اغتيال المتهم الثانى بـ«مذبحة كرداسة» فى «عز الفجر»

سيد دويدار
«اغتيال فى الفجر».. سيناريو قتل جديد مشابه للتخلص من مصطفى الأبيض، رجل نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تعرض له عطية عبدالجواد، الشهير بلقب «الملك الصحراوي» المتهم الثانى فى قضية «مذبحة كرداسة» التى أسفرت عن استشهاد لواء ضابط وأمين شرطة.
وكشفت مصادر مطلعة، على تفاصيل الواقعة، عن أن «إمبراطور العرب» كان قد استيقظ من نومه فى منتصف ليل الأحد من الأسبوع الماضى والتقى عددًا من أفراد عائلته قبل أن يصلى الفجر فى مسجد قريب من قصره، فى «الصليبة» بمنطقة المنصورية بالجيزة.
وقالت المصادر التى طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن «إمبراطور العرب»، الذى وصفته مصادر أمنية بـ«مهندس مذبحة كرداسة»، تعرض لإطلاق وابل من الرصاص من أسلحة نارية، وهو فى طريقه إلى المسجد، وأن عددًا من المصلين، سمعوا دوى الرصاص من منطقة قريبة جدًا من المسجد، وحين حاولوا استطلاع الأمر، اكتشفوا أن «إمبراطور الصحراوي» لفظ أنفاسه، متأثرًا بإصابته بعدة رصاصات، ووجدوه غارقًا فى بحيرة دماء.
طوفان غضب
وأضافت المصادر أنه فور سماع نبأ اغتيال ملك الصحراوي، خرج العشرات من الأعراب على طريق «مصر- إسكندرية الصحراوي» مدججين بالأسلحة الآلية، وتمركزوا فى قصر «إمبراطور العرب»، وتوعدوا بالثأر له من القتلة، ومع بزوغ ضوء الفجر كانت المنطقة تحولت إلى ما يشبه ثكنة للميليشيات المدججة بالأسلحة، وتحولت منطقة «الصليبة» إلى ما يشبه «ساحة حرب».
وتابعت المصادر أن عددًا من المصلين اتصل بشرطة النجدة التى أخطرت اللواء مجدى عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بالواقعة، ودلت المعاينة التى أشرف عليها اللواء خالد شلبي، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة على أن إمبراطور العرب كان مصابًا بطلقة فى الرأس وإصابات فى الجسد، وأن الطلقات جاءت من الأمام ما يدل على أن الجناة كانوا متربصين به، كما عثر ضباط المباحث على فوارغ طلقات أسلحة آلية، وتم نقل الجثة إلى المشرحة، وصرحت النيابة بدفنها.
وشكل اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة فريق بحث لكشف غموض الحادث الذى تم بنفس أسلوب عملية قتل مصطفى الأبيض- بلطجى الحزب الوطني، التى تم تقييدها ضد مجهول بسبب فشل أجهزة البحث الجنائى فى الوصول للقاتل، وبدأ فريق البحث جمع التحريات فتبين أن عطية عبدالجواد كان المتهم الثانى فى مذبحة كرداسة، وصدر ضده حكم بالإعدام قبل أن يتم نقضه وإلغاء الحكم وحصوله على البراءة.
وتبين أن إمبراطور العرب كانت له علاقات وطيدة مع جماعة الإخوان ومجموعة الجهاديين بكرداسة، خاصة المتهم الأول والرئيسى الهارب محمد الغزلاني، وأن عبدالجواد كان يمدهم بالسلاح ويساعدهم على التخريب، عن طريق عرب مطروح، كما اشترك عبدالجواد فى عملية اقتحام مركز كرادسة، وأخفى قيادات إرهابية منهم محمد غزلانى الذى تم تهريبه عن طريق عرب مطروح، إلى واحة جعبوب.
وكشف فريق البحث عن أن عطية عبدالجواد سبق ونظم جلسة عرفية كبيرة بين حوت الأراضى مدحت بركات، الذى تم اعتقاله وحبسه بتهمة الاستيلاء على أكثر من 6 آلاف فدان، وبين عائلة المسجل خطر حسين حداد الهارب من عدة قضايا والمستولى على مساحات شاسعة من أراضى طريق مصر- الإسكندرية الصحراوي، وعصام لطفى الذى استولى على مساحات من الطريق الصحراوى من أراضى الدولة، فى مدينة الفردوس حيث اكتشفت وزارة الزراعة وجود تلاعب وتم إيقاف بيع هذه المساحات وفتح تحقيق فى الواقعة.
وتوصلت التحريات إلى إجبار الجلسة العرفية «إمبراطور العرب» مدحت بركات على توقيع إيصالات أمانة على بياض، وتقسيم أراضى الدولة بين عائلة حداد وصديقه عاصم لطفي، وعائلة رنة، ووقتها غضب مدحت بركات وترك الجلسة، ولم يف بوعوده، ووقعت خصومة بين الجانبين بجانب غضب عائلة حداد من عدم وفاء والتزام إمبراطور العرب بالضغط على بركات، وكان «بركات» الخيط الثانى لفريق البحث.
واشتبه فريق البحث الذى أشرف عليه اللواء خالد شلبى نائب مدير المباحث فى بعض الجهاديين الذين توقع تربصهم بالقتيل عقابًا له عن التنصل من الجماعة الإرهابية، خاصة بعد أن حصل على حكم بالبراءة ورفض مساعدة بعض أعضاء الإخوان وطلبوا منه بعض التبرعات نظرًا لثرائه الفاحش.
وتبين أن عطية عبدالجواد المسئول ورجاله عن حراسة مواقع البترول والمصانع الكبرى بأكتوبر والشيخ زايد والمراكز التجارية الكبيرة مثل «أمريكانا بلازا» و«مول العرب»، ويتحصل إمبراطور العرب على أموال باهظة من فيلات الشيخ زايد، تحت بند الحراسة حيث يتم دفع ما بين 1000 و2000 جنيه شهريًا لهم بجانب المنتجعات السياحية التى يحرسها رجاله من العرب.
ويعتبر إمبراطور العرب، المسئول عن حراسة قصور رجال أعمال كبار وفنانين بينهم عادل إمام، إلى جانب حراسة المنطقة التى يقع فيها قصر محمد حسين هيكل.
واكتشف اللواء مجدى عبدالعال مدير المباحث اختفاء شخصين من أقارب عطية عبدالجواد، بعد الجريمة مباشرة، فتم البحث عنهما وتبين اختفاؤهم فى أحد الأماكن الصحراوية البعيدة، والغريب أن سيارات هيئات دبلوماسية وسفراء ورجال أعمال معروفين، كانوا متواجدين فى العزاء.
وألقت أجهزة الأمن بالجيزة، القبض على والد أحد الأشخاص المختفين وتم استجوابهم، وتضييق الخناق عليهم لكشف غموض اغتيال إمبراطور العرب.