«عزت حنفى» «عايش ومش عايش»

سامية صادق
مازالت أسطورة (عزت حنفى) تتناقلها الأجيال فى قرية النخيلة بمركز أبوتيج محافظة أسيوط، ورغم مرور ما يقرب من 13 عاما على اقتحام جزيرة النخيلة والقبض عليه عام 2004.
إلا أن تنفيذ حكم الإعدام فى عزت حنفى وشقيقه حمدان فى سجن برج العرب بالإسكندرية فى الساعة السادسة من صباح من يوم 18 يونيو 2006 وتم دفنهما فى مسقط رأسهما فى قرية النخيلة، لم يمنع ترديد الشائعات والحكايات بين أهالى القرية الخيالية، فمنهم من يؤكد أنه موجود فى السودان، وأن أحد الأهالى شهده يقود سيارة فى الخرطوم، وآخرين يؤكدون أنه فى الوادى الجديد يعيش هناك ويستصلح الأراضى.
يمتد الخيال ليصل إلى ليبيا وأنه عاد بعد الثورة وسافر إلى طرابلس، وهناك من يقول إنه فى مصر باسم مختلف وبطاقة رقم قومى تحمل بيانات جديدة وأنه من حين لآخر يأتى متنكرا لزيارة زوجته وولديه، ومازال هناك كثير من الجدل حول إمبراطور النخيلة السابق عزت حنفى، الذى كان مطلوبا فى عدد من قضايا القتل والمخدرات والاستيلاء على أراضى الغير، وصدرت ضده أحكام تصل إلى 156 سنة قبل القبض عليه.. ولا ينسى الأهالى حين قام عزت بوضع أسطوانات البوتاجاز على الأسوار وجذوع الأشجار والنخيل لتفجيرها فى حالة اقتحام قوات الأمن لمواقعهم، كما احتجز العشرات من الرهائن كدروع بشرية وهدد بتفجيرهم فى حالة الهجوم عليه، اقتحمت قرية النخيلة خمسون عربة مدرعة و3 آلاف من الجنود وضباط القوات الخاصة و60 زورقاً نهرياً.
وقامت قوات الأمن بتطويق القرية بحزام أمنى محكم حتى لا يتمكن من الهرب.. وسقط عزت فى يد الشرطة بعد إصابته بطلقة من مدفع (جرينوف) وبعدها حاول التخلص من حياته بالسم ولكنه فشل.
حراسة على المقبرة
ما يتردد عن وجود عزت حيا مجرد شائعات لا يستطيع أحد أن يجزم بها حتى شقيقه ممدوح حنفى الذى أشاع من قبل أن عزت حى. لا يملك أى دليل على كلامه ولا يقول أكثر مما يقوله أهالى القرية.
ويقول جعفر جابر- مزارع:
ربما وصول جثمانه فى وقت متأخر فى الثانية صباحا وسط حراسة أمنية مشددة و20 سيارة أمن مركزى وقطع الكهرباء عن قرية النخيلة أثناء دفنه ومنع أسرته- زوجته وأبنائه وأشقائه- من رؤيته وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، جعل الأهالى غير متأكدين أن الذى تم دفنه هو عزت حنفى، خاصة أن الحكومة وضعت حراسة مشددة ومدرعة أمام مقبرته لمدة 15 يوماً وربما فسر الأهالى ذلك بأن هناك تعمداً لإخفاء معالم الجثة حتى لو فتحت عائلته المقبرة لا تستطيع اكتشاف الأمر.
وثائق النظام
بينما (م .ع) من أهالى القرية، كان له تفسير آخر ويرى أن عزت كان يمتلك كثيراً من المستندات والأسرار بالصوت والصورة، والتى تمكنه من فضح كثير من القيادات الأمنية فى الدولة فى عهد مبارك، خاصة أنه كان على علاقة بالشخصيات العامة، حتى تردد أنه يقوم بزرع المخدرات لحسابهم، وأن رجل أعمال شهيراً كان يمده بالأسلحة، كما أنهم وجدوا أثناء القبض عليه آثاراً وتماثيل فرعونية.
خاصة أن عائلة حنفى كانت تلعب دورا فى محاربة الإرهاب والجماعات الإسلامية المسلحة فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات والتى استطاعت قتل بعض القيادات الأمنية فى ذلك الوقت، ولذلك لا تستطيع الحكومة إعدام عزت، وإلا شهر ورثته برجال الدولة وفضحوا بعض الشخصيات العامة. وربما لهذه الأسباب تم تهريبه وربما لهذه الأسباب تم تهريبه خارج البلاد.
أبناء عزت فقراء
محمود عبدالكريم- أحد أبناء القرية وصديق أبناء عزت حنفى - يؤكد أن عزت مات لأنه لو كان حيا لما تدهورت أحوال ولديه محمود وهو خريج معهد فنى تجارى، متزوج حاليا، ومحمد طالب بكلية التجارة، ويؤكد أن ظروفهما المادية سيئة وأنهما يضطران للعمل فى أعمال بسيطة كى ينفقا على أنفسهما، وأن أقاربهما انتزعوا منهما حقوقهما، ولو كان عزت حيا لما تجرأ أحد على أبنائه.
وقال أحد الأهالى إن زوجة عزت (فادية)، رفعت دعوى قضائية لاسترداد مصوغاتها الذهبية، 2 كيلو جرام، تمت مصادرتها أثناء فرض الحراسة على مسكنهم.
استرداد فدانين
عائلة عزت حنفى ترفض الحديث فى هذا الموضوع، ويؤكد أحد أقاربه أنه كلما نشر شيئاً بخصوص عزت تأتى قوات الأمن ويتعرضون (للبهدلة) وأنهم أضيروا كثيرا بسبب تلك الشائعات، يكفى ما حدث لهم وانتزاع 80 فداناً من أراضيهم وتوزيعهم على الفلاحين.. وأنهم يرفعون الدعاوى القضائية لاسترداد الأرض التى ورثوها عن أجدادهم ولم ينتزعوها من الأهالى كما اتهمتهم الحكومة.
عشماوى حسم الأمر
ويقول أحد أبناء عمومته، ورفض ذكر اسمه: «لا أعتقد أن عزت حى، خاصة بعد ما قاله (عشماوى) الذى حسم الأمر، بأنه قام بإعدام عزت وشقيقه حمدان، وأن عزت واجه الموت بشجاعة».
مقاضاة (السقا)
الفنان أحمد السقا جسد دور عزت فى فيلمى (الجزيرة) و(الجزيرة 2) كما جسد الفنان جمال سليمان شخصية عزت حنفى فى مسلسل (حدائق الشيطان) فى دور (مندور) بك.
ويؤكد بعض أفراد عائلة حنفى، أنهم سيقومون برفع قضية على صناع فيلم (الجزيرة 2) وأحمد السقا، الذى أساء كثيرا إلى عائلتهم، وإلى عزت حنفى، وأظهرهم مجرمين وتجار مخدرات.
تحليل D.N.A
وتنصح دعاء البدرى من أهالى النخيلة عائلة حنفى بعمل تحليل (دى إن إيه) لجثة عزت بـ 500 جنيه فقط، ومعرفة الحقيقة وإنهاء الجدل حول أساطير وهمية يصنعها الخيال.