أقليات أمريكا ترفع شعار «تحيا نجمة داود مع الهلال»

آلاء شوقي
على الرغم من سعادة دولة الاحتلال الإسرائيلى بفوز «دونالد ترامب» برئاسة الولايات المتحدة لتصريحاته بالتزامه بأمن إسرائيل، وتعهداته بالاعتراف بالقدس عاصمة لها، ما أسعد اليمين المتطرف فى تل أبيب، فإن اليهود فى الولايات المتحدة كان لهم رأى آخر.
«هاآرتس» الإسرائيلية انتبهت إلى المفارقة فى تقرير موسع، قالت فيه إن فوز الرئيس الجمهورى أسفر عن شعور الأقليات الدينية وعلى رأسها اليهود والمسلمون بالقلق من نبرته الطائفية المتشددة حتى إن أهم منظمتين لليهود، والمسلمين فى الولايات المتحدة، أعلنتا مؤخرا تحالفا غير مسبوق.
«اللجنة اليهودية الأمريكية»، والمعروفة باختصار(AJC) و«الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية»، والمعروفة باختصار (ISNA) اتفقتا على تشكيل مجموعة وطنية جديدة، لقيادة اليهود والمسلمين الأمريكيين. وتدعى «المجلس الإسلامي-اليهودى الاستشارى».
اللجنة اليهودية الأمريكية فى بيان صحفى، نقلته الجريدة، أكدت أن المجلس الجديد سوف يستقطب رجال الأعمال والسياسيين، والزعماء الدينيين فى المجتمعات الأمريكية اليهودية والإسلامية، للدفاع عن الهوية الأمريكية القائمة على التعددية.
والرئيسان المتشاركان للمجلس المكون من 31 عضواً، هما الرئيس التنفيذى لشركة «هنرى شين» للرعاية الصحية «ستانلى بيرجمان»، ورئيس شركة «إيثن آلن» للأثاث، «فاروق كاثورى».
ويأتى وضع استراتيجية منسقة لمعالجة التعصب ضد المسلمين، ومعاداة السامية لليهود فى الولايات المتحدة، إضافة إلى حماية، وتوسيع حقوق الأقليات الدينية فى الولايات المتحدة.
وصرح «بيرجمان» للجريدة قائلاً: «يشترك مجتمعانا اليهودى، والإسلامى فى الكثير من الأمور، وينبغى أن نجد الطرق المناسبة، والحلول الأمثل قدر الإمكان، للعمل معاً من أجل مصالح البلد بأكمله».
وذكرت الجريدة أن أعضاء المجلس سيشمل زعماء حاخامات، وأئمة، وعلماء، وكبار المديرين التنفيذيين، ومن أبرز الأسماء فى قائمة العضوية، السيناتور السابق، الذى كان نائب المرشح الديمقراطى لانتخابات الرئاسة فى عام 2000 «جوزيف ليبرمان».
موقع «يويش تليجرافيك أچينسى»، نشر تقريرا بعنوان: «اليهود والمسلمون كثفوا التحالف عقب انتخاب ترامب».. أكد فيه أنه لسنوات طويلة، كلما تشارك اليهود، والمسلمون فى حوار، لا يعرقله فى العادة إلا قضية واحدة، وهى «الصراع الفلسطيني-الإسرائيلى».
إلا أنه مع ترأس «دونالد ترامب» رئاسة الولايات المتحدة، يبدو أن وجهات نظر الطائفتين تغيرت، بغض النظر عما يحدث فى الشرق الأوسط، والسبب أن اليهود والمسلمين فى الولايات المتحدة، لديهم الآن مخاوف داخلية مشتركة هناك، وعليه قاموا بتحالف جديد، وانضموا معاً من أجل القتال.
مدير رابطة الاشتباك بين الأديان، فى منظمة مكافحة التشهير، الحاخام «ديفيد فوكس ساندميل» صرح بأن الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى لا يمكنه وقف تعاون اليهود والمسلمين الأمريكيين، فالاهتمامات المشتركة تتمحور حول التعصب، والتحيز، والتهديد بالعنف، والحرمان.. وتلك هى القضايا التى ستوحدنا معاً».
والمعروف أن منظمة مكافحة التشهير، هى منظمة يهودية غير حكومية، تأسست عام 1913 للدفاع عن الحقوق المدنية اليهودية، وتأمين العدالة لهم، وتتخذ من الولايات المتحدة مقرًا لها، وتعمل على مكافحة ما يسمى بمعاداة السامية، أى العداء ضد اليهود فى أنحاء العالم.
الموقع شدد على أن كلتا الطائفتين، ستصيغ تشريعات السياسة الداخلية، والدفاع فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، والمنظمة تخطط لزيادة جهودها، من أجل تقديم الدعم للجهود القانونية، والتشريعية فى مكافحة التعصب ضد المسلمين.
كما ذكر أن القيادة الإسلامية فى معهد «هارتمان شالوم»، الذى تربى فيه القادة من الشباب المسلمين، للتعرف على اليهودية، وعلى إسرائيل، بادر نهاية الأسبوع الأسبق بالتعاون، تحت راية: «العيش فى أمريكا ترامب: الضعف الإسلامى، وأصداء اليهودية».
كما أن معهد هارتمان شالوم، للبحوث والتعليم، هدفه -كما يذكر الموقع الرسمى للمعهد- رفع نوعية الحياة اليهودية فى إسرائيل، وحول العالم، وتعليم علاقة اليهود مع المجتمعات الدينية الأخرى.
وذكر الموقع أن كلتا الطائفتين، قلقة من خطابات ترامب، والإجراءات المؤيدة له، على مدى حملة الانتخابات الرئاسية بل ذكر احتجاج المسلمين فى عام 2015 ضد دعوة ترامب لحظر هجرتهم إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى تلميحاته بأن المسلمين يحتفلون بهجمات (11 سبتمبر)، وحجب المعلومات عن قوانين الإرهاب مؤكداً أن عدد الهجمات ضد المسلمين ارتفع أثناء حملته الانتخابية، وسلسلة الهجمات الأخرى التى تبعت انتخابه رئيساً.
وعلى الرغم من عدم استهداف ترامب صراحة لليهود، فإن الجماعات اليهودية دقت ناقوس الخطر، بشأن أنصاره من أصحاب البشرة البيضاء من القوميين العنصريين، والهجمات الشديدة ضد اليهود على الإنترنت، جنباً إلى جنب مع تصريحات ترامب مؤخراً فى الحملة، التى ردد بها عبارات تعتبر معادية للسامية.
وصرح المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «إبراهيم هوبر» للموقع أنه يأمل من الجماعات اليهودية أن تكون أكثر استعداداً للعمل مع منظمته بعد انتخابات ترامب.
وأضاف قائلاً: «قاومت الجماعات اليهودية، بما فى ذلك منظمة مكافحة التشهير، للعمل مع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، إلا أن موقفنا دائما منفتح على العمل المشترك والتعاون مع المجتمع اليهودى».
وقال المؤسس المشارك لمؤسسة التفاهم العرقى، الحاخام «مارك شنير»، إنه يتمنى أن يدافع اليهود عن المسلمين فى حال تتبع ترامب لسياسته بحظر دخول المسلمين البلاد. مضيفاً أن لديهم عقبة أكبر من كراهية الإسلام، والخطاب المعادى للمسلمين، وهو أن هذا التعاون يعد اختبارا آخر للجالية اليهودية الأمريكية، متسائلاً ما إن كانوا حقاً سيسارعون إلى ذلك؟
أما مدير العلاقات اليهودية - الإسلامية، التابعة للجنة اليهودية الأمريكية، «روبرت سيلفرمان»، فقد أوضح أن المجلس سيركز على حماية الحق فى ارتداء غطاء الرأس الدينى للطائفتين، والذى يحظر استخدامه فى مكان العمل، وسوف يسجل جرائم الكراهية، ودعوات المهاجرين، واللاجئين.
ثم أشار إلى أن هذا رد فعل طبيعى للتعصب، وخطابات الكراهية التى خرجت من حملة ترامب.
إلا أنه قد تراجع عن الجملة الأخيرة لجريدة «جيروزاليم بوست»، يوم الثلاثاء الماضى، فأكد سيلفرمان أن المبادرة بتشكيل التحالف، ليس رد فعل على نتائج الانتخابات، وقد تم تضخيم المعنى، فكانت تلك المبادرة موجودة من قبل على جدول أعمال اللجنة اليهودية الأمريكية منذ فترة.. المجلس الجديد غير حزبى.
ويريد أن يكون المجلس فعالاً، لكن لن يبدأوا هم بشن الهجوم على الإدارة الجديدة، إلا أنه فى الوقت ذاته لن يصمتوا تحت أى ظرف كان.
الجريدة فى تقريرها هذا، والذى كان تحت عنوان: «ما حدث هو نتيجة للغلاف الجوى السام الذى خلقه ترامب».. أكدت أن المسلمين الأمريكيين فى حاجة ماسة للحلفاء»، وبعد انتخاب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، لايزال يحتج الآلاف فى جميع أنحاء أمريكا، كما وقع بالقرب من 45 ألف شخص خطابا من اليهود الأمريكيين للتعبير عن تضامنهم مع المسلمين.
الخطاب الذى شمل المسلمين أيضاً، يحمل عنوان: «أصحاب البشرة الملونة، المثليون والمثليات، والنساء، وذوو الإعاقة».
وحسب الجريدة فإن هذا الخطاب كُتب بمساعدة منظمة العدالة الاجتماعية التقدمية اليهودية «بيند ذا أرك»، وجاء فيه: «نحن معكم الآن. وسنكون معكم فى كل يوم على مدى السنوات الأربع المقبلة».
وصرح منسق الأعمال فى الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، «افتخار علم»، لجريدة «ذا جيويش ويك» اليهودية، التى تصدر بولاية «نيويورك» أن: «إسماعيل، وإسحاق» ابنا النبى إبراهيم وصلا معاً كأخوين، فلماذا لم نتواصل معاً «اليهود والمسلمون» حتى الآن»؟!