.. و«إيران» تترقب نتائج«الجولة الثانية» بشغف!

حمدي الحسيني
كثفت وسائل الإعلام الإيرانية من اهتمامها بجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المصرية، بعد أن أصبح الشأن المصرى حاضرا بقوة لافتة فى وسائل الإعلام المختلفة بصورة يومية بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عقود وصلت خلالها علاقات البلدين إلى حد التجميد، كما واجهت العديد من الأزمات.
المواطن الإيرانى يترقب بشغف نتائج جولة الإعادة بين القيادى الإخوانى الدكتور محمد مرسى، ورئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق، بعد أن أصيب بصدمة من نتائج الجولة الأولى التى كان يتطلع خلالها إلى حسم الانتخابات لصالح التيار الليبرالى والثورى.
أغلب الصحف الإيرانية تتعجل إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القاهرة وطهران فى أسرع وقت ممكن، بما يسمح بتدفق السياح الإيرانيين لزيارة المزارات الدينية المصرية التى تعود إلى العصر الفاطمى، والتى تمثل أهمية دينية بالغة لأتباع المذهب الشيعى.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «رامين مهمانبرست» إن طهران جاهزة لتقديم خلاصة ما حققته من إنجاز فى جميع المجالات التكنولوجية والصناعية لخدمة الشعب المصرى، وأنها تأمل فى طى صفحة الماضى، وتتأهب لفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين تقوم على أساس الندية وتبادل المصالح والخبرات، بما يحقق الرفاهية للشعبين.
وأضاف أن بلاده تنتظر حسم معركة انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لتبدأ فورا فى فتح حوار مباشر ومثمر مع جميع القوى والتيارات المصرية بما يحفظ لكل طرف خصوصيته، ويراعى مصالحه الإقليمية والدولية، وفقا لمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلدين.
وحول ما أثير من قلق مصرى مؤخرا بشأن المد الشيعى ومحاولة بناء «حسينيات» شيعية فى مصر، قال «مهمانبرست» هناك أطراف عديدة فى المنطقة ترفض وجود علاقات قوية بين القاهرة وطهران، ونتوقع أن تسعى هذه الأطراف لعرقلة أى تقدم فى هذا الاتجاه لذلك لجأت إلى ترويج مثل هذه المعلومات غير الحقيقية لبقاء العلاقات المصرية - الإيرانية مجمدة وحرمان الشعبين من الاستفادة من تبادل الخبرات الاقتصادية والفنية والعلمية التى تتمتع بها كل من مصر وإيران.
وفيما يتعلق بالحصار الدولى المفروض على إيران بسبب برنامجها النووى قال المتحدث باسم الخارجية أن علاقة بلاده الاقتصادية بالدول الغربية محدودة، ومن ثم فإن تأثير هذه الإجراءات سيكون محدودا أيضا ولدينا البدائل، كما أن هذه الخطوة ربما تأتى بنتائج إيجابية على الشعب الإيرانى، حيث اضطر إلى الاكتفاء الذاتى وإنتاج وتصنيع أغلب احتياجاته التكنولوجية والغذائية، بما فيها صناعة الطائرات المعقدة حتى يضمن استمرار استقلال قراره الوطنى.
وحول مدى جدية التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت الإيرانية أشار إلى أن إسرائيل لاتملك القدرة العسكرية ولا القتالية لتنفيذ هذه التهديدات، وأنها تعلم جيدا أن ذلك لو حدث لن يكون هناك شىء اسمه إسرائيل وستختفى من الوجود. كما أننا نتعامل بحذر وجدية مع كل ما يصدر عن تل أبيب.