«زهقتنا» يا شيكا

طارق مرسي
لا يحتاج (شيكابالا ) لطبيب نفسى بل مستشفى امراض نفسية و عصبية تعيده الى صوابه لكى يسترد اتزانه الانفعالى و ثباته السلوكى بعد ان تعددت فمن وصلات التمرد والعصيان إلى العزف المنفرد على أوتار الهروب والاستهتار فى تسلسل مخيف ربما يقضى على مستقبله الكروى وهو لا يدرى.
«شيكابالا» الملقب بالساحر الأسمر رغم إبداعاته الكروية فقد شوهت ذنوبه وخطاياه أرشيفه الكروى الذى يخلو من الإنجازات والبطولات سواء على مستوى ناديه «الزمالك» أو حتى المنتخب الوطنى.
الرافضون لعقابه يتحججون أنه يعيش فى مناخ رياضى سيئ وفاسد وطارد للمواهب يتناسون على أطلال إبداعاته إنه تحول إلى «مدمن» للشغب وصناعة أحدث خطوط المشاكل والأزمات نتيجة التسلط الزائد الذى يلاحقه والتدليل غير المبرر حتى تحول إلى ابن عاق لمن احتضنوه وتغنوا بموهبته على موسيقى أهدافه الفريدة التى يسىء دائماً لها.
محمود عبدالرازق شيكابالا موهوب أيضاً فى تعذيب نفسه وتكدير من حوله وبين «المازوكية» «تعذيب نفسه» و«السادية» تعذيب الآخرين تتوزع الخريطة السلوكية له رغم صغر سنه بعد تحرشه المسيىء «بالمعلم» فى واقعة أفسدت فرحة جماهير الزمالك ليس فقط للصعود بعد غياب طويل إلى دورى المجموعات بل للأداء المتناغم العائد للفريق بعد غياب طويل.
«شيكا» قتل فرحة الجمهور بالصعود وضرب كرسى فى الكلوب لجماهير الزمالك التى لم تذق يومها طعم النصر المستحق على بطل المغرب ذهابا وعودة.
نعم حسب تصورى المتواضع قد خالف المعلم التوفيق بالتسرع فى إخراجه رغم تألقه غير العادى فى المباراة الحزينة سواء فى تحركاته أو لمساته التى عزفت لأول مرة سيمفونية «التعاون والنظام والعمل» فى مقابل الابقاء على نجوم أخرى كانت تستحق الخروج فعلاً، لكن يصطدم هذا التصور بفريضة الرؤية الفنية للمعلم التى لا تخطئها عين وحقوق الملكية الفكرية فى استغلال نجومه سواء لأهداف تكتيكية أو رغبة فى منحه الراحة أو خوفاً عليه من الإصابة بعد الاطمئنان على نتيجة المباراة واللاعب مطالب رغم هذه الفرضيات والتصورات بتنفيذ أوامر المسئول الأول عن الفريق ولا شىء غير ذلك.
وهنا أتصور أيضاً أن ما حدث كان لحظة انفجار مكتومة ترسم العلاقة تفاصيل العلاقة بين «الساحر المتمرد» و«المعلم الأسطورة» وراءها تراكمات ضاغطة ورواسب قديمة لتجاهل المعلم «شحاتة» فترة قيادته للفريق القومى لموهبته سواء باستبعاده أو ركنه على دكة البدلاء خصوصاً فى السيمفونية الثالثة لحسن شحاتة فى أفريقيا وإحرازه اللقب الأفريقى الثالث بينما كان يجلس شيكا فى مقاعد المتفرجين والاكتفاء بدور ضيف الشرف معه حتى وصلت به الحال بينما يحاول «شحاتة» إعادة الانضباط له واطاعة الأوامر إلى أن يقول «زهقتنى» كل مرة أنا.. أنا ماشى خلاص التى خرجت من شيكا على الهواء مباشرة صوت وصورة.
رغم كل الاستفتاءات التى خرجت الأسبوع لمعرفة آراء الجماهير حول عقابه بالتغريم أو الاستغناء والبيع أو وقفه أو طرده من النادى بأن «المعلم» تمسك بفريضة التعقل والهدوء بقوله أن «شيكا» لم يخطئ فيه بل أساء لنفسه وناديه ولجماهيره وعليه بالاعتذار للجميع.
فى المقابل فإذا كانت معاقبة خطيئة شيكا واجبة بالاعتذار كخطوة أولى للعلاج وعودة الاستقرار والانضباط للفريق الذى أدمن نجومه الانفلات الكروى فإن الحفاظ على «ميدو» مهمة قومية زملكاوية فهو ابن الزمالك «البار» وكفى تصفية حسابات فإن استبعاده بالطريقة المعلنة مسيئة فـ«أحمد حسام ميدو» كرستوفر كولومبس الكرة المصرية لا يستحق أن تكون نهايته هكذا «يامعلم» ويا إدارة الزمالك وياسيد ممدوح عباس.
.