الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

لعنة فاروق حسنى تطارد «مهرجان المسرح التجريبى»

لعنة فاروق حسنى تطارد «مهرجان المسرح التجريبى»
لعنة فاروق حسنى تطارد «مهرجان المسرح التجريبى»


رغم إعلان  قرب انطلاق مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى 22 نوفمبر المقبل، بعد توقف 3 سنوات، عقب ثورة 25 يناير، فإن  الأصوات المطالبة بإلغائه واعتبروه إهدارا للمال العام، فضلا لارتباطه باسم وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى المتحمس الأكبر له وقت إقامته رغم قسوة الانتقادات الموجهة ضد عروضه التى تصدرت المشهد لكن حسنى تجاهل جميع الاعتراضات رغم اشتماله على عروض مسرحية يراها البعض ألغازاً وتعالياً على المشاهد وتخطياً لحدود القضايا والأحداث التى تعج بها مصر إلى جانب المشاهد الصادمة والجريئة فى عروضه.
وتعرض المهرجان فى دوراته السابقة إلى هجوم شديد من عدد من النقاد والمسرحيين، لدرجة أن البعض أطلق عليه (المهرجان التخريبى) . خاصة العروض المصرية التى تقلد العروض الغربية دون وعى، فالممثلون يتلوون كالثعابين تحت ملاءة أو يتخلون عن ملابسهم ويصرخون أو تجد عرضا يقدم على حمام سباحة وعرضا داخل أتوبيس وآخر بدون ممثلين.
وانحاز كبار المسرحيين- مثل محمد صبحى وعادل إمام ولينين الرملى- إلى الفريق المنتقد للمهرجان التجريبى، باعتبار أن المسرح الحقيقى لا يمكن أن يتم اختزاله إلى لغة الإشارات والحركات الجسدية البهلوانية غير المفهومة أو غير المبررة درامياً فى كثير من الأحيان. مؤكدين أن الكثير من عروض المهرجان ليست أعمالاً مسرحية من الأساس، ويطالبون بتغيير مسماه إلى «مهرجان القاهرة الدولى للعروض التجريبية».
يذكر أن مجموعة من المسرحيين وأعضاء المركز المصرى للمعهد الدولى للمسرح ، التابع لليونسكو قد توجهوا لوزير الثقافة حلمى النمنم ببيان عاجل بعد تكليفه رسميا بمهام الوزارة.
وحذر البيان من تباطؤ وزارة الثقافة فى عهد الوزير السابق عبدالواحد النبوى فى إصدار ميزانية مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى وفى إقرار لائحته. مما جعل المهرجان فى أزمة شديدة تنذر بتأجيله أو ألغائه، وكلاهما من الأمور التى تهدد بفقدان المهرجان ووزارة الثقافة المصرية لمصداقيتهما على كافة الأصعدة الدولية.
وأصدر المركز المصرى للمعهد الدولى للمسرح بيانا بتاريخ 10 سبتمبر الماضى، طالب الوزير السابق بتحمل مسئولياته تجاه المهرجان وبسرعة إصدار الميزانية فى أقرب وقت ودون أدنى إبطاء.
وناشد البيان حلمى النمنم بإقرار ميزانية المهرجان ولائحته، وللعمل سويا مع مجلس إدارة المهرجان لتذليل العقبات التى تعترض طريقه وتحول دون خروجه إلى النور فى موعده المقرر فى 21 نوفمبر 2015.
فى المقابل، تزايدت الأصوات المطالبة بإلغاء المهرجان فى ظل عدم توفير الصيانة اللازمة لمسارح الدولة والتى بات شبح الحرائق يلاحقها يوما بعد الآخر.. وضعف مستوى المهرجان، لا يزال مفهوم (المسرح التجريبى) غامضاً لدى كثير من المسرحيين. وأغلبهم لا يفهمون معنى التجريب أو دلالته شكلا ومضمونا معالجة وطرحاً، ويظنون أن التجريب فى الشكل والصيغ فقط وينسون أن أهم ما فى التجريب هو التجريب فى الخطاب والمضمون.
يعتمد المهرجان- منذ بداية انطلاقه فى سبتمبر 1988- علي عدة معايير للاختيار، منها ألا تزيد مدة العرض عن 90 دقيقة وتعدد نقاط الدهشة داخله، وأن يكون غير مألوف، ويحمل استخداماً مختلفاً للسينوغرافيا من حيث الموسيقى والإضاءة، وتجنب (المنولوج) الطويل، ومراعاة حداثة الإيقاع داخل العرض، وطرح تساؤلات وإن كانت عبر النهايات المفتوحة، والإلمام بكل مفردات العرض وأجزائه. حسب هدى وصفى، رئيس لجنة مشاهدة المهرجان.
وقال محمد محمود مدير المسرح العائم إن المهرجان شهد تطويراً وتم الاستفادة منه كثيراً ولكن حتى الآن لم نصل لصيغة معينة (هل هذا تجريبى أم لا؟) وبعد 22 سنة هناك اختلاف بين النقاد والمتخصصين عن ماهية التجريبى.
فعرض (ظل الحمار) الذى قدم فى المهرجان التجريبى الدورة الـ 22 من مركز الإبداع قيل عنه إنه عرض هائل ولكن رئيس اللجنة أقر أنه لا يمت للتجريب بصلة، وهذه علامة استفهام فمن الأساس إذا كان لا يمت للتجريب بصلة، لماذا تم قبوله داخل المهرجان التجريبى؟
وبالرغم من أن (مسرحية قهوة سادة) التى قدمت قبل ذلك من مركز الإبداع قالوا عنها إنها غير تجريبية ولكنها حصلت على جائزة فهناك تناقضات رهيبة فإلى الآن لم نتفق عن ماهية التجريب، وهذه مشكلة فى حد ذاتها، فليس كل ما يقدم فى المهرجان التجريبى أبدع ما قدم خلال العام على مستوى مصر والعالم كله.
وشهد المهرجان الماضى ظاهرة التخلى عن النص المسرحى واستبداله بالرقص الحديث والتعبير الحركى غير المفهوم، والتعرى، حيث وصفه محمد صبحى من قبل عندما قال: هذا المهرجان يخرب فى عناصر العمل المسرحى ولا يجرب ويلجأ للغموض والشذوذ واللامعقول، وأيضا وصفه الراحل سعد أردش بمهرجان الفوضى والعشوائية المسرحية.■