» لينتقد جماعة الإخوان بحرصهم على الاستئثار بالسلطة مما يعد دعما لـ «أحمد شفيق».. فى الوقت الذى تحدث فيه «تامر أمين» بقناة المحور فى نفس اليوم عن الكاريزما الخاصة بكل من المرشحين «شفيق» و«مرسى» مؤكداً أن الثانى يتفوق فى اللغة العربية وأسلوبه الخطابى مما يزيده قوة وتأثيراً وإقناعاً بينما يفتقد «شفيق» إلى مهارة التحدث باللغة العربية واختيار الجمل والأوصاف البلاغية وتجد فيه ما يشبه التهتهة والتقطيع وعدم الوضوح فى مخارج الألفاظ، كما استضاف برنامج «زينة» بالقناة الثانية بالتليفزيون الرسمى المصرى الكاتبة إقبال بركة يوم 17 يونيو 2012 لتهاجم بشدة مرشح الإخوان الذى وصفته بأنه سيعود بنا إلى الوراء بعد أن يعيدنا إلى نظام الخلافة الإسلامية كذلك إلى عصر الحريم، بينما أكدت أن المرأة ستأخذ حقها فى عهد «أحمد شفيق» وأن السياحة ستنتعش وأعلنت أنها ستنتخبه فى جولة الإعادة.
 
فى ختام تقريرها طالبت اللجنة بضرورة اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لمواجهة بعض السلوكيات والممارسات الإعلامية المعيبة وغير اللائقة من هؤلاء الإعلاميين وضرورة اتباع القواعد المهنية والأخلاقية السليمة حفاظا على صورة الإعلام المصرى.