الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

%40 من الرجالة «بتشد وتشفط»

%40 من الرجالة «بتشد وتشفط»
%40 من الرجالة «بتشد وتشفط»


العيادات المتخصصة لجراحة التجميل فى مصر تستقطب شريحة لا بئس بها من الرجال، الذين أصبحوا يتصارعون على أولوية الحجز لإجراء عمليات تجميل الأنف وشفط الدهون وتقسيم المعدة وزراعة الشعر، ويدفع كل منهم نظير ذلك، ما يتراوح بين 3 آلاف و10 آلاف دولار، وهم بذلك يمثلون %40 من رواد هذه العيادات مقابل %60 من النساء، بحسب إحصائية أعدتها «الجمعية المصرية لجراحة التجميل».

خالد الدماطى، صاحب أحد المطاعم الكبرى، واحد من هؤلاء الرجال الذين أجروا عمليات تجميل، ويحكى عن ذلك قائلا: «عشقى الأول فى الحياة كان تناول وجباتى المفضلة، التى كانت عائقًا بينى وبين الكثير من أحلامى». ويضيف: «لذا قررت أن أتخذ موقفًا حاسمًا وفكرت فى التجميل بشفط الدهون، وبالبحث عن استشارى جراحات تجميلية معروف، تطلب الأمر مجموعة من المراحل من تركيب بالون المعدة، ولأننا نعيش فى مجتمع يجعل التجميل حكرا على النساء فقط، تغيبت لفترة وانقطعت عن العمل حتى استعدت رشاقتى ووسامتى».
ويوضح الدكتور إبراهيم كامل أستاذ جراحة التجميل، أن معظم عمليات التجميل التى يقبل عليها الرجال، تكون لشد الوجه والجفون وتصغير الأنف وتعديل شكل الأذن وشفط الدهون وشد الترهلات، وأيضا عمليات زراعة الشعر التى يقوم بها الكثير من الشباب المصابين بالصلع، وغيرها من العمليات الأخرى التى تثبت أن التجميل وصل للرجال، ولم يعد أحد يخجل من هذا الأمر.
ويؤكد كامل أن عملية تصحيح الأنف تحظى بانتشار واسع بين صفوف الشباب، حيث يقدم كثيرون عليها نظرًا لوجود عدم تناسق بين أجزاء الأنف، أو وجود اعوجاج، أو عدم تناسق حجم الأنف مع حجم الوجه، أو بسبب حدوث تشوه واضح، وفى مثل هذه العمليات، توضع جبيرة داخلية للأنف، إضافة إلى حشوة داخلية تمتص قطرات الدم المتساقطة.
بينما يقول الدكتور أشرف أحمد، أستاذ جراحة التجميل بطب القاهرة، إن هناك نوعين من الجراحات التجميلية، النوع الأول وهو الترميم، ويلجأ إليه الإنسان عندما يصاب بحادث يترك أثرا فى جسده من تشوه أو حروق، وأكد أن إقبال الرجال على هذا النوع من الجراحات، يتساوى مع النساء.
وعن النوع الثانى من العمليات وهو جراحات الخلقة مثل زراعة الشعر، وشد الوجه والجفون، وشفط الدهون من الثدى والبطن والأرداف، ذكر أن نسبة إقبال الرجال عليه يمثل %40 مقابل %60 للسيدات، كما أوضح أن النوعيات التى يقبل عليها الرجال أكثر من النساء، خاصة فى الآونة الأخيرة، هى عملية تصغير الأنف فى الرجال، فالرجل يرفض الأنف الإفريقى الأفطس، إضافة إلى عمليات تصغير الأذن، كما يلجأ الرجال إلى تصغير حجم الشفتين، على عكس النساء اللاتى يلجأن عادة إلى تغليظها.
وتستغرق الجراحة من الوقت ما يختلف من حالة لأخرى، بحسب نوع الجلد، فيقول الدكتور أحمد صلاح استشارى جراحة التجميل، إن أصحاب البشرة السمراء يختلفون عن أصحاب البشرة البيضاء، كما أن الوقت المطلوب لكل جراحة يختلف بنوع الجراحة، فمثلا طرق شد الوجه تغيرت وأصبحت تستمر لفترات طويلة، وبعض هذه الجراحات يتم تقسيمها على أجزاء عبر فترات من الوقت فى بعض الجراحات، هناك أنسجة تستجيب وأخرى لا تستجيب بشكل جيد للجراحة، فنحتاج إلى جراحة أخرى لضبط الجراحة الأولى.
من ناحيته، يوضح الدكتور فيصل سعيد حداية، دكتور جراحة التجميل، وعضو جمعية جراحات التجميل المصرية والدولية، أن تجميل الرجال زاد نسبيًا خلال العشرين عامًا الأخيرة، فيلجأ الكثير منهم إلى شد الوجه وتجميل الأنف وزرع الشعر وشد البطن وتجميل الأذن الخفاشية الكبيرة، وتصل نسبة إجراء هذه الجراحات فى مصر للرجال من 20 إلى %30 بينما نسبة السيدات بين 70 و %80 مشيرا إلى أن التطور التكنولوجى فى الأجهزة الطبية الحديثة، جعل بعض هذه الجراحات مكلفة، ونوه إلى أن جرَّاحى التجميل المصريين فى مقدمة جراحى التجميل فى العالم.
وفى استطلاع رأى إلكترونى أجرته الجمعية الأمريكية للجراحات التجميلية، ظهر أن ثلاثة أرباع الرجال تقريبًا كان لهم موقف إيجابى من التجميل، وتصدرت حقنة البوتوكس، أكثر الإجراءات التى يمكن أن يخضع لها الرجال لتحسين مظهرهم.
ويؤكد الدكتور فادى مجدى يعقوب، مدرس جراحة التجميل فى كلية طب قصر العينى، وعضو الأكاديمية الأوروبية لجراحة تجميل الوجه، أن نتائج الاستطلاع الأمريكى تنطبق على الرجال فى مصر والوطن العربى، فنسبة زيادة إقبال الرجال على جراحات التجميل فى مصر وجميع أنحاء العالم واحدة، وهى تتراوح ما بين 10 و15 فى المئة، ويتصدّر المقبلون على جراحات شفط الدهون وتحسين القوام، أصحاب الأعمار الصغيرة، بداية من 20 إلى 30 عامًا، وفى العمر الأكبر تكثر طلبات الرجال على زراعة الشعر، لكن تجميل الأنف هو الأكثر رواجًا على الإطلاق فى جميع الأعمار.
ويشير يعقوب إلى أن ذلك النوع من عمليات التجميل لا تعيب صاحبها، ما دام يتطلّع إلى تحسين المظهر، سواء كان بسبب عيب خلقى أو من أجل إيقاف زحف الزمن على بشرته، فالرجال أيضا يلجأون إلى البوتوكس والفيلر، خاصة إذا كانوا فى مناصب كبرى ويتعاملون مع الكثير من الموظفين، موكدًا فى الوقت نفسه أن التعامل مع الرجال فى جراحة التجميل أصعب بكثير من النساء، فالرجال لا يقبلون إلا بالنتيجة التى يتخيلونها، حتى ولو حصلوا على نتيجة أفضل، كما أنهم أقل طاعة لتعليمات الطبيب من النساء، ولا يخضعون للراحة التامة.
من زاوية أخرى، يرى الدكتور هاشم بحرى، أستاذ الطب النفسى فى جامعة الأزهر، أن قوة علاقة الرجال بجراحات التجميل، تتزايد باستمرار، إذ أكدت دراسات مصرية حديثة أنه قبل نحو 15 سنة كانت نسبة خضوع الرجال لعمليات التجميل 1 إلى 8 نساء، ولكن الآن أصبحت النسبة 6 إلى 8، مشيرا إلى أن انتشار المنشطات الجنسية أصبح الرجل الستينى يشعر بأنه مازال شابًا، فيكمل مظهره ويصلح آثار تقدم العمر بالجراحات التجميلية، والتفسير النفسى لذلك أنه صار أكثر إقبالاً على الحياة، خاصة أن هناك عددًا لا بأس به من النساء فى العمر بين الثلاثين والأربعين، دون زواج، بسبب إما العنوسة وإما الطلاق، ويريد الرجل الخمسينى أو الستينى التقدم إليهنَ والزواج من جديد، وليكون مقبولاً ولا يلقى رفضًا لأى سبب، يلجأ إلى التجميل.
ويؤكد الدكتور هاشم أن هوس تجميل الرجال هو مؤشر لوجود مشكلة نفسية لدى الرجل، وهنا يتم علاجه نفسيًا أولا قبل إجراء أى جراحة له.