الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إنفلونزا دى ولا انقلاب؟!

إنفلونزا دى ولا انقلاب؟!
إنفلونزا دى ولا انقلاب؟!


بعد اختفاء 8 أيام ظهر الرئيس الروسى (فلاديمير بوتين) أمام الرأى العام، لدى استقباله نظيره القرغيزى (ألمازبك أثامباليف) فى مدينة سانت بطرسبرج.. الاختفاء المفاجئ والظهور المفاجئ أثارا الكثير من التكهنات، منها فرضية أن يكون القيصر مصابا بمرض ما، خاصة أن شحوبه كان واضحا، وهو الأمر الذى يحتمل قولين، الأول القول الرسمى للكرملين بأن بوتين تعرض لدور أنفلونزا حاد، والثانى أنه مصاب بمرض خطير تتكتم موسكو عليه من أجل ترتيب أوراق خلافته.

 وذلك فى  دولة مازالت تحبو على طريق الديمقراطية، وتميل إلى فكرة السلطة الأبوية حيث يشكل الرئيس مصدرا للأمان فى ظل غياب الفكرة المؤسساتية بشكلها العلمى الواضح.إلى جانب ثنائية الأنفلونزا والمرض الخطير، ثمة فرضية ثالثة، وتتمثل فى أن الرئيس تعرض لمحاولة اغتيال لكنها فشلت، لكن بالطبع ظهور بوتين ينسفها كليا.
∎ مرض خطير
وكشفت صحيفة (كورير بيبر) النمساوية عن أن الرئيس الروسى مصاب بمرض فى الظهر، وتوجه طبيب نمساوى شهير إلى روسيا منذ فترة لعلاج الرئيس الروسى، لكن الصحيفة لم تحدد طبيعة المرض الذى يعانيه الرئيس.
وعانى بوتين من آلام فى الظهر قبل 3 سنوات، وهو الأمر الذى يؤشر إلى أن طبيعة مرضه تتعلق بفقرات العمود الفقرى، خاصة أن الصحيفة النمساوية كشفت عن أن الطبيب الذى توجه إلى موسكو ««را» هو طبيب عظام.
وأمام الرواية النمساوية نقلت صحيفة الديلى ميل البريطانية عن مسئول بالكرملين أن فيروس الإنفلونزا الذى أصاب بوتين جعله طريح الفراش ولا يستطيع الظهور فى المناسبات العامة، لكنه فى طريقه للتعافى والشفاء، وسيعود لممارسة عمله قريبا.
وفى تقرير آخر نشرت الصحيفة نقلا عن مصدر فى روسيا أن بوتين تعرض لانقلاب وأن قائدا سابقا لجهاز الأمن الداخلى الروسى، نجح فى القبض على بوتين ووضعه رهن الإقامة الجبرية فى مكان سرى، مشيرا إلى أن بوتين لم يقتل بعد لكنه محتجز قيد التحقيق، ونشرت الصحيفة صورا غريبة لشاحنات ضخمة تقف بشكل غريب قرب مقر الكرملين، مقر الحكم فى موسكو، مشيرة إلى أن هذا الوضع الغريب يوضح أن هناك أمرا ما يجرى فى البلاد.
ونشرت وكالات الأنباء الروسية تصريحات منقولة عن الرئيس الروسى، تتعلق بالتحرك العسكرى فى شبه جزيرة القرم وأوكرانيا وأنه كان مستعدا للتحرك النووى ووضعه الأسلحة النووية الروسية فى حالة تأهب تحسبا لأى عمل عسكرى غربى ضد روسيا.
العديد من التقارير تحدثت عن إصابة بوتين بأمراض غريبة ونادرة فى إطار حرب الشائعات التى يشنها الغرب على القيصر ، ومنها تقارير روجتها صحف غربية حول إصابته بسرطان البنكرياس، وهو مرض لا شفاء منه وأدى لموت العديد من المشاهير منهم (ستيف جوبز) مؤسس شركة آبل.
∎ إنفلونزا ولا انقلاب
ما لا يفهمه الغرب والأمريكان عن الشعب الروسى أنه يعشق بوتين ومسألة الترويج لانقلاب ضده ضرب من الخيال خاصة أنه ليس هناك بديل آخر.
صحيفة موسكو تايمز فى استطلاع للرأى أكدت أن الروس يفضلون القياصرة ويحبون أن يحكمهم رجل قوى.وأوضح أن بوتين ربما يتمتع بشعبية كبيرة وذلك لجلبه النظام بعد الفوضى التى أعقبت انهيار الشيوعية  فى عام 1991 وأعاد لروسيا هيبتها العالمية، ولطالما تحسنت أحوال روسيا مع القادة الأقوياء فصورة الرئيس العامة تعزز من سلطته فهو أقوى سياسى فى روسيا، لأنه متحدث عبقرى، ويتحكم فى كل الحوارات ويجيد التخطيط الاستراتيجى، وكل استطلاعات الرأى مؤخرا وجدت أن الأغلبية تفضل أن يعاد انتخابه عام .2018
ويلقبه الروس بـ (الأب المقدس) و(القيصر) و(ثعلب المخابرات) وذلك دليل دعمهم اللا نهائى لبوتين وذلك لعدة أسباب أنه متدين فهو لا يخفى أنه مسيحى أرثوذكسى أى مثل المصريين مسيحى شرقى ولذلك كانت عاداته وسلوكياته محافظة وقريبة من  الشعب المصرى، وتتمتع روسيا فى عهد بوتين ببناء واسع وترميم الكنائس وسمح للدولة تدريس الدين فى المدارس وقد اتسمت مقاربته للسياسة الدينية باعتبارها واحدة من الدعم للحريات الدينية وكان يقوم بتوحيد الأديان المختلفة تحت سلطة الدولة وبوتين يحضر بانتظام أهم الأحداث للكنيسة الأرثوذكسية الروسية وهو على علاقة جيدة مع بطاركة الكنيسة الروسية.
ومن أهم الأسباب التى تجعل الروس يعشقون بوتين بداياته المتواضعة والتى تحدث عنها على الملأ بزهو فوالده فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين الذى كان مجندا فى البحرية السوفيتية وخدم فى أسطول الغواصات، ووالدته ماريا إيفانوفا بوتينا عاملة فى مصنع، تخرج بوتين من قسم القانون الدولى فى جامعة لينينجراد عام 1975 وانضم بوتين وهو فى الجامعة إلى الحزب الشيوعى للاتحاد السوفيتى، وبقى عضوا حتى تم حل الحزب فى ديسمبر عام ,1991 أيضا التقى فى الجامعة أناتولى سوبتشاك وهو أستاذ  مساعد ومحاضر مادة قانون الأعمال فى هذا الوقت وهو الذى لعب فى وقت لاحق دورا مهما فى حياة بوتين المهنية والسياسية.
ومن أكثر العوامل التى تجعل أى شعب فى العالم يعشق رئيسه هو الانتعاش الاقتصادى فخلال رئاسة بوتين دعم الدخول بأكثر من ثلاثة أضعاف وانخفضت البطالة والفقر بأكثر من النصف، وارتفع التقييم الذاتى والرضا عن الحياة بين الروس بشكل ملحوظ، وتميزت رئاسته بارتفاع النمو الاقتصادى وزيادة الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 72٪ وعززت سياسته موقف روسيا  كقوة عظمى فى مجال الطاقة حيث دعم الصناعات ذات التكنولوجيا العالية مثل الصناعات النووية والدفاع وساهم فى ارتفاع الاستثمارات الأجنبية، وبعد 18 عاما من المحاولة، انضمت روسيا إلى منظمة التجارة العالمية فى 22 أغسطس ,2012 وفى عهد بوتين، روسيا عززت موقفها كمورد للبترول والغاز لجزء كبير من أوروبا فضلا عن التطور العسكرى الهائل.
∎ ابن القيصر
مسألة أن تكون لرئيس عالمى علاقة حب تسفر عن طفل لا تعيبه مثلما يحدث فى المجتمعات الشرقية بل على العكس فهى تضفى عليه طابعا إنسانيا، وتجلى ذلك فى علاقة الرئيس الفرنسى  فرانسوا أولاند وعشيقته فاليرى تريولر والتى جاءت كسيدة أولى لفرنسا رغم أنها لم تكن زوجة رسمية له.
ونفى الكرملين الإشاعات التى تناقلتها وسائل الإعلام الغربية حول ولادة طفل لبوتين، حيث تكثر الشائعات عن علاقاته منذ طلاقه من زوجته بعد زواج دام ثلاثين عاما، وخاصة علاقته مع لاعبة الجمباز الروسية ألينا كابييفا حيث انتشرت صور لهما، وهما يرتديان خاتما فى إصبع الزواج، ومؤخرا عند استقبال بوتين للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى قبل رئاسته لمصر ظهرت صورته وهو  يرتدى محبسا للزواج، وأشاعت صحيفة (نيويورك بوست) الأمريكية فى عام 2009 بأن ألينا كابييفا أنجبت ابنا فى موسكو وقيل إن والد الطفل هو بوتين.
وكعادة القياصرة يردون على الكلام بالأفعال فقد أعلن بوتين استنفارا عاليا للجيش الروسى فى جميع المناطق وذلك لإثبات أنه مازال قويا وبدأت وحدات الاتصالات التابعة لقيادة المنطقة العسكرية الشرقية للجيش الروسى تنفيذ مناورات عسكرية فى كل من جمهورية بورياتيا، ومنطقة ما وراء البايكال، وخاباروفسك، وبريموريه، وكامتشاتكا، وساخالين ومحافظة أمور، ومقاطعة الحكم الذاتى اليهودية، ودائرة تشوكوتكا للحكم الذاتى.
ووفقا لوكالة (سبوتنيك الروسية) فقد تضمنت المناورات استخدام وسائل اتصال رقمية حديثة ووسائل اتصال جديدة ذاتية الحركة تعمل بأسلوب نظام (الفيديو كونفرانس) وأجهزة اتصال جديدة ذات قدرة عالية ومتوسطة، بالإضافة إلى أجهزة للاتصال الفضائى فضلا عن مشاركة المقاتلات وطائرات الاقتحام التى يصل عددها 30 فى مشروع عسكرى واسع النطاق مع توجيه الضربات بالذخيرة الحية يجرى فى جمهورية بورياتيا بالتدريب على اجتياز  نظام الدفاع الجوى، وسيستمر هذا المشروع شهرا كاملا، وسيشارك فيه 2000 عسكرى روسى.
أما فى المنطقة العسكرية الجنوبية فبدأت الوحدات الفرعية لإحدى ألوية المشاة الميكانيكى تنفيذ مشروع عسكرى مع الرماية بالذخيرة الحية فى إقليم ستافروبولسكى ويبلغ عدد المشاركين فيه 500 عسكرى بالإضافة إلى حوالى 40 آلية مدرعة لنقل الأشخاص ومدافع الهاوتز ذاتية الحركة ومجموعات الدفاع الجوى ذات صواريخ الدفاع الجوى والمدافع المضادة للطائرات.
 فضلا عن توجيه سفينة داغستان التابعة لأسطول قزوين من القاعدة البحرية التى تتبعها إلى منطقة التدريب فى البحر، حيث تتولى العناصر التابعة لسلاح المدفعية والخاصة بالسفينة التدريب على تنفيذ مهمة قيام السفينة المنفردة بإدارة المعركة البحرية حيث ستقوم بفتح النيران على الأهداف الجوية والبحرية باستخدام المدفع من طراز (أن - كا - 176) ومنظومة الدفاع الجوى من طراز (بالاش)، واستخدام منظومة الصواريخ  عالية الدقة من طراز (كاليبر - أن - كا).
أما فى منطقة القطب الشمالى فقد بدأت القوات المسلحة الروسية مناورات عسكرية يشارك فيها 38 ألف جندى وضابط و3360 آلية عسكرية و41 بارجة بحرية و15 غواصة و110 طائرات ومروحيات فى هذه المناورات تنتهى اليوم.
وتؤكد الإحصاءات أن الجيش الروسى يجرى سنويا نحو 3500 مناورة على المستويات المختلفة.
وتعتبر دعوة بوتين لمزيد من العمل فى تطوير الأسلحة الروسية منذ وقت قريب كانت تشير إلى ما هو أعمق بكثير، وأننا بالفعل على أعتاب مرحلة جديدة لعالم متعدد الأقطاب، وقد تنامى القلق الأمريكى من هذه المسألة، خاصة من أسلحة بعينها مثل صواريخ جو جو 77  ومقاتلات من طراز M77-K  وغواصات (الثقب الأسود) والتى تصفها التقارير بأنها أسلحة أكثر دقة تجمع بين تقنيات مختلفة تتفوق على مثيلتها الأمريكية.
والأمر الذى يزيد من القلق الأمريكى الاتفاقات الأخيرة  بين مصر وروسيا والتى تتضمن إجراء مناورات بحرية مشتركة فى البحر المتوسط والقيام بتدريبات لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تحديد بنود التعاون العسكرى بين البلدين لسنوات قادمة، ودعوة موسكو للجيش المصرى للمشاركة فى المسابقات العسكرية العالمية والمنتدى  العسكرى - التقنى الدولى «ARMY-2015» الذى سيعقد فى روسيا، فضلا عن الدعوة لتدريب الجنود والضباط المصريين فى الأكاديميات العسكرية ومؤسسات التعليم العالى الروسية.
وستقوم بتزويد مصر بأسلحة الدفاع الجوى والمدفعية، وقال زاك جولد المحلل فى معهد دراسات الأمن القومى إن مصر تسعى للحصول على قدرات عسكرية للتعامل مع التهديدات النابعة من الإرهاب من جهة ومن إيران من جهة أخرى باعتبارها القوى الوحيدة القادرة على مواجهة طهران.∎