الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الشعب يريد إسقاط 10 وزراء

الشعب يريد إسقاط 10 وزراء
الشعب يريد إسقاط 10 وزراء


إذا كانت شمعة واحدة تكفى لهزيمة الظلام، كل الظلام، فإن وزارة فاشلة تكفى للحكم على أداء الحكومة بالفشل، خاصة إذا كانت خدمية، تتصل بالحياة اليومية للناس. للفشل رائحة، ليس بوسع أحد أن يخفيها، فهى تزكم الأنوف، يتبدى وجهها القبيح أمام الناس، وجه لا يمكن تجميله بحملات التطبيل والدعاية الإعلامية. فى حكومة المهندس إبراهيم محلب الآن، ثمة وزراء فاشلون، يخرجون من فشل فيسقطون فى آخر، لا يحققون إنجازًا فى أى ملف يتعهدون بإنهائه، والغريب أنهم متشبثون بكراسيهم، يصرون على سحب وزاراتهم إلى أعماق الفشل، والأغرب أن قرار إقالتهم لم يتخذ رغم ارتفاع الأصوات المطالبة بإقالتهم. فلماذا تصر الحكومة على التمسك بالفاشلين؟ هل تستنسخ آليات نظام المخلوع مبارك الذى كان يرفض زحزحة مسئول يكرهه الناس لمجرد أنه «واخد دكتوراه فى العند» كما كان يقول؟ أى فاتورة سيسددها المواطن والوطن معًا من الإبقاء على الفاشلين، وتسليم مقدرات يومه إلى الذين حققوا صفرًا كصفر المونديال الشهير؟
الصحة  فى الـ«إن-عاش»
الدكتور عادل العدوى وزير الصحة لم يفشل فقط فى انتشال زورق الخدمات الصحية الذى يغرق فى مياه الفساد منذ عشرات السنين، بل فشل أيضًا فى إقناع الرأى العام بأنه وزير من الأساس، وكان يستحق هذا الوزير تحديدا الإقالة بعد قبوله أن يكون أداة للدعاية الانتخابية لمرشح البرلمان فى دائرة زفتى بالغربية محمد فودة، حين توجه الوزير للمحافظة لافتتاح مستشفى زفتى العام بصحبة فودة كنوع من الدعم.
فضيحة كان بطلها الدكتور العدوى بعد زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب المفاجئة لمعهد القلب بإمبابة، وشاهد بنفسه ما يعف اللسان عن ذكره داخل المعهد الذى استحق بجدارة تسمية المواطنين بـ«معهد وجع القلب».
عقب الزيارة تلقى «العدوى» صفعة مدوية عن طريق حملة إلكترونية تحت مسمى «عشان لو جه ميتفاجئش»، لتفضح ما يعانى منه المواطن داخل جميع مستشفيات الدولة والمراكز الصحية.
العدوى- أفشل وزير صحة فى تاريخ مصر - كما يصفه مختصون، شارك فى الموافقة على استيراد عقار «سوفالدى» لمرضى الكبد بسعر مرتفع جدًا، خاصة أن الهند اشترته من الشركات الأمريكية المصنعة بسعر أقل بكثير مما اشتريناه، كما أن العدوى ساعد على تمكين أصحاب كبار شركات الأدوية من احتكار الصناعة، وعين بعضهم مستشارين له بالوزارة، فأصبحت الوزارة الخدمية تدار بواسطة تجار الدواء الذين تتقاطع مصالحهم بالتأكيد مع مصالح المواطنين وحقهم فى الحصول على خدمات صحية وأدوية جيدة وبأسعار معقولة.
وزير التعليم الامتحان «عند البقال»
محب الرافعى وزير التربية والتعليم لا يقل فشلا بأى حال عن وزير الصحة، وكان تسريب امتحانات الثانوية العامة فى منتصف العام الجارى كافيًا جدا للإطاحة به فى يونيو الماضى، ففى عهده أصبح «الغش للجميع» فعلا، وأصبح امتحان الثانوية العامة «عند البقال»، أو بعبارة أدق على صفحات موقع التواصل «فيسبوك».
فى غضون الفضيحة خرج الوزير ليؤكد أنه سيواجه الكارثة فى أسرع وقت، فردت «مافيا التسريبات» بنشر نتائج امتحانات الثانوية العامة الخاصة بالعشرة الأوائل على مستوى الجمهورية قبل المؤتمر المخصص لذلك.
فشل الرافعى فى مهمة تطوير المناهج التى جاء بالأساس لينجزها، كما أنه لم يتخذ قرارًا حتى الآن بشأن المدارس الآيلة للسقوط، فهناك 0091 مدرسة تحتاج لترميم، و0083 مدرسة تحتاج لصيانة عاجلة.
وإزاء هذه المشكلات التربوية الملحة، لا يقدم الوزير سوى الكلام المعسول، ومنها تأكيداته أنه يتابع ويراجع وينظر ويتفقد ويدرس التجارب الأخرى، وماذا بعد؟ لا شىء.
وطبقا لبيانات الوزارة فقد تم الاطلاع على كثير من التجارب الناجحة لبعض الدول فى التعليم مثل سنغافورا وفنلندا، وأمريكا واليابان ونيوزيلندا، لكن لا شيئًا يحدث، وما زالت المناهج كما هى والنظام التعليمى كما هو.
عبدالنور وزير غلق المصانع
الضلع الثالث فى مثلث الفشل الذريع يتمثل فى وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، منير فخرى عبدالنور، الذى «يكبس» على أنفاس الصناعة المصرية منذ أكثر من عامين، فى حين أن أداء وزارته «صفر من عشرة».
ورغم النجاح الذى حصده المؤتمر الاقتصادى، فى جذب استثمارات، فشل عبدالنور فى تنفيذ مشروعات المؤتمر، كما أخفق فى ملف الصادرات، حيث إن قيمة صادرات مصر، تراجعت بنسبة 12٪، كما أنه لم يحرز تقدما فى ملف المصانع المتعثرة مما تسبب فى تشريد أكثر من 001 ألف عامل.
وبالنسبة لمشروعات الصناعة الصغيرة المخصصة للشباب، فإن  الشباب داخوا السبع دوخات للحصول على التمويل الذى يتراوح ما بين 005 ألف إلى 5 ملايين للمشروع الواحد، كما يشكو الشاب من تعقيدات وروتين استخراج التراخيص القانونية.
كما أهمل الوزير ملف المصانع غير المرخصة، أو ما يسمى بــ«مصانع بير السلم» غير الخاضعة للرقابة، ولا تدخل ضمن الأنشطة الاقتصادية الرسمية فى الدولة لتحصيل الضرائب منها بالاضافة الى مخاطرها غير المحدودة.
كل هذا الإخفاق فى وزارة عبد النور طبيعى، فرجل الأعمال الذى تولى عدة حقائب وزارية بعد الثورة ترك كل ما تعانيه وزارته من تراجع وفساد وإخفاق وأخذ يمتعنا بآرائه السياسية وتحليلاته المعمقة- من وجهة نظره - حول العلاقات المصرية الخارجية، وكأنه لا يعلم انه مسئول عن وزارة  اقتصادية لو ركز فيها سيكون أجدى له ولمصر معًا.
هلال.. فين المليون فدان؟
بما أن المصائب لا تأتى فرادى فالخيبة لم تكتف بملف الصناعة فقط، بل امتدت إلى ملف الزراعة أيضا، والذى تولاه الدكتور صلاح هلال فى مارس الماضى.
هلال لم يستصلح حتى الآن مترًا واحدًا من مشروع المليون فدان الذى أعلن عنه الرئيس السيسى منذ توليه الحكم فى يونيو 4102، كما دمر الوزير ميزانية مراكز البحوث الزراعية، ووقف عاجزا أمام حيتان الفساد داخل الوزارة وهم يبتلعون ما تبقى من الميزانية.
وتجسدت الكارثة بأقبح صورها حينما أعلن الدكتور عبدالجليل الجوهرى، رئيس قسم أمراض الدواجن بجامعة كفر الشيخ، أن لقاحات وأمصال وزارة الزراعة ممثلة فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية فاسدة وتسببت فى نفوق 57٪ من الثروة الداجنة، لعدم مطابقة تلك اللقاحات للمواصفات، ولكن الوزير لم يتحرك.
ومن أبرز ما حققه الوزير خلال ستة اشهر للسقوط المدوى إلى القاع السحيق، قضية الخواجة توماس إحدى حلقات مسلسل الفساد والإهمال داخل الوزارة، حيث أكدت حملة «مين بيحب مصر» منذ شهور أن إحدى المنظمات الألمانية تم تخصيص مكتب خاص لها بوزارة الزراعة وقرر الوزير صلاح هلال تخصيص مكتب لرجل ألمانى يدعى توماس داخل مبانى الوزارة وأصبح توماس المسيطر على جميع مراكز المعلومات المتعلقة بأوضاع مصر الزراعية، إضافة إلى تخصيص كاميرات من قبل الوزارة لرصد أحوال الفلاحين وإرسالها إلى المنظمة الأجنبية بمعرفة توماس.
رحل توماس بعد الفضيحة التى نشرتها وسائل الإعلام، لكن لا يزال هلال الذى أتى بتوماس وغيره موجودا حتى الآن، ولو كان الوزير اهتم بمصلحة المواطنين كما اهتم بمصالح توماس ومنظمته ما وصلنا لهذا الوضع أبدا.
مغازى .. وزير «رى إثيوبيا»
لا يستحق حسام مغازى وزير الرى والموارد المائية الإقالة، بل يستحق المحاكمة، فهو يتحمل مسئولية الفشل فى ملف سد النهضة.. الملف الأخطر على أمن مصر المائى، بقراراته الخاطئة واختياراته السيئة التى أدت الى كارثة تهدد الأمن القومى المصرى،  وهى نجاح إثيوبيا فى بناء أكثر من نصف سد النهضة والوزير لا يزال غارقا فى مستنقع المفاوضات الفاشلة المستمرة دون جدوى، والتى- فى الغالب- ستستمر حتى تنتهى إثيوبيا من بناء السد، وربما بعدئذ نشاهد الوزير بجانب مستشاره علاء ياسين المشرف على اللجنة الثلاثية الخاصة بسد النهضة والذى تم تعيينه فى هذا المنصب من قبل مغازى نفسه، يحضران حفل افتتاح السد، لتفقد مصر ربع حصتها على أقل تقدير من مياه النيل.
وهناك اتهامات موجهة لعلاء ياسين المشرف على اللجنة الثلاثية الخاصة بسد النهضة بالتعاون مع إثيوبيا فى المفاوضات الأخيرة، وتقاضيه مبالغ مالية للعمل لصالح أديس أبابا، وهى اتهامات تضمنتها دعوى مقدمة من المهندس إبراهيم الفيومى رئيس مشروع تنمية أفريقيا وربط نهر الكونغو بالنيل للنائب العام السابق المستشار هشام بركات، ضد مستشار وزير الرى حملت رقم 4981 لسنة 5102، ودعوى أخرى برقم 2071 لسنة 5102 واصفا إياه برجل إثيوبيا فى وزارة الرى.
وإذا صحت هذه الاتهامات فمحاكمة الوزير ومستشاره هى أقل شىء يمكن تقديمه للمصريين بعد هذه الخطيئة التاريخية والكارثية، مع اتخاذ قرار فورى بنقل الإشراف على مفاوضات سد النهضة الإثيوبى، من وزارة الرى، إلى جهات سيادية ممثلة فى المخابرات ووزارة الدفاع.
وبجانب أزمة سد النهضة فشل الوزير فى اتخاذ خطوة واحدة فى مشروع تطوير وتعمير سيناء، بالإضافة فى فشله فى التصدى لمافيا التعديات وبناء القصور والفيلات على نهر النيل ذى المياه الملوثة بسبب تسرب مياه الصرف الصحى إليه.
وزير الثقافة.. لا للإبداع
رغم أن عبدالواحد النبوى وزير الثقافة استطاع خلال 6 أشهر هى عمر وزارته أن يتخلص من بعض مراكز القوى داخل الوزارة ممن سيطروا على مفاصل الوزارة منذ عهد فاروق حسنى، وعلى رأس هؤلاء، أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب السابق، ورغم أنه استطاع أيضا مواجهة جبهة الإبداع التى تتحرك دوما للدفاع عن أشخاص بعينهم داخل الوزارة، إلا أنه فشل فى وقف تدهور الملف الثقافى المستمر منذ سنوات وفشل أيضا فى تحقيق نهضة ثقافية وفنية فى وقت تحتاج مصر بشدة لهذه النهضة من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف، ولم يحقق أى شىء فى ملفات شهدت تراجعًا مستمرًا عشرات السنين مثل المسرح والسينما والفنون التشكيلية والاستعراضية، كما أنه لم يستطع القضاء على بؤر الفساد المنتشرة بكثرة داخل قطاعات الوزارة، ولم يستطع كسابقيه استغلال حالة الفوران الإبداعى التى ظهرت بعد الثورة مباشرة بين شباب الفنانين الذين شاركوا فى ثورة يناير لصياغتها فى عمل حالة إبداعية وثقافية عامة تدفع المجتمع للأمام، كما لم ينجح أيضا فى النهوض بأكاديمية الفنون التى تعانى من تدهور غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة لدرجة جعلت بعض الكيانات المستقلة تتفوق عليها فى إفراز فنانين ومبدعين للوسط الثقافى والفنى.
أضف إلى كل ما سبق أن النبوى لا يمتلك رؤية ثقافية تؤهله بالأساس لهذا المنصب الحساس.
سالمان .. «طارد الاستثمار»..  والعشرى «عدوة العمال»
أشرف سالمان وزير الاستثمار الذى تولى منصبه منذ أكثر من عام، لم يفشل فقط فى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التى خطط لها بقيمة تتراوح بين 01 إلى 21 مليار دولار سنويًا على حد قوله، بل فشل أيضا فى الإبقاء على الاستثمارات الموجودة بالفعل، فطبقا لبيانات البنك المركزى، تقلص الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر، مع هروب أموال للخارج، حيث بلغت نسبة الأموال الهاربة 6 مليارات و477 مليون دولار.
وتواجه ناهد العشرى وزيرة القوى العاملة والهجرة هى الأخرى اتهامات بالانحياز لرجال الأعمال على حساب العمال، وتسببت فى غضب عدد كبير من العمال الذين أبدوا استياءهم من تجاهل الوزيرة لمشاكلهم.
ولم تتوقف فى عهدها إضرابات العمال،  كما أنها دخلت فى حرب حامية مع اتحاد العمال بعد أن صرحت أنها تسعى لحل الاتحاد مما تسبب فى أزمة كبيرة بين الوزارة والكيان العمالى الأكبر فى مصر، كما سعت لإغلاق الجامعة العمالية، وتأجير أصولها وتحويلها إلى نوادٍ واستراحات لرجال الأعمال.
وزير المواصلات.. شغلته «صاحب محلب»
علاقة المهندس هانى ضاحى وزير النقل والمواصلات برئيس الوزراء إبراهيم محلب كانت سببا فى توليه منصب وزير النقل منذ أكثر من عام بعد أن كان وزيرا للبترول قبلها، وكانت سببا أيضا فى ابتلائنا بفشل غير عادى على مدار 41 شهرا فى وزارة النقل إحدى أهم الوزارات الخدمية.
شهد مرفق قطاع السكك الحديدية تعثرا وفشلا فى كل خطط التطوير المتعلقة به، كما فشل الوزير فى اختبار تطوير المزلقانات والحد من الحوادث ووقف نزيف الدماء المستمر على قضبان السكك الحديدية.
وفشل أيضا فى مواجهة الفساد المستفحل داخل قطاعات الوزارة وعلى رأسها قطاعى النقل البحرى والسكك الحديدية.
فى عهده لقى سبعة طلاب مصرعهم وأصيب 42 آخرون بإصابات بالغة، نتيجة اصطدام قطار بأتوبيس رحلات مدرسية عند مدخل بوابة مدينة الشروق، وكذلك تفحمت جثث 31 طالبا وإصابة 81 بينهم حالات خطيرة، بعد تصادم أوتوبيس مدارس يستقله طلاب مدرسة الأورمان بالقرب من قرية أنور المفتى فى اتجاه الإسكندرية، بعد اصطدامه بسيارة محملة بالبنزين بسبب سوء حالة الطرق.
وفى قطاع الطرق والكبارى تدنى مستويات الإنجاز فى مشروعات الوزارة إلى نحو 04٪ من المستهدف مقارنة بنسب الإنجاز التى حققتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى مشروعاتها والتى بلغت 100٪.
وفى قطاع النقل البحرى، شهدت كل المشروعات تعثرا ومن ضمنها مشروع محطة حاويات دمياط حيث أضاع على الدولة مستحقات واجبة تتجاوز الـ100 مليون دولار، كما تسبب فى تعطيل تطوير أعماق الميناء، مما تسبب فى هروب الخطوط الملاحية إلى موانئ أخرى منافسة فى شرق البحر المتوسط، كما فشل فى عدد من المشروعات الاستثمارية فى قطاع النقل البحرى وتم إلغاء كل المزايدات الخاصة بالمشروعات الاستثمارية فى ميناء سفاجا وميناء الطور وميناء الإسكندرية، والتى تصل إلى نحو 10مشروعات باستثمارات تقارب 3 مليارات دولار.
ورفض الوزير أن يرحل عن منصبه دون أن يترك للشعب المصرى كارثتين من النوع الثقيل، الأولى حادث غرق صندل الفوسفات محملاً بـ500 طن، والثانية حادث غرق مركب الوراق الأخير الذى راح ضحيته أكثر من 30مصريًا.
الدماطى.. وزير التطبيع «الآثار سابقًا»
تولى وزير الآثار ممدوح الدماطى، المسئولية فى يونيو الماضى، فلم يحقق تقدما فى الوزارة، وغض البصر عن الفساد والسرقة داخل الوزارة كما أكد العديد من خبراء الآثار، ووصلت الآثار المصرية فى عهده لحالة سيئة للغاية تنذر بوقوع كارثة تاريخية إن لم تتحرك الدولة لإقالته وإنقاذ الآثار المصرية من العبث بها، فعمليات الترميم الخاطئة التى وقعت فى عدد كبير من الأماكن الأثرية أدت إلى تشويه الآثار بالإضافة إلى الوضع الخطير الذى وصلت إليه الآثار الإسلامية فى مصر والتى تعانى من إهمال لدرجة جعلت أحد المواطنين يقرر تحويل أحد الأماكن الأثرية بمنطقة الجمالية إلى غرزة لتعاطى المخدرات وممارسة الجنس دون أن يجد أى عوائق تمنعه عن ذلك، وكأن وزارة الآثار لم تؤسس بعد.
ولم تكتف الوزارة بتشويه لحية الملك توت عنخ أمون بدعوى ترميمه وهو الأمر الذى كان مثارا للسخرية من العالم، بل شهدت وزارة الآثار واقعة أخرى خاصة بكسر خمس قطع أثرية من أصل 135 معروضة من مجموعة توت عنخ أمون والتى تضررت كثيرًا أثناء نقلها من المتحف المصرى فى القاهرة إلى المتحف الكبير
كارثة أخرى تمت بعلم وزارة الآثار وهى القضاء على موقع مسرح العبد الأثرى بمنطقة كامب شيزار بالإسكندرية، الذى يرجع للعصر الهلنستى، والمصنف بأنه لا يوجد موقع آخر شبيهه أو يمكن مقارنته به، لأنه يضم أكبر مقبرة أثرية رومانية فى التاريخ، وتم تسويته بالأرض ليلا فى غياب الدولة.
مسلسل كوارث الدماطى لا يمكن حصره هنا بأى حال من الأحوال، لكن أخطر ما ارتكبه الدماطى على الإطلاق وما يستوجب التحقيق فورا ما أكده مدير التوثيق الأثرى نور الدين عبدالصمد، فى استقبال عضو الجمعية الجغرافية الأمريكية فى مكتبه التى يرأسها رجل الأعمال الإسرائيلى، روبرت مردوخ ذو الميول الصهيونية، حيث ناقش معه خلال اجتماع مصغر بالوزارة نسب الملك المصرى ''توت عنخ أمون'' وبموجب النقاش قام الوزير بالتوقيع على وثيقة مع مندوب الجمعية الجغرافية مطبوع عليها «سرى جدًا» تفيد بأن الملك توت عنخ أمون ليس مصريًا طبقا لتحليل الـDNA.