الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

علقة ساخنة على طاولة العندليب

علقة ساخنة على طاولة العندليب
علقة ساخنة على طاولة العندليب


فى صباح اليوم التالى جاءت فيولا لتلتقى بالثرى الأمثل عبدالرحمن الخميسى المفترض أنه الأب الحقيقى للفرفور والشىء الغريب أن فيولا فتحت الباب كما لو كانت من سكان تاج محل وبلا إحم ولا دستور وجد السعدنى والفرفور فيولا وسطهما.. ودى تسأل الفرفور يا ترى بابا ح ييجى حسب الميعاد.. وينظر السعدنى إلى الضحية التى جاءت بقدميها إلى الفخ ويقول للفرفور: إحنا ح نفطر الأول مش كده يا أرأور، ويصحو الشاعر حمزة من النوم وكان هو صاحب تاج محل وواضع حجر الأساس لها.. وقال يا جماعة إحنا مش ح نعرف ننام فى الكبسولة دى ولا إيه.
وعندما يفتح عينيه تتكحلان بمنظر فيولا التى وضعت الماكياج وارتدت كل ما هو على الحبل.. وقال الشاعر: أنا ح أدخل أعرف فيولا بتعمل الفطار إزاى.. وهنا يسحبها الفرفور وهو يقول: استريح أنت يا شاعر أنا ح أعرفها على  كل حاجة.. ويدخل معها الفرفور.. وهنا يقول السعدنى للشاعر: أنت بتصدق الأرأور ح يعمل معاها الفطار، فيجيب الشاعر أمال ح يعمل إيه.. فيفضحه السعدنى بأن يلحق بالبنت قبل أن يصيبها الفرفور بابتسامة ونظرة ونكتة فعناق.. وطب الشاعر على الفرفور.. فوجده من بعيد يسأل الفيولا بتعرفى تعملى بطاطس.. فقالت: بطاطس على الفطار.. فقال: آه بتقوى المناعة ع الصبح، ثم أشعلت فيولا البوتاجاز من لمبة الجاز الموجودة على النملية وبجوارها أوراق مقصوصة لزوم التوليع.. وكادت الورقة أن تحرق أصابع فيولا وهى لا تدرى أين تلقى بها فأمسك الفرفور بالورقة المشتعلة وفيولا تسأله أطفيها فين، فسبل الفرفور عيونه وهو يقترب من فيولا ويمسك يديها ويقول على طريقة العندليب: ده أنا أطفيها بأيديا.. ورموش عنيا.. وهنا دخل السعدنى الذى بلغت أسماعه كلمات الفرفور.. وهو يقول: الله إنتم بتعملوا بطاطس يا قريبى - فيترك الفرفور أيدى فيولا وهو يضحك: الله أنت عاوز بطاطس انت كمان يا قريبى.. فيقول السعدنى لفيولا: خلى بالك يا فيولا يا بنتى الفرفور ده عندليب الصحافة ح تلاقيه مسهوك وناعم ومسبلاتى.. لكن مافيش منه خوف هو آخره يعمل بطاطس كويس أوي، ضحكت فيولا وهى تقول: آه أنا المفروض ح أعمل وثيقة تأمين ولا ح عمل بطاطس يا جماعة.. وهنا ضرب الخميسى الباب بقدمه ومن خلفه سكرتيره فكرى الجوهرى محملا بكل ما لذ وطاب من لحوم مشوية وفراخ وفواكه.. واتجه إلى حيث التليفون وأمسك به وأدار القرص دون أن ينظر إلى أى مخلوق.. بينما تسمرت العيون نحو الخميسى بقامته الفارعة وهيبته التى تشع فى كل مكان وصوته الجهورى وطريقة حديثه التى لا يشبهها أى طريقة فهى علامة مميزة عليه وحده.. ويجلس الشاعر حمزة والفنان السعدنى وعندليب الصحافة الفرفور ومعهم فيولا يستمعون إلى الخميسى.. وهنا يقول الخميسى وهو ينظر إلى السعدنى والفرفور.. ثم ينظر إلى فيولا: أنت يا بنتى سيئة الحظ.. تعيسة.. لأن الأقدار وقعتك فى طريق الهكسوس.. لكن رب ضارة لقد كتبت لك الأقدار أن تلتقى بالسعادة تسيل من بين أصابع يديك يا فيولا يا بنتى.. ثم يصمت الخميسى قليلا وينظر نظرة يفهم منها أنه يريد من الجميع الصمت.
ويقول الخميسى: ألو.. أهلا يا معالى الوزير.. أنا اطلعت على كتب الوزارة بتاعة التعليم العالى وكتبت ملاحظاتى فى تقرير وبعته لسعادتك مع سكرتيرى فكرى.. ويغلق الخميسى الخط ثم يتصل برقم آخر قائلا: يا وزير الثقافة  أزيك يا ابنى.. ثم يصمت قليلا ويقول: أيوه يا ابنى أنا عمك الخميسى.. أنا يا معالى الوزير اتفقت مع زكريا الحجاوى وسعد كامل علشان الموسم الجديد وكل شيء عال العال مع السلامة يا معالى الوزير.
ثم يغلق الخميسى السماعة بعد أن تحدث مع الوزراء، وإذا بالبت فيولا تكسو نظرتها للخميسى دهشة معجونة بالإعجاب.. فوجدت نفسها مسحورة بهذه الشخصية.. وكان الفرفور مشغولا بفتح الأكياس التى عملها سكرتير الخميسى من كباب وكفتة وفراخ مشوية وفواكه وقام الخميسى واقترب من فيولا وهو يقول: انت يا ابنتى مكانك مش فى شركات التأمين.. أنت مكانك قدام كاميرات السينما.. انت ح تكسرى الدنيا يا فيولا. لو سلمت نفسك لعمك الخميسى ح تصعدى سلم المجد وبدل اللف والبهدلة على ناس زى دول - وهو يشير إلى السعدنى والفرفور - الهكسوس دول يا بنتى.. الدنيا كلها ح تجرى وراكى والجرايد والصحفيين والنقاد والضوء والشهرة يا فيولا ثم نظر إليها وقال: انت عارفة إن ربنا مشاور عليكى يا فيولا.. فنظرت فيولا إلى السعدنى والفرفور وهما يهزان رأسيهما للتأكيد على كلام الخميسى.. فقال الخميسى: انت بتبصى لهم.. بصى لى أنا.. وقال: عارفة ربنا مشاور عليكى يا بنتى وراضى عنك.. لأنه حطك فى طريق عمك الخميسى.. أنا لو مسكت التراب أعمل منه ألماظ يا فيولا.. أنا إللى عملت سعاد حسنى ومحرم فؤاد.. قبل عمك الخميسى ما كانش حد يعرفهم.. وبعد ما عرفوا الخميسى بقوا من أعاظم الناس.. ثم قام الخميسى بسحب فيولا من يدها وهو يقول: تعالى يا بنتى انتى محتاجة بلوزة وجوبات يا بنتى.. انت فنانة يا فيولا.. ومضى الخميسى وبصحبته فيولا.. ولم يعد أحد يسمع بها أو عنها منذ ذلك اليوم وترك الخميسى للهكسوس الشيء الأهم وهو الغدا الذى حبسوا بعده بشاى صعيدى واستسلموا لنوم عميق أيقظهم منه رنين لا ينقطع للتليفون.. فقد كان العندليب الأسمر الحقيقى على الجانب الآخر طلب من حمزة أن يحضر الأحبة إلى الأريزونا.. وهناك كانت طاولة مخصصة فقط للعندليب وضيوفه.. وفى أغلب الأيام لم يكن العندليب يحضر ولكن ضيوفه كانوا دائما حاضرين ومنهم عصام بصيلة وحمزة والسعدنى صلاح والفرفور وحسن الإمام محمد وبليغ حمدى ووجدى الحكيم.. وفى الطريق إلى الأريزونا تكعبل الفرفور فى واحد صاحبه كان يعمل مندوب إعلانات اسمه «أبوضيف» وعلم بأمر الفرفور فى الأريزونا وترجى الفرفور أن يذهب معهم لكى يلتقى بالعندليب ويسلم على ريشتين وصباعين كفتة.. فضحك الفرفور وقبل أن يصحب المندوب معه وعندما جلس الجميع على الترابيزة طلب مندوب الإعلانات من صديقه الفرفور.. كوز بيرة.. هنا ضحك الفرفور وقال: اوعى حد يسمعك بتوع كوز بيرة دى.. ليشيلوك هدومك من ويحطوك فى القفة ويرجعوك على الكفر.. وشرب المندوب كوزين بيرة وأخرج من جوفه أصواتا جعلت كل الحضور ينظرون إليه.. وقام بالطبطبة على بطنه وهو يقول يا سلام يا أستاذ فرفور.. أنا بادعى لك من قلبى والله.. أنت تؤمرنى أعمل أى حاجة فى الدنيا بعد الأكلة اللى ولا على البال ولا ع الخاطر، وهنا وجد الفرفور الممثلة إياها تدخل إلى الأريزونا.. ومعها طرزان الشباب، وكانت الفنانة «ز» قد نالها من فيلم الفرفور ما نالها وقد التقت بالفرفور منذ عدة أيام فى سهرة مماثلة ولكن علشان خاطر صلاح لم تفتح فمها بكلمة، أما هذه المرة فهى جاءت ومعها الرجل الذى احترمه الحضور من أجل قامته الفارعة وعضلاته المفتولة وكان هذا الرجل قد قام ببعض الأدوار فى السينما والتليفزيون وحقق شهرة إلى حد ما (م) وبمجرد أن جلست الفنانة أشارت نحو الفرفور وهى تهمس لـ(م) ببعض الكلمات.. وهنا وجد فرفور أن كل من فى الترابيزة لا يمكن لهم أن يقفوا فى وجه المارد القادم ونظر إلى ضيفه الجديد وكان ممتلئ الجسم قوى البنية.. وهنا قال له الفرفور: أنت ابن حلال مصفى أنا ح أبعت أجيب لك حبة فاكهة حلوين يستاهلوا بقك.. فقال الضيف: يا سلام يا عمنا ده يبقى افترا.. فقال الفرفور: لا افترا ولا حاجة ده أنت تستاهل كل خير وبعدين أنت كل يوم معانا.. هنا!!
وجاء المارد إياه.. ولم يكن فى تلك الأيام بودى جاردات فى هذه الأمكنة.. ولذلك فقد جاء الرجل وسألنى: فين فؤاد معوض.. فنظرت إلى أبوضيف وقلت: هو ده يا بيه.. ثم قام الممثل المارد بسحب أبوضيف من قفاه.. ورفعه إلى الأعلى بيده اليسرى ثم رفع يده اليمنى فى الهواء وهى تهوى فى الطريق كان الهوا بتاع إيد الراجل ده ح يشقلبنى على الأرض.. المهم إن آخر ما سمعه الفرفور كان استغاثة من الراجل اللى طلب من الفرفور أن يسأله أى خدمة فإذا به ياكل علقة ساخنة بعد أن حقق أغلى أمانيه وجلس إلى كبار القوم وأكل ما لذ وطاب من ريش وكفتة وكيزان بيرة ولكن الفرفور سمع آه يا عينى يا أمه.. فأطلق لساقيه العنان وطار كما الحمام ولا بطل أبطال العالم فى العدو وظل الفرفور يجرى إلى يومنا هذا كلما سمع باسم هذا الممثل.
وفى اليوم التالى.. قابل أبوضيف الفرفور.. وعاتبه قائلا: كده يا أستاذ تسيبنى أنضرب فيرد الفرفور: الله أنت كنت عاوز تعزمنى على الضرب ولا إيه ويقول السعدنى: انت فاكر الفرفور إيه طرزان الشباب.. ده بليه عند أول حوداية مش ح تلاقيه.. فيقول أبوضيف: ده أنا انضربت ضرب يا بيه.. ويقول الفرفور: يا ابنى ده انت واكل أكل وضربت كام كوز بيرة افتكرتك ح تضرب محافظة الجيزة بالمحافظ كمان.. ومع أول قلم ألاقيك بتصرخ بالصوت الحيانى.. آه يانى يا امه وكان الراجل المضروب قد أكل بونية فى كل عين فتورمت عيناه ولم يعد يرى أى شيء ولذلك يسأل الفرفور أن يصنع له جميلا للمرة الأخيرة بأن يسحبه إلى أقرب مستوصف.. ولكن الفرفور ومعه صلاح اصطحباه إلى محل كباب شهير كان صاحبه اسمه عم شعراوى كان يعشق الفن وأهله، لذلك فقد فتح لكل فنان نوتة ليأكل على الكيف ويدفع حين ميسرة وقال السعدنى للمندوب إياه: أنت ح ترفع كام طبق من عند عمك شعراوى كل مشاكلك ح تتحل بعون الله.