الأربعاء 7 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رسالة فاتن حمامة

رسالة فاتن حمامة
رسالة فاتن حمامة


«مساء الخير.. أولا عايزة أقولكم إن وحشتنى المنصورة ووحشونى أهل المنصورة، أنا عشت فى ربوعها من سن 6 سنوات لغاية سن 12 سنة.. اتربيت فيها وشبيت فيها يعنى لغاية الابتدائية.. وبعدين اتنقلت من المنصورة للقاهرة.. كان نفسى أكون متواجدة اليوم معاكم لكن أرجو المعذرة.. شكرا لحضوركم وشكرا لماجى.

بهذه الكلمات الرقيقة مثل طلتها ودعت سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة» جمهورها. آخر رسالة سجلت معها قبل وفاتها بساعات. حيث قامت المخرجة الشابة «ماجى أنور» بتسجيل رسالة صوتية لها حتى تقوم بإذاعتها ضمن حفل افتتاح مهرجان «فاتن حمامة» للأفلام القصيرة والتسجيلية، كانت الرسالة نوعا من المشاركة من قبل الفنانة العملاقة للمهرجان الذى يحمل اسم مدينتها - المنصورة - الذى كان يهدى دورته الثالثة التى انطلقت هذا العام إلى اسمها.  ولكن تأتى وفاة «فاتن حمامة» لتغير كل شىء ويتحول المهرجان من مجرد إهداء دورة لاسم الفنانة إلى مهرجان يتغير اسمه  بالكامل من مهرجان المنصورة إلى مهرجان «فاتن حمامة». وتتحول الرسالة الصوتية من مجرد رسالة تبث فى حفل الافتتاح - الذى تم إلغاؤه حدادا عليها -  إلى جزء من  فيلم تسجيلى قصير إخراج «ماجى أنور» مؤسسة ومديرة المهرجان التى نفذت كل هذه التحولات كنوع من التقدير والوفاء لأهم ممثلة عرفتها السينما المصرية.
الفيلم يحمل عنوان «الفاتنة» وهو نفس عنوان المقالة التى قامت بكتابتها «ماجى» على موقع المهرجان قبل انطلاقه بعدة أسابيع.. وقامت بقراءتها الفنانة الراحلة ونالت إعجابها واستحسانها. ولذلك حرصت «ماجى» على أن يكون الفيلم مرضيا بكل الطرق ومتناسقا مع طبيعة شخصية «فاتن حمامة». ويأتى  كنوع من التحية الواجب تقديمها.. والتقدير المطلوب من قبل صناع السينما لفنانة شكل حضورها جزءا كبيرا ومهما فى تاريخ السينما ووجدان المصريين. فيظهر الفيلم بالأبيض الأسود متخذا شكلا يشبه أفلام «فاتن حمامة».
ويتضمن رسائل إلى «فاتن حمامة» من الفنانين: «يسرا»، «جميل راتب»، «هشام سليم»، «محمود ياسين»، «سمير صبرى» و«نيللى» والسبب فى اختيار هؤلاء الفنانين تحديدا كما توضحه المخرجة هو أن هؤلاء لهم علاقة قوية بالفنانة الراحلة على المستويين الفنى والإنسانى، أيضا لتكون التحية مزدوجة لكل من الفنانة الراحلة من ناحية وللفنانين المشاركين فى الفيلم من ناحية ثانية، حيث إن لديهم شعورا ما بأنهم منسيون وأن الأجيال الشابة - التى تنتمى لها المخرجة - لا تقدرهم وهذا غير صحيح.
التقت «ماجى أنور» بالفنانة «فاتن حمامة» عدة مرات من أجل تنسيق مشاركة الفنانة الراحلة فى المهرجان من خلال إطلاق صورتها على ملصق المهرجان وإرسال البيانات الصحفية التى توضح إهداء الدورة لها وهو ما تتحدث عنه «ماجى» قائلة: «إن توصيل الإحساس للفنانين الكبار بالامتنان من خلال تقديم مثل هذا النوع من التكريم هو ضرورة على كل العاملين فى المجال الفنى والأهم أن يكون هذا التكريم فى حياة الفنان، وليس بعد وفاته، وقد فكرت فى إهداء دورة المهرجان للفنانة «فاتن حمامة» ورحب رئيس المهرجان المنتج «محمد العدل» بذلك وكان الهدف الاستمرار على هذا المنوال وإهداء كل دورة من الدورات المقبلة لاسم فنان من الفنانين الكبار. ولكن تأتى الوفاة المفاجئة للفنانة «فاتن حمامة» فيتحول الأمر على الفور ونقرر أن نطلق على المهرجان اسمها.
الفيلم عرض الأسبوع الماضى فى ختام مهرجان «فاتن حمامة» وتستعد المخرجة لعمل عروض للفيلم فى المغرب وباريس كما تنوى عرضه فى سينما «فاتن حمامة» التى تحاول المخرجة التواصل مع إدارتها لإعادة ترميمها وتشغيلها من جديد. وتتمنى أن يكون هناك عروض منتظمة لأفلام «فاتن حمامة» كما تأمل أن تكون سينما «فاتن حمامة» هى مكان عرض أفلام المهرجان فى القاهرة.∎