الإثنين 26 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
قوى الشر..   ماذا تريد من مصر؟

قوى الشر.. ماذا تريد من مصر؟

كثيرة هى العراقيل والمؤامرات التى يتم نسجها للإيقاع بمصر، وكبيرة هى الجهود التى تبذلها قيادتها من أجل النهوض بها وعدم تركيع شعبها وتقزيم دورها. بعد أن أخذت قوى الشر المنظورة وغير المنظورة على عاتقها، النيل منها تحت مزاعم وحجج واهية، لرفضها التام من أن تكون طرفا أو شريكا فى ظلم الشعب الفلسطينى من جديد. 



وللأسف يشارك فى هذا، رئيس أكبر دولة فى العالم، الذى لا يرى سوى مصلحة ربيبته إسرائيل، ولهذا يطلق علينا تهديده ووعيده، مرة بقطع المساعدات، ومرة بضرورة سماحنا لسفنه الحربية والتجارية بالمرور عبر قناة السويس مجانا، لمجرد أننا نرفض خططه ومساعيه، ولا نقبل بأى حال من الأحوال تهجير الشعب الفلسطينى الشقيق من أرضه، وتصفية قضيته التى بذلنا بشأنها الغالى والنفيس من جهد وقوت شعبنا، حتى يتسنى له تحويلها إلى ريفيرا الشرق ( كما يدعى).

وتناسى رئيس أكبر دولة فى العالم،أن مصر التى تشغل الكثير من وقته وتفكيره، قرارها مستقل طوال تاريخها، لذا ترفض الهيمنة والتبعية لأحد، كبيرًا كان أو صغيرًا، رغم الظروف الصعبة التى تمر بها، خاصة الاقتصادية منها، ولهذا لم تحن يوما قامتها، واستنهض شعبها همته وشجاعته، معلنًا دعمه ومساندته لقيادته، التى تسعى لبناء دولة عصرية، قائمة على أسس علمية، تشيد وتعمل فى كل مجال، دولة قائمة على المكاشفة والمصارحة، لا تنظر إلى الماضى، دولة يقف خلفها جيش وطنى مكون من جميع أبناء شعبها، ولا تعير انتباها لحملات التشكيك التى يطلقها مرضى الداخل من أعضاء الجماعة الإرهابية المنحلة والظلاميين، وأصحاب الغرض والمرض، الذين ارتضوا عن طيب خاطر وضع أيديهم فى يد من يحاول النيل منها ومن عروبتها، ويزعجهم بشدة ارتفاع شأنها وتعاظم وتسليح قواتها المسلحة، لتضحى القوة العاشرة فى العالم من ناحية العدة والعتاد، هؤلاء وباقى من يسيرون فى ركابها لم ولن ينسوا أن هذا الجيش كان سببًا فى القضاء على حكمهم وحلمهم بحكم هذا الشعب الذى لم تنطل عليه ألاعيب خداعهم ومكرهم.

ورغم جل حملات التشكيك والمؤامرات التى تتعرض لها مصر، لم تتوان ولو للحظة فى تقديم أقصى ما فى وسعها لجمع شمل الفلسطينيين ونصرة قضيتهم، فى الوقت الذى يخرج علينا من يطالبون بأن تفعل مصر كذا وكذا، دون أن يثبت هؤلاء أو حتى يقدموا شيئًا لنصرة القضية الفلسطينية ودعمها، حتى وصل بنا الحال إلى احتلال أجزاء ليست بالقليلة من سوريا ولبنان، وتعانى دول مثل السودان وليبيا والعراق واليمن من حالات انقسام وحروب أهلية، جميعها دول نال الربيع العربى منها ومن شعوبها، وترك بصمته القاتمة السواد عليها.. ومع هذا التردى والانقسام تستمر عمليات الضغط والإكراه المصحوب بالتهديد والوعيد على مصر، من قبل قوى الشر الخارجية والداخلية، لكى توافق على خطة التهجير إلى سيناء، مقابل إسقاط جزء كبير من الديون، مع وعد صريح بتقديم مئات المليارات للمساهمة فى خطط التطوير والتنمية، ويتغافل هذا أو ذاك،عن أن الكرامة وعزة النفس لا تباع بمال الدنيا، وأن مصر قيادة وشعبًا قادرة على وقف العبث الذى يحيط بحدودها، وأنه لا سبيل لحلحلة كل مشاكل منطقة الشرق الأوسط، إلا عن طريق حل الدولتين كما صرح الرئيس السيسى فى القمة العربية الأخيرة، حتى ولو نجحت إسرائيل فى تطبيعها مع جميع الدول العربية.

من أجل هذا وغيره كثير، ستظل قامة مصر مرتفعة، ولن يستطيع أحد كائنا من كان أن ينكر دورها وموقفها التاريخى من القضية الفلسطينية، رغم جميع الظروف الصعبة التى تمر بها والمؤامرات التى تحاك ضدها. حمى الله مصر وشعبها.. وحفظها من غدر القريب قبل البعيد.