الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تبرع.. ولو بخروف!!

تبرع.. ولو بخروف!!
تبرع.. ولو بخروف!!


من حكمة الله أن الجماعة الفرنساوية يبيعون اللحم الحلال والمذبوح طبقا لأحكام الشريعة بثمانية يورو للكيلو الواحد.. يعنى أقل من تسعين جنيها.. وبمناسبة عيد الأضحى لو اشتريت نصف خروف ووزنه عشرة كيلو فقط.. ينخفض السعر لسبعة يورو للكيلو يا بلاش.. وبما يعنى أن فرنسا الغنية تبيع اللحم أرخص من أسواق السيدة زينب.. والمهم أنه لحم صاف خالى الشغت ومضمون تماما بعيدا عن العائلة الحصاوية التى ابتلينا بها هذه الأيام.. والذبح عندهم فى مذابح خاصة تحت إشراف الحكومة شخصيا ومراقبة مندوبين عن المسجد للتأكد من الذبح الشرعى!
الحكومة الفرنسية لا تتدخل لدعم اللحم.. ولايوجد عندهم بنك للطعام يديره واحد أرزقى.. اللحم عندهم متوافر وأسعاره رخيصة طبقا للعرض والطلب.. ومن حكمة الله أن السوق هناك لاتعرف الأزمات.. وعيد الأضحى معروف سلفا ولهذا توفر الحكومة لحم الضأن للجالية الإسلامية التى يزيد تعدادها على 6 ملايين نسمة.. وأقصى ما تشعر به بمناسبة العيد.. هو الطوابير داخل محلات الجزارة حتى تضمن دورك عند الشراء.. وعند اختيار قطعة اللحم التى تفضل.. دون غش أو تدليس أو شغل الثلاث ورقات الذى تعرفه بلاد أخرى!!
ولا أعرف لماذا لا توفر لنا حكوماتنا الرشيدة اللحم بأسعار معقولة.. ولماذا لا تستورد مثلا من فرنسا.. أو من نيوزيلندا واللحم عندها بنصف السعر فى فرنسا.. ويلا سلام لو فعلتها الحكومة وأعطت للعاملين مكافآت استثنائية لشراء خروف العيد.. ولماذا تبخل علينا فى هذا التوقيت بالذات.. مع أنها ثورة شعبية.. ومن حق الشعب أن يستفيد.. ومن حق كل مواطن أن يحصل على خروف يتسلى به أمام المنزل ليكيد للأهل والجيران.. ولاتنس أبدا أن مأمأة الخروف فى هذه الأيام المفترجة أحب إلينا من صوت عمرو دياب وعلى الأقل فإن الخروف يمأمئ من القلب وليس من المناخير.. وقد قفز سعر الخروف الواحد إلى ثلاثة آلاف جنيه.. والواجب على الحكومة أن تساندنا.. جعل الله بيت المحسنين عمارا.. خصوصا لو استجابت لصوت الجماهير!!
أقول قولى هذا وإعلانات التسول بمناسبة عيد الأضحى تقتحم عليك الشاشة.. وقد صار شعار التليفزيون الرسمى.. وفى كل القنوات.. هو حسنة قليلة تمنع بلاوى كثيرة.. فما المانع فى أن نعمم الشعار.. وبدلا من التسول التليفزيونى خلال موسم العيد.. لماذا لا يكون التسول خلال رجب وشوال ويوليو وسبتمبر وأكتوبر.. وافتح التليفزيون تجد الإعلانات البراقة تدعوك للتبرع لليتيم والأرملة والمستشفى وصك خروف العيد.. والإعلانات يا أخى من الغالى وطويل التيلة.. بغرض اصطياد آخر جنيه فى جيب حضرتك.. والبهوات المعلنون معهم كل الحق.. فالهبرة كبيرة.. وما المانع من باب البيزنس من اقتحام الميدان واستدرار عطف سعادتك وسحب فلوسك كلها.. وقديما قالوا رزق الهبل على التليفزيون!
المسألة أسهل من شكة الدبوس.. وتستطيع سعادتك جمع مئات الملايين من الجنيهات بإعلان مدروس يذكرك بواجبك الدينى والإنسانى.. والمصرى محسن بطبعه.. وعلى استعداد لأن يقوم بالواجب.. خصوصا لو كانت الحملة من نوعية تلك الحملات التليفزيونية التى تدق بابك ليل نهار.. وبإلحاح ينافس إلحاح حضرات المتسولين على باب السيدة زينب.
والخيبة أنك لا تعرف بالضبط أين تذهب فلوس التبرعات.. ولا تعرف من يقف وراء تلك الإعلانات.. ومن المؤكد أن وراءها من يجنى الأرباح الفاحشة وأقطع ذراعى أنه لاتوجد جهة واحدة تراقب التبرعات وتتأكد من صرفها فى الطريق المضبوط.
ولا أعرف لماذا تورطت فى الحديث عن الإعلانات وكنت أنوى الكلام عن اللحمة وخروف العيد.. ولكن استفزنى إعلان لواحد من إياهم يؤكد أنه يتبرع بلحوم الأضاحى لمليونى عائلة.. يعنى عشرة ملايين مواطن مصرى.. ولاينسى وهو يقول هذا أن يدعوك للتبرع لبنك الطعام الذى يملكه!!. 