الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تشترى تمساح بـ200 جنيه

تشترى تمساح بـ200 جنيه
تشترى تمساح بـ200 جنيه


من الطبيعى أن يقتنى إنسان قطًا أو عصافير أو أسماك زينة أو حتى كلبًا شرسًا.. لكن بما أننا فى مصر نتفنن فى اغتصاب المنطق، فإن الموضة أصبحت أن يشترى الإنسان تمساحًا.
أزمة لا تستطيع الجهات الرقابية السيطرة عليها، وتداعياتها بالغة الخطورة، ذلك أن الكثير من الهواة يشترون التماسيح، وعندما تتضخم ويصبح وجودها فى البيوت تهديدًا حقيقيًا يسارعون إلى رميها فى النيل.. ومن ثم تتكاثر وتصبح خطرًا على الصيادين، والمراكب الصغيرة فى النهر الخالد.

سيد التمساح، أحد التجار المعروفين ببيع وشراء التماسيح بالجملة بمنطقة أبو رواش يقول: بدأ الموضوع بتجربة التعامل مع الحيوانات الشرسة، ثم وجدتها تجارة رابحة فأقبلت على شراء التماسيح وعلمت بمصدر إنتاجها الأكبر من أسوان خلف السد العالي، اشتريت التماسيح جملة وكان العائد وفيرا سعر الواحد من 30 إلى 50 سنتمترا 150 جنيها ثم أبيعها بمئتى جنيه، ومن هنا أتت فكرة التجارة.
 فى بداية الأمر كنت أبيع التماسيح لكافة الأعمار من عشر سنوات ثم اكتشفت أنه يتم إلقاؤها فى المصارف والترع قررت أن يكون البيع فوق العشرين عاما.
وأشار إلى أنه يقوم بجلب الطلبية المكونة من عشرين تمساحًا فأكثر خاصة أن تلك الأيام هى موسم التزاوج للتماسيح الذى يبدأ من مايو حتى سبتمبر، لافتا إلى أن حوض السمك هو البيئة المناسبة للتماسيح الصغيرة، مع مجموعة من الصخور إلى جانب أنه غير مكلف فنصف كيلو جرام من الكبدة المجمدة تكفى طعام التمساح لشهر كامل، وأكد أنه على الرغم من كون التمساح حيواناً يصعب ترويضه إلا أننى استطعت ترويضه وأملك تمساحاً يتجاوز حجمه المتر، وأتعامل مع الحيوان بحب ويجلس بجانبى فى جميع الأماكن.
 وقال إنه يرفض الذهاب إلى سوق الجمعة لبيع التماسيح لأن شرطة البيئة تقوم بالقبض على تجارها، مع العلم أنه توجد أسواق  لبيعها مثل منطقة (الإمام) بالسيدة عائشة بالقاهرة، أو سوق (الثلاثاء)، أو سوق (كرموز) بالإسكندرية، حيث تجد كل الأنواع موضحاً أن العرب يطلبون الحيوانات بأسعار عالية وأن دورى ينتهى بمجرد بيع الحيوان للزبون وهو يتكفل بدور التصريح وغيره.
 أما عمرو أحد تجار الزواحف فيقول إن بعض من يشترون التماسيح لا يسألون عن مخاطرها أو غذائها أو أمراضها، والقليل منهم يسأل خصوصا من يسعون لبناء مزرعة كاملة لتربية التماسيح ثم قتلها وبيع جلودها ولحومها.
 ويوضح أن التماسيح تصيبها أمراض شتى من الفطريات والبكتريا والجراثيم.
كما أن هناك طفيليات معينة تصيبها حول العين والأذن، والأفضل وضعها فى درجة الحرارة المثالية وهى من 30 إلى 33 درجة مئوية، قد يتوقف التمساح نهائيا عن الأكل عند درجة حرارة 27.
مشيرا إلى أن هناك أنواعا موجودة فى مصر مثل (القاطور) الأمريكي، وهو نادر جدا، حيث يتم تهريبه من الولايات المتحدة أما التمساح النيلى فيسمونه (ملك التماسيح) وهو ثانى أكبر تمساح فى العالم بعد التماسيح البحرية.
 محمد المنشاوى، أحد هواة شراء الحيوانات وتربيتها يقول: تربية التماسيح موجودة ومتاحة فى مصر بالفعل، ولكنها تتسم بصعوبة التربية، حيث يشترى الأحجام ما بين 60 و70 سم، وعندما يصل إلى المتر تبدأ خطورته لأنه من الحيوانات التى يصعب ترويضها، ويمكننا الحصول عليه من مصدرين هما المزارع فى أسوان وبحيرة ناصر، أو من خلال أشخاص يملكون مزارع كما أن هناك أحجاما كبيرة تستطيع إنتاج التماسيح الصغيرة، وأنا كهاو أفضل شراءها من  المزارع نفسها.
 ويؤكد أن قوة الفك عند التمساح قوية جدا بما يعادل من 40 إلى 50 كيلو للعضة  ويحدث ذلك بحركة مفاجئة خاصة أثناء تقديم الطعام، وفى الغالب  الجزء المعرض إلى العضة من قبل التمساح يتم بتره مباشرة، لذلك نفضل شراء التمساح وهو صغير الحجم لأن قوة الفك لا تذكر حينها ورد فعله ضعيف، فالتمساح يختلف عن باقى الزواحف فى ردود أفعاله غير المحسوبة التى تشكل خطورة بعد وصول حجمه إلى متر خلال عامين ليصل إلى هذا الحجم.. مشيرا إلى أن التماسيح تتغذى على حى وميت بمعنى أنه يتغذى على اللحوم المجمدة، وإذا كان مريضا أو حجمه أكبر يتغذى على الطيور الحية والأسماك، وأسعاره تقدر من ناحية الحجم والشراسة فكلما كان هادئا وأقل شراسة ارتفع سعره وكلما انخفض حجمه ارتفع سعره والعكس،  وذكر أن هناك من الهواة الولعين بتربية التماسيح كبيرة الحجم  التى يصل سعرها إلى 4 آلاف جنيه، ويوفر لها بيئة مناسبة من صخور ومساحة مياه وطعام وغالبا ما يكون فى الفيلات، ونفى ما يتداول عن كهربة أو ضرب التماسيح لأن ذلك يجعل التمساح أكثر شراسة وقد يؤدى إلى قتل الشخص، وقال إنه يرفض تماماً عرض التماسيح فى الأسواق  لأن الحيوان يتعرض لإهانة فظيعة، فدرجة حرارة الشمس تقتل بعض الحيوانات، كما أنه يتم البيع بسعر مرتفع والحيوان يكون مصابا ومهانا من قبل التاجر الذى يسعى للربح وطالب بإعداد قانون لتقنين اقتناء الحيوانات البريئة، مشيرا إلى وجود عائلات كاملة تتوارث تلك التجارة وتحصل على مصالح منها.
وصرح الدكتور أحمد دهب النائب السابق لرئيس هيئة السد العالى وخزان أسوان أن التماسيح والأسماك الكبيرة كانت تسبح مع مياه الفيضان الشديدة إلى وسط مصر، ولكن السد العالى حجب هذه الأسماك العملاقة عن نيل الشمال  لوجود معوقات بنائية كبيرة (منشآت السد) من أسوان فى جنوب مصر حتى دلتا النيل (شمال مصر).
 وأضاف أن اصصصلتماسيح الموجودة هاجمت بعض الصيادين فى منطقة بحيرة ناصر بطول 500 كيلو وعرضها 12 كيلو ويقع 350 كيلو منها فى مصر وباقى المساحة داخل الحدود السودانية لا تؤثر على استمرار المياه الطبيعية أو على الصيد فى البحيرة أو على الزراعات المحيطة بها.
 وكان  الدكتور خالد فهمى وزير البيئة قد أعلن عن إقامة أول مزرعة تجريبية لتربية التماسيح بهدف الاستغلال الاقتصادى  على غرار العديد من الدول الإفريقية التى سبقت فى هذا المجال وحققت نجاحا اقتصاديا من خلال تجارة جلود التماسيح وأن الوزارة كلفت خبراء بدراسة تجارب الدول التى أنشأت مزارع التماسيح لنقل التجربة إلى  مصر، بعد تكرار إلقاء بعض المواطنين لتماسيح بالمجارى المائية لنهر النيل وتهديد أمن المواطنين بتلك المناطق وتعريضهم للخطر.
 وأشارت الوزارة إلى أن المواطنين يقومون بشراء تلك التماسيح وهى صغيرة، وأن هذه التجارة تنتشر فى الأسواق الشعبية، ثم يقومون بإلقائها فى النيل بعدما يكبر حجمها وتصبح خطرا على الأسرة، وأنه تم اصطياد بعضها.