الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تحيا جمهورية «يونيو» المصرية

تحيا جمهورية «يونيو» المصرية
تحيا جمهورية «يونيو» المصرية


العظماء فقط هم الذين يكتبون التاريخ أو يعيدون كتابته وتصحيحه.. ليسجلوا فى دفتر أحوال الوطن أروع اللحظات.
فى شهر يونيو الذي شهد النكسة بمؤامرة أمريكية خسيسة وغادرة، شاء القدر أن يكون هو نفسه شهر الانتصارات والتحولات العظمى، ففى نفس التوقيت منذ 40 عاما أعاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات افتتاح قناة السويس بعد إغلاقها عقب نكسة يونيو ليتحول هذا اليوم الأسود إلى عيد قومى وذكرى شعبية، وفى نفس الشهر بعد مرور 48 عاما من ذات النكسة يشهد أروع الثورات الشعبية التى سجلها التاريخ عندما استجاب جيش مصر العظيم لإرادة شعبه فى 30 يونيو.

عبقرية الرئيس السادات وشجاعة الرئيس السيسى ردت اعتبار كل المصريين أمام العالم فى ملحمتين سيتوقف التاريخ أمامهما طويلا.. فالرئيس السادات هو قائد الحرب والسلام فى معركة استرداد الكرامة المصرية فى السادس من أكتوبر 73 والرئيس السيسى قاد معركة «تصحيح ثورة 25 يناير» أعاد الأمور إلى أوضاعها الحقيقية بتصديه الباسل لمؤامرة تفكيك الوطن ومحو تاريخه وحضارته العريقة وتشويه إيمانه الموروث وعقيدته السمحة بشعارات كاذبة وسيناريوهات قبيحة ولإعادة عقارب الساعة إلى الوراء بدعم قوى صهيونية مفضوحة لا يحركها سوى مصالحها العظمى وفرض فلسفة القوة وتسويق الإرهاب لإثارة الفوضى بين الشعوب الآمنة والمستقرة.
الجماعة الإرهابية كانت هى المفاعل النووى الصهيونى الخطير لتدمير حضارة كتبت تاريخ العالم والأداة الرخيصة التى يستخدمها حكماء صهيون لتقسيم مصر ومحو تراثه وأمجاده، هذا المفاعل الذى أبطل القائد الأعلى للقوات المسلحة مفعوله بإرادة شعبية جماعية فى 30 يونيو بعد خروج أكثر من 30 مليون مصرى فى الميادين والشوارع تنادى وبصوت واحد بإخراج الجماعة المأجورة من مصر واقتلاع جذورها بعد أن خرجوا من جحورهم ولم تفلح أساليب المناورة والتمويه والخداع التى استخدموها لتخدير وطن عظيم أدمن صناعة التاريخ، الإرادة الشعبية أفسدت خطط المتاجرين بالإسلام وتراب مصر وكهنة تزييف التاريخ فى معركة فاصلة ضد الإرهاب والإرهابيين ومازال المصريون قيادة وشعبا يخوضون معركة تطهير مصر من بؤر الإرهابيين والثأر لرئيس مصر الشهيد أنور السادات قائد معركة استرداد الكرامة ومحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر.
السادات فى 5 يونيو 75 أعاد لمصر والعالم شريان الحياة ومفتاحها وتحويل الذكرى المشئومة إلى فتح مبين وفى مشهد تاريخى بحضور قادة وزعماء العالم أعاد افتتاح القناة، وهى الشريان الحيوى للملاحة العالمية إيذانا ببدء سياسة جديدة وهى سياسة الانفتاح على العالم وتشجيع القطاع الخاص والاستثمار العربى والأجنبى وإنقاذ مصر من الإفلاس بعد معاناة حروب طويلة وضمان عائد قوى للبلاد دون الاستدانة من البنك الدولى وتحقيق سياسة الاكتفاء الذاتى.. اختار السادات إلغاء ذكرى النكسة وتحويلها إلى عيد لبهجة المصريين فى أخطر قرار بعد قرار الحرب التاريخى فى السادس من أكتوبر وتوصيل رسالة للعالم كله بأن زمن الانكسار لن يعود وفى مشهد تاريخى ارتدى فيه الزعيم الراحل ملابس البحرية المصرية، افتتح القناة فى مشهد عظيم.
الزعيم والفقيد لخص ذكرى افتتاح القناة فى خطاب تاريخى قال فيه:
باسم الله سبحانه وتعالى نفتتح القناة، التى أغلقت نتيجة العدوان الإسرائيلى على أرض مصر، لكن بإذن الله وبعد تطهيرها من العدوان بعد العبور المجيد فى السادس من أكتوبر ومعارك التحرير والكرامة وأصبح طبيعيا أن يكمل هذا الشريان المصرى الحيوى مسيرة العبور.
إن ابن هذه الأرض الطيبة الذى شق القناة بعرقه ودموعه همزة للوصل بين القارات والحضارات وعبرها بأرواح شهدائه الأبرار لينشر السلام والأمان على ضفافها يعيد فتحها للملاحة من جديد كما أنشأها أول مرة رائدا للسلام وشريانا للازدهار والتعاون بين البشر.
ولأن تاريخ العظماء موصول بحب الوطن ورسم خرائط الرخاء لشعوبهم وفى خطوة عملاقة وبأيدٍ مصرية، اتخذ الرئيس عبدالفتاح السيسى قراره التاريخى بحفر قناة السويس الثانية لاستكمال العطاء والرخاء لهذا البلد الأمين بعد أن وجه ضربته القاضية لأعداء الوطن فى 30 يونيو 2013 وفى هذا التوقيت.. الذي يواكب إعادة افتتاح قناة السويس القديمة يترقب المصريون والعالم افتتاح القناة الجديدة فى أغسطس المقبل لقائد العبور الثانى فى ملحمة مصرية جديدة وقبل الموعد المحدد بعام كامل وبسواعد مصرية وبرأس مال مصرى بعد فتح باب الاكتتاب والتبرع لإقامة القناة الجديدة الذى أذهل العالم فى قدرة وبراعة المصريين فى صناعة التاريخ ولو كره المغرضون والخونة.
وبنفس المشاعر الوطنية تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة تدشين مشروع القناة الجديدة وقال: إننا نتحرك بقوة من أجل الخروج من دائرة الفقر وإن شاء الله سنخرج منه بالعمل والمثابرة والجهد والكفاح.. وإن الشركات الوطنية المصرية المختصة بهذا المشروع ستعمل تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة، والمصريون لديهم حساسية من التمويل الأجنبى للمشروع، لكنى أؤكد أنه تمويل مصرى خالص من أجل كل المصريين.∎